نزار جاف من باريس
بحضور جمهور يقدر بأکثر من مائة ألف من أبناء الجالية الايرانية، الى جانب العشرات من الشخصيات البرلمانية و السياسية الاوربية و الغربية و العربية، بدأت في صالة فيلبينت شمال العاصمة الفرنسية باريس، و تحت شعار:"إنتصار العدالة..حماية أشرف"، أعمال مؤتمر التضامن مع إنتفاضة الشعب الايراني و سکان أشرف، وقد وضعت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، إکليلا من الزهور على موضع رمزي لشهداء أشرف و المقاومة الايرانية بحضور لفيف من عمد المدن الفرنسية في المکان.
والقت السيدة مريم رجوي، کلمة حماسية في الجمهور الغفير الذي استقبل مقدمها بحماس کبير و ردد شعارات للترحيب بها، حيث قوطعت الکلمة أحايين کثيرة بالتصفيق او ترديد الشعارات، وحيت رجوي في مستهل کلمتها الانتفاضات و الثورات الديمقراطية في العالم الاسلامي و في ارجاء الشرق الاوسط و شمال أفريقيا، ورددت على مسامع الوفا من العرب الحاضرين في الصالة الشعار الثوري المعروف:"الشعب يريد اسقاط النظام". مؤکدة بأن هذا المؤتمر يقام لتخليد شهداء المقاومة الايرانية الذين يقدر عددهم بمائة و عشرين ألف شهيدا منذ إنطلاقة المقاومة الايرانية ضد النظام الايراني في يوم 20 حزيران قبل ثلاثين عاما. وأکدت الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بأنه لامجال او فرصة لتأهيل النظام الايراني عندما قالت:( ثبت أن لجوء النظام إلى التعويل على رزم الحوافز السميكة والمساومة والمسايرة وإلصاق تهمة الإرهاب بالمقاومة وقصفها وخلق ملفات ودعاوى كيدية ضدها كونها حاضنة لأكثر معارضيه جدية، ليس إلا أداة يستخدمها لمواجهة موجة التغيير والسقوط.
نعم، إن «الزبد» قد ذهب «جفاء» وإن تاريخ إيران والمجتمع الإيراني ومقاومته قد قال ويقول: كلا للمساومة والمسايرة وكلا لاستسلام وكلا لدستور «ولاية الفقيه» وكلا لفاشية «ولاية الفقيه» برمتها وبكل أجنحتها.
ونقول: نعم، نعم للحرية، نعم للديمقراطية والمساواة، نعم لفصل الدين عن الدولة.).
- واوضحت رجوي بأن النظام الايراني يعيش أزمة سياسية خانقة رسمت ملامحها من خلال عدة قرائن و ادلة هي:( رئيس وزراء خميني لمدة 8 سنوات وضع الآن قيد الإقامة الجبرية في منزله.
- في أوائل عام 2011 تم استبعاد العمود الرئيس لنظام الملالي الحاكم في إيران وهو «رفسنجاني» حيث أقصي عن منصبه كرئيس مجلس خبراء النظام الرجعي بكل إذلال واستخفاف.
وحاليا نشب صراع قاس على السلطة بين خامنئي وأحمدي نجاد. إن خامنئي يريد وبضربات متتالية احتواء المنصب من قبل ولاية الفقيه أي أحمدي نجاد الذي لم يعد يريد البقاء في إطار دوره المحدود هذا، ولكن خامنئي وبقراره هذا يشبه بشخص يطلق النار على رجل نفسه أي يطلق خامنئي النار على كل نظامه.).
وخلصت الى القول أن:( هذا ما يعكس التذمر والأزمة في «قاعدة النظام» الأمر الذي أربك «قمة» النظام.
إن هذه هي الهزة التي سبقت سقوط النظام.
فنقول لهم: اهتزوا وارتعدوا المزيد، وخافوا المزيد.. لأن هناك شعب هلوع لإسقاطكم.
انظروا إلى أولئك الشبان المنتفضين،
انظروا إلى هذا الحشد والجمهور الغفير المتحمس الذي يتوق الحرية،
كلهم مستعدون وجاهزون لكسح هذا النظام بكل شروره من كل أرجاء إيران.
نعم، أنتم مستعدون وهناك الثورات الديمقراطية في الشرق الأوسط جاءت لتناصركم.
فإن الحكومة السورية أبرز حليف إستراتيجي لحكام إيران باتت على حافة الهاوية.
إن جبهة نظام الملالي الحاكم في إيران بدأت تنهار وتتمزق في كل أنحاء المنطقة.).
وقالت رجوي بأنه (من أفغانستان إلى العراق وسورية تطالب الشعوب في كل مكان بقطع أيدي هذا النظام في بلدانهم.). وعن رؤيتها للمشهد الحالي في إيران و آفاقه المستقبلية أکدت(لقد فشل مشروع «الأصولية» الذي أنشئ للبحث عن مخرج من المأزق باللجوء إلى مراوغات دولية وتوزيع الأموال على أفراد فيلق الحرس ومليشيات البسيج (قوة التعبئة).
نعم! لقد فشلت الإصلاحية الزائفة وقد جنحت سفينة الأصولية الفاشية في الوحل.
ولكن البديل الديمقراطي لنظام الملالي الحاكم في إيران هو الذي برز منتصرا ورائدا شامخا مرفوع الرأس أكثر مما مضى.). وربطت رجوي بين الهجوم الدموي الذي قامت به القوات العراقية على معسکر أشرف في 8 أبريل/نيسان المنصرم و الاوضاع السياسية في إيران بقولها:( إن هجوم 8 نيسان (أبريل) 2011 على مخيم أشرف كان رد فعل النظام بهدف احتواء قوة الحرية المتفجرة في المجتمع الإيراني خاصة إثر عودة لهيب الانتفاضات ليندلع مرة أخرى من تحت رماد الخيانة.).
وحول المبادرة الاوربية بخصوص أشرف أصرت الرئيسة رجوي بقولها:( أريد أن أؤكد أنه وكما ورد في المبادرة الأوربية حول أشرف يجب رفع الحصار عن أشرف ويجب انسحاب المسلحين من أشرف ويجب البدء فورا بإجراء تحقيق دولي محايد حول جريمة 8 نيسان (أبريل) 2011.). وأکدت و بنفس السياق أيضا:( إذا فحتى الحسم النهائي للأمر من الضروري بشكل مضاعف أن تتولى الأمم المتحدة حماية مخيم أشرف ويتمركز مراقبو الأمم المتحدة في أشرف.
إننا نطالب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي أن يوفرا الحماية فقط لهؤلاء المراقبين.
هذا هو أدنى طلب ولكن ضروري للغاية لحماية أرواح المجاهدين المقيمين في أشرف.). وربطت رجوي بين الشعبين السوري و الليبي من جانب، وبين سکان أشرف من جاب آخر بقولها(إن أهالي المدن السورية يحق لهم أن يطالبوا بسحب المدرعات والأسلحة الثقيلة لبشار الأسد من مناطقهم السكنية.
ويحق للمواطنين الليبيين أن يقولوا إنه يجب إيقاف إطلاق النار على المواطنين من قبل نظام القذافي.
فيحق لسكان أشرف أيضا أن يقولوا: ارفعوا فوهات الأسلحة عن أصداغنا.).
التعليقات (0)