ؤذون الناس مع حرصهم الشديد على العبادة.. ما هكذا الإسلام!
طباعة ٢ تعليقات
علي البحراني
جريدة الشرق
http://www.alsharq.net.sa/0000/00/00/316120
هناك تسارع وحرص من بعض الناس هنا على الإتيان بفرائض الإسلام بكل دقة وفي أوقاتها ففي وقت الصلاة تجدهم يتجهون لأداء الصلاة إما طواعية وإما قسرا بأوامر الهيئة، كما أنهم حريصون كل الحرص على الإتيان بها في وقتها وفي الصفوف الأولى، وهذا جيّد، ولكن يضيقون على الناس في المواقف، أو يغلقون الطرقات بمركباتهم، فتكون العبادة الصحيحة، تؤدى وتسبقها تصرفات مؤذية، وفي هذا الشأن قرأت مقولة تقول إنه في ألمانيا، الموظفون القادمون إلى العمل مبكرا يوقفون مركباتهم بعيدا ليُخلوا المواقف القريبة لمن سيأتي متأخرا مساعدة منهم للمتأخرين على حضور العمل في وقته، وحرصا منهم على خلق راق جدا في التعامل مع الواجبات.
العكس تماما لدينا، فكلما جاء الفرد منا باكرا للعمل أو لأي مناسبة ومنها الصلاة في المسجد نحرص جميعا على الوقوف عند بوابة المسجد وهكذا الجميع مع علمنا أن الماشي للصلاة تكتب له في كل خطوة حسنة ومع ذلك لا نبالي ولا نكترث بهذا، بل المصيبة أننا نقف بشكل مزدوج أو أمام الآخرين مغلقين عليهم أبواب مركباتهم، فلو أن أحدهم طرأ عليه طارئ وأراد الخروج فلن يستطيع حتى تنتهي الصلاة ويخرج المصلي الذي ذهب ليعبد الله وهو يؤذي الناس بتعطيل مصالحهم! بل قد يكون في مأزق أو مضطر لإنقاذ روح في حالة ولادة أو نقلها للمستشفى فيتسبب بقتل نفس وهو يعتقد أنه يطيع الله بصلاته التي تفقده أبسط أنواع التعامل والسلوك القويم.
الاعتقاد الخاطئ الذي نعيشه ونتنفسه هو طاعة الله بكل الصور الممكنة حتى لو كانت على حساب أذى الناس وقتلهم كمن يفجر نفسه في مسلمين من أجل دخول الجنة!
وهكذا يعتقد كثيرون جواز مخالفة الأنظمة وعدم التقيد بالقوانين والسلوك الأخلاقي من أجل الصلاة!
وللأسف سمعت من دكتور كان يدرسنا مادة التربية الإسلامية في الجامعة أن الأمر لو كان بيده لأوقف من هم بالإشارات المرورية لتأدية الصلاة . فما هذا الفكر السقيم، هل جاء الدين لأذية خلق الله ؟ أم جاء ليخدمهم وينظم حياتهم ؟ أعتقد أننا فعلا نعيش متناقضات صارخة وفجة فأكثر بلدان العالم فيها مآذن كبلادنا لكنها تعج بالسباب والشتائم والدعاء على الغير حتى لو كان مسلما.
نستضيف حجاج بيت الله ليكتشفوا أننا مستغلون لهم بأسعارنا الفلكية في تأجير خيامنا وأماكن سكناهم وكل شيء من الفيزا وحتى المغادرة .
نصوم رمضان ولكن البعض تنقلب وجوههم إلى غضب ونفور وعبوس وسلوك سيء بكل ما تعني الكلمة.
فهل هذا هو الإسلام الذي عرفناه؟ هناك ما يدعو حتما لمراجعة كل ما نعرفه عن الإسلام وعن الطاعة والعبادة وانعكاس آثارها على سلوكنا وأخلاقنا لنكون أمة متحضرة راقية بدلا عن التخلف والجهل والسلوك المنفر!
التعليقات (0)