لقد عصفت بحركة فتح كثيراً من التداعيات المؤلمة التى أجهضتها وأنهكت قواها أثر إنخراطها فى العمل السياسى الذى فرضته وقائع التحولات السياسية والعسكرية التى طرأت على الصعيدين الدولى والإقليمى .
وإمتدت تلك التداعيات لتصيب الواقع المحلى للفلسطينيين أثر تبوء حركة فتح قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية والإنخراط ضمن ملهات إنشاء مؤسساتها الأمنية والعسكرية والمدنية مخلفة ورائها أطر الحركة دون إستراتيجية داعمة لتلك السلطة التى إنخرط فى آتونها معظم قيادات وكوادر الحركة .
متناسين بالمطلق إحتياجات الحركة ومتطلباتها التى لطالما كانت الرافعة لقضايانا وحاملة مشروعنا الوطنى وطليعة ورائدة العمل الثورى.
ولم تعى وتتنبه تلك القيادة بالمطلق للمتغيرات التى أصابت التحولات الفيسلوجية فى الأجيال المتعاقبة المتراكمة أثر غياب التعبئة وغياب الإهتمام فى أكثر من جيل .
مقتصر عمل الحركة على إعداد كشوفات التوظيف التى تخدم فى المقام الأول أولى القربى والمحسوبين على نهجها أو نهج معديين تلك الكشوفات .
ليخلق ذلك تربة خصبة لتنامى قوى أخرى تسحب البساط من تحت أقدام الحركة الطليعة ويصبح تاريخها محطة للتشكيك تارة والتخوين تارة أخرى .
ولم تتوقف تلك القوى المتنامية على حساب ذاك الأسد الذى شاخت قواه عند هذا الحد.
وإنما إنقضت عليه معتقدة إمكانية إنهاء فترة حكمه وزوال تاريخه .
متناسية أنه ولد مع ميلاد الشعب الفلسطينى ولا ينتهى إلا بإنتهاء الشعب الفلسطينى .
الذى لا يمكن العمل على إنهاءه.
وبرغم هذا الإنقضاض البغيض الذى اودى بحياة المئات من الشهداء وآلاف الجرحى والمعذبين وعزل الواقع الفلسطينى خارج حدود خارطة الإهتمام الدولى والإقليمى .
إلا أن القيادة إستنهضت قواها بشكل أو بآخر لتنهى سيناريوا الإنقضاض وإفرازاته بمصالحة لعلها تنقذ ما يمكن إنقاذه وترمم بعضاً من إنهيارات الواقع الذى من المؤكد يحتاج من قيادة فتح أكثر بكثير مما يحتاجه من الآخرين .
الذين إعتلوا المواقف أثر إنهيار لحركة فتح أعدوا لجزءاً كبيراً منه من خلال تحالفات إقليمية ودولية ومحلية وإعلامية.
إن شرح الموقف كان شيئاً ضرورياً ومهماً لنصل للتساؤل الذى يفرض نفسه بقوة ويحتاج إجابة قيادة فتح أكثر من أى وقت مضى .
فلم يتبقى وقتاً لمزيد من المناورات التى تحمل بين طياتها تحايلاً تلوتحايل وإلتفافاً على الواقع تلو إلتفاف .
ونسأل لقد إعتمدتم عاماً للإبحار فى سفينتكم إلى صندوق خيارات الشعوب فماذا بالله عليكم ... أستحلفكم ماذا أعددتم ؟؟؟
أم ستحملون هزيمتكم ورقة أخيرة لآخر صندوق إقتراع تطأه أقدامكم وتلمسه أياديكم ؟؟؟
أليست الإنتخابات حرباً مثلها مثل كل الحروب التى تتجاوز الحروب الكلاسيكية ؟؟؟
أليس تاريخ الحركة له من طهارة وشرف الكفاح ما يستحق الحفاظ عليه وحمله لنجاحات وإنتصارات أخرى ؟؟؟...
ألا يستحق كوادر القاعدة التنظيمية تعزيز صمودهم بعد تركهم وحيدون فى مواجهة المؤامرة المنظمة التى أرادت قطف رقابهم قبل تاريخهم النضالى الذى دفعوا ثمنه سنوات من أعمارهم داخل أقبية الإحتلالين الإسرائيلى والحمساوى .
أيتها القيادة الفتحاوية فى مركز القرار ...إذا كنتم ستحملون تاريخ فتح الطويل ورقة تضعونها داخل صندوق الإقتراع ... فأقول لكم صاحب رمزية هذا التاريخ قد رحل !!!
إلى عالم آخر ولكن ترك لكم أبجديات التحدى والصمود وإستنهاض الذات .
فإبحثوا عن خيارات تحمى هذا التاريخ من الإندثار بين دواليب إستهتاركم بما هو قادم .
{ أيتها القيادة النصف ميته }
فلتبدأوا العمل والنزول وإسترضاء كل عنصر وكل كادر مهما صغر وعلا شأنه لنستمر فى حمل هموم الشعب الفلسطينى وحماية مصالحة وتعزيز صموده.
وأخيراً... أذكركم أن القيادة الفلسطينية إذا لم تصوب خطواتها ستكون وبدون أدنى شك وقود الربيع الفلسطينى القادم .
ملاحظة... لم يعد لديكم وقتاً والشعب الفلسطينى يحمله الشباب الفلسطينى.
بوتيرة متسارعه نحو مستقبل منتظر .
التعليقات (0)