أمهات الشوارع
ربما يكون العنوان غريبا بعض الشيئ فكلمه "أطفال الشوارع" هي ما إعتادت الأسماع عليها أما "أمهات الشوارع" فلم ترد علي الأسماع من قبل ..
فقد كتبنا من قبل عن أطفال الشوارع وأوضحنا كيف أن من يُطلق عليهم إسم "أطفال الشوارع" ليسوا فقط الأطفال الذين لا أسر لهم .. بل أيضا هناك أطفال شوارع يعيشون داخل أسر مستقره ويسكنوا في بيوت وليس الشارع مأواهم ولكن هذه الأسر المستقره هي التي تترك للشارع حريه تربيه أولادهم كما يترائي له ولمرتاديه ..
أما اليوم فربما تكون الكلمات قاسيه بعض الشيئ علي البعض من نسائنا ولكن هذه الكلمات ما هي سوي دق ناقوس الخطر وبكل قوه لينتبهن الي ما هن فاعلات .. فإن كنا نتفق جميعا علي أن "الأم مدرسه إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق" .. فسنتوقف عند "الأم مدرسه" فهي فعلا مدرسه لأبنائها .. فهي منذ البدء ترضعهم من ثدييها طباعها وسلوكها ..
ولكن للأسف اليوم إنتشرت وبكثره في مجتمعاتنا أمهات تحملن لقب أمهات بالإنجاب فقط .. أما الأمومه الحقيقيه الغريزيه فهي ليست من شأنهن أو شيمتهن ..
ربما لديهن أسبابهن كأن يكن قد تزوجن علي غير إراده ورغبه .. وربما أنجبن أيضا علي غير اراده ورغبه .. وربما "الأنا" لديهن عاليه جدا تعلوا فوق كل شيئ آخر حتي أولادهن ..
وحتي لا نغوص كثيرا في الأسباب ونبتعد عن المحصله .. نستطيع القول أن عدد قليل جدا ممن تزوجن علي غير الاراده أو أنجبن علي غير الاراده من ذوات القلوب السوداء والممتلئات كرها .. هن من ينفث عن كل ذلك في الابناء ..
أما من تعلوا "الأنا" لديهن علي كل شيئ .. فهن كثيرات .. وهن جاهلات تافهات تستطيع أن تلحظهن بكل سهوله في أي مجتمع ولا يرتبطن بثراء أو بفقر ولا بتعليم أو بجهل ولكن ب "الأنا" فقط ..
بعض من هذه النوعيه يأبين أن يرضعن أطفالهن رضاعه طبيعيه خوفا من فقدان جمال أثدائهن أو حتي لا يرتبطن عاطفيا بالاطفال ..
وإن أرادت إحداهن الخروج من المنزل فهي تترك الاطفال الصغار بالمنزل برفقه "الشغاله" أو لدي الجيران أو الاقارب .. وإن لم تستطع فإنها تصطحبهم مُكرهه .. وتستطيع أن تلمس ذلك من مسلكها مع أطفالها في الشارع .. فهي ممكن أن تسير وتتركهم يسيرون ورائها غير عابئه أو خائفه عليهم من السيارات أو الضياع .. وهي أيضا كل بضعه أمتار تكيل لهم السباب والدعاء عليهم .. وربما تضربهم أيضا علي مرئي ومسمع من كل الماره ..
وفي المنزل .. لا وقت لديها علي الاطلاق لتخصيصه للجلوس مع أطفالها واللعب معهم ..
فكل ما يربطها بهم هو الواجب المفروض عليها كالطعام والنظافه والغسيل ..
وهم في واد وهي في واد آخر في نفس الشقه أو البيت .. وربما تفتح لهم الباب وتطلب منهم الخروج للعب مع أبناء الجيران طيله اليوم .. حتي تقعد مستريحه وفي هدوء داخل المنزل .. أو تستطيع التحدث في التليفون مع صديقاتها بالساعات .. أو مشاهده مسلسلها المفضل أو النوم ما عن لها ..
وعندما يكبر الأطفال قليلا .. تأمرهم بالخروج الي الشارع للعب مع الأولاد في الشارع ليصبح الشارع هو المُعلم الأول لأطفالها .. أما هي فهي ليست بأُم ولا تصلح بأي حال من الأحوال لأن تكون أم ..
رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه .. فمن تعرف جيدا أنها لا تصلح أن تكون أما لماذا تنجب؟ لماذا تشارك في صنع صنع مأساه مجتمعيه ..؟
لا تقولي غلطه ...
مجدي المصري
التعليقات (0)