{ بِسْمِ اللهِ الرّحمَنِ الرّحِيمْ }
( أَنـْـــــــوَارُ طـــَـيـــْـبـــَة ْ )
حظيت بفضل الله وتوفيقه بأداء فريضة الحج هذا العام مع العائلة وللمرة الثالثة وأنعم الله علينا بزيارة المـديـنة المـنورة ( طـَـيـْـبَـةَ الــطـَّـيـِّـبـَةْ ) والـسـلام على رســـول الله " صلى الله عليه وسلم " وصـاحـبـيـه أبـي بـكـر الصديق وعــمـر بن الخطاب " رضي الله عــنـهـمـا " ونحن في طريقنا إلى مـكة المـكـرمـة لأداء مــنــاســك الــحـج والــعــمـرة مما ترك في نفوسنا صفاء روحيا وحلاوة إيمان وروحانية صادقة ومؤثرة وحصل أثناء رمي الجمرات أن تعرضنا لعواصف ماطرة وهائجة تصاحبها رياحا عاتية لم تحدث منذ زمن بعيد وقد غسلت الأرض من الأوبئة والجراثيم والأوساخ وطهرت القلوب من الذنوب والخطايا بفضل الله وكرمه على عباده المخلصين وكانت أشبه بالطوفان فذكرت الجموع بسيل العرم الذي انهار فخرب مدينة مأرب ودولة سبأ قبل آلاف السنين وبالمد البحري الذي حصل قبل شهر تقريبا على امتداد المحيط الهندي بنهاية عام 2004م وما خلفه من تدمير وكوارث ومآسي غير مسبوقة وأطلق عليه " تــسـونـامـي " فكان أن جاشت عاطفتي بهذه القصيدة بنهاية تلك الرحلة المباركة الميمونة .
1. وصَلتُ رِحَابَ طَيْبَةَ لِلسَّلاَمِ
عَلَىَ خَيْرِ البَرِيَّةِ وَالأَنَامِ
2. رَسُولَ البِشْرِ بَوْحِيِ زَادَ وَجْدًا
وَنَبْضُ القَلْبِ يَخْفِقُ بِالهُيَامِ
3. صَفِيَّ اللَّهِ كِدْتُ أَطِيرُ شَوْقاً
لِذِكْرِكَ يَرتَقِي فَوقَ الغَمَامِ
4. فَحُبِّي لِلْنَّبِيِّ مَلاَذَ أَمْنِيِ
يُعِيذُ الرُّوحَ مِنْ شَبَحِ السَّقَامِ
5. فَهَذَا وَاجِبُ الحُنَفَاءِ أَوْصَى
بِهِ التَّوْحِيدُ فِيِ سِنِّ الفِطَامِ
6. شَمَمْتُ رَحِيقَ طَيْبَة قَبْلَ حِينٍ
ظَمِئْتُ إِلَيهِ مِنْ عُمُرِ الغُلاَمِ
7. كَذَا أُمُّ العِيَالِ أَشَدُّ حِرْصًا
لِتَأدِيَةِ الشّعِيرَةِ مُنذُ عَامِ
8. حَدِيثُ النَّفْسِ هَاتَفَنيِ بِلَيْلٍ
بِِأَخْبَارِ الزِّيَارَةِ فيِ المَنَامِ
9. فَأَضْحىَ الحُلْمُ ياَ مَوْلاَيَ حَقاًّ
وَنِلْتُ بِنُوُرِكُمْ شَرَفَ الوِسَامِ
10. تُسَابِقُنِيِ خُطىَ الوَلْهَانِ جَرْياً
يُؤًجِّجُنِيِ شُعُورُ المُسْتَهَامِ
11. أُصَليِّ لِلْفَرَائِضِ مَا تَسَنىَّ
بِمَسْجِدِكَ الطَّهُورِ مَعَ السَّلاَمِ
12. أَمِينَ الوَحْيِ جِئْتُ إِلَيْكَ أَشْدُو
قَرِيضَ الشِّعْرِ أَرْجُزُ بِاحْتِرَامِ
13. فَإِنْ عَجِزَ اللِّسَانُ رَجَوْتُ رَبيِّ
بِشَرْحِ الصَّدْرِ أُكْمِلُ لِلْمَرَامِ
14. شَفِيعَ التَّاَئِبيِنَ إِلَيْكَ أَرْنوُ
لِيَغْمُرَنِيِ الرِّضاَ بَيْنَ الأَنَامِ
15. نَزِيلَ الرَّوْضَةِ الزَّهْرَاءِ تَوْقِيِ
إِلَيْكَ يَفِيضُ مِنْ بَحْرِ الغَرَامِ
16. ضُحىً زُرْتُ الحَبِيبَ وَصَاحِبَيْهِ
أ قُبَيْلَ الحَجِّ لِلْبَيْتِ الَحَرَامِ
17. أَبُو بَكْرٍ هُوَ الصِّدِّيقُ بَرٌّ
مِنَ الخُلَفَاءِ يُوصَفُ بِالإِمَامِ
18. رَقِيقُ القَلْبِ مِثْلَ اللَّيْثِ أَضْحىَ
شَدِيدَ البَأْسِ يُمْسِكُ بِالزِّمَامِ
19. حَبَاهُ اللَّهُ حَزْمَ الحُكْمِ أَبْدىَ
رِباَطَ الَجأْشِ فيِ شَحْذِ الحُسَامِ
20. لِرَأْبِ الصَّدْعِ جَاهَدَ حِينَ أَرْدىَ
غُلاَةَ الشِّرْكِ فيِ جُبِّ الزُّؤَامِ
21. وَقَارَعَ أَهْلَ رِدَّةَ فيِ ثَبَاتٍ
بِتَسْيِيرِ العَمَائِمِ وَاللِّجَاَمِ
22. وَأَقْسَمَ مَنْ سَيَمْنَعُهُ عَناَقاً
سَيُنْهِلُهُ الغَدَاةَ لَظىَ الحِمَامِ
23. مُسَيْلَمَةُ الكَذوُبُ وَمَنْ تَعَدَّىَ
عَلَى صِدقِ النُّبُوَّةِ بِالكَلاَمِ
24. وَأَرسَلَ فِي العِرَاقِ سُرَاةَ فَتْحٍ
وَأُخْرَى فِي الشَّآمِ خِلاَلَ عَامِ
25. نَديُّ الكَفِّ جَادَ بِِكُلِّ شَيْءٍ
وَلَم يُبْقِ اليَسِيرَ مِنَ الحُطَامِ
26. وَأَورَثَ للبَنِينِ صِفَاتِ مَجدٍ
َ يُضِيءُ بَرِيقُهَا وَحْشَ الظَّلاَمِ
27. وَقَام َبِإِثرِهِ الفَارُوقُ يَسْعَى
إِلَىَ بَعْثِ السَّرَايَا لِلشَّآمِ
28. أَياَ عُمَرَ العَدَالَةِ أَنْتَ فَذٌّ
وَفِي التَّاَرِيخِ تُوسَمُ بِالهُمَامِ
29. أَبَا حَفْصٍ زَمَانَ الفَتْحِ أَوْفىَ
إِلىَ القُدْسِ الشَّرِيفِ مِنَ الزِّحََامِ
30. وَأَقبَلَ فِي الفَلاَةِ يَسُوقُ فَحْلاً
ًَ وَيُوثِقُ بِاليَمِينِ رَشَاَ الخِطَامِ
31. وَخَادِمُهُ الوَحِيدُ رَفِيقُ دَرْبٍ
وَنَصْلُ السَّيْفِ أُغْمِدَ فِي الِحزَامِ
32. بِلاَ حَرَسِ الرَّئِيسِ وَنَزْرِ مَاءٍ
وَكِيسِ التَّمْرِ بُورِكَ مِنْ طَعاَمِ
33. بِكَ الإِسْلاَمُ سَارَ بِكُلِّ فَجٍّ
سِجِلُّكَ فيِ الهُدَاةِ مِنَ العِظَامِ
34. وَفيِ القُرْآنِ شَرْعُ اللَّهِ أَعْطىَ
بَنيِ الإِنْسَانِ آفَاقَ السَّلاَمِ
35. عَلىَ هَدْيِ الرِّسَالَةِ قَدْ تَأَسَّوْا
مِنَ السُّنَنِ الشَّرِيفَةِ بِانْتِظَامِ
36. خَلِيلُ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ لَبىَّ
نِدَاءَ الرَّبِّ فيِ ذَبْحِ الغُلاَمِ
ِ
37. أَتىَ جِبْرِيلُ مِثْلَ البَرْقِ يَفْدِي
بِكَبْشِ الَهدْيِ يُبْرِئُ لِلْذِّمَامِ
38. لِذَا إِبْلِيسُ رَاحَ يَفِرُّ ذُعْراً
ذَلِيلاً خَاسِئاً صَوْبَ اللِّئَامِ
39. وَفيِ عَرَفَاتِ مَنْ وَقَفُوُا نَهَارًا
لأِمْرِ اللَّهِ أَدَّوْا بِاهْتِمَامِ
40. مَلاَيِينُ الحَجِيجِ بِيَوْمِ نَحْرٍ
أَفَاضُوا فيِ المَشَاعِرِ وَالخِيَامِ
41. إِلىَ البَيْتِ العَتِيقِ عَلىَ المَطَاياَ
كَأَنَّ جُمُوعَهُم سِرْبُ الحَمَامِ
42. لِتَأْدِيَةِ المَنَاسِكِ فِي أَمَانٍ
بِفَضلِ رِعَايَةِ الصِّيدِ الكِرَامِ
43. نَطُوفُ البَيْتَ سَبْعًا ثُمَّ نَسْعىَ
وَفِي الأَشْوَاطِ نَرْمُلُ بِالقَوَامِ
44. وَنَشْرَبُ مَاءَ زَمْزَمَ حَيْثُ شِئْناَ
وَنَسْجُدُ ماَ تَيَسَّرَ فيِ المَقَامِ
45. وَعِنْدَ تَزَاحُمِ الجَمَرَاتِ فَاضَتْ
مِيَاَهُ المُزْنِ مِنْ رَحِمِ الغَمَاَمِ
46. أَعَاصِيرُ السَّحَابِ هُناَكَ تَذْروُ
وَتَرْغِي ثُمَّ تَزْبِدُ بالقَتاَمِ
47. عَرَانِينُ الجِبَالِ تَصُبُّ سَيْلاً
بِوَادِ مِنَىً وَتُنْذِرُ بِاقْتِحاَمِ
48. تُزِيلُ بِهِ الذُّنُوبَ أَوِ الخَطَاياَ
وَتَغْسِلُ لِلْوَباَءِ عَنِ الأَنَاَمِ
49. بِكَنْسِ مَقَامِعِ الآفَاتِ شَطْفاً
وَتَنْقِيَةِ الأُنُوفِ مِنَ الزُّكَاَمِ
50. إِلىَ طُهْرِ الوِلاَدَةِ حَيْثُ عُدْناَ
مَعَ الأَبْرَارِ بيِضَاً كَاليَماَمِ
51. بِلاَ رَفَثٍ وَفِسْقٍ أَوْ جِدَالٍ
نَصُونُ تُقىَ القُلُوبِ عَنِ الحَرَامِ
52. وَلُطْفُ اللَّهِ عِنْدَ الرَّمْيِ أَدْرىَ
بِأَوْضاَعِ الخَلِيقَةِ فيِ الزِّحَاَمِ
53. كَأَنَّ بَوَادِرَ الطُّوفَاَنِ جَاءَتْ
تُذَكِّرُهُمْ بِمَأْرِبَ وَتْسُونَامِيِ
54. هُناَكَ فَظَاعَةُ الزِّلْزَالِ قَامَتْ
بِتَدْمِيرِ الشَّوَاطِيءِ وَالأَنَاَمِ
55. يُبَعْثِرُهُمْ مُحِيطُ الهِِنْدِ صَرْعىَ
وَيَقْذِفُ بِالهَيَاكِلِ وَالعِظَامِ
56. أَلَيْسَ مَحَارِمُ الفُقَرَاءِ تُجْبىَ
إِلىَ الغُرَبَاَءِ تُعْرَضُ كَالنَّعاَمِ
57. وَجَذْبُ طَوَاقِمِ السُّياَحِ يَقْضِيِ
بِنَثْرِ الفَاتِنَاتِ عَلىَ السِّهَامِ
58. مُمَارَسَةُ الفُجُورِ وَنَشْرُ عُهْرٍ
بِأَنْدِيَةِ النَّخَاسَةِ فيِ الظَّلاَمِ
59. لِيَجْتَرِحَ الجُناَةُ لِعِرْضِ أُنْثىَ
تَبِيتُ مِنَ الطَّوىَ فَوْقَ الرَّغَامِ
60. فَهَلْ دِينُ المَسِيحِ يُبِيحُ فُحْشاً
بِخَلْعِ المُومِسَاتِ عُرىَ الحِزَامِ
61. هُناَ أَحْفَادُ يَافِثَ كَمْ أَغَارُوا
عَلىَ حَرَمِ النِّسَاءِ بِأَرْضِ سَامِ
62. يَغَاَرُ الرَّبُّ مِنْ هَوْلِ المَعاَصِيِ
وَقَدْ طَمَسَ الفُجُورَ باِلانْتِقَامِ
63. وَمَدُّ البَحْرِ ثَاَرَ كَأَنَّ خَسْفاً
مِنَ الهَيَجاَنِ يُلْقَمُ بالرِّضَامِ
64. لِيُورِدَ مَنْ بَغَوْا وَعَصَوْا وَضَلُّوا
لِقَارِعَةِ الجَحِيمِ مَعَ الحُطاَمِ
65. وَلَفْظُ اللَّهِ بَعْضُ النَّاسِ قَالُوا
عَلىَ الأَمْوَاجِ شُوهِدَ فيِِ سِيَامِ
66. رُؤَىَ التَّحْذِيرِ وَالإِنْذَارِ نَخْشىَ
بِأَهْلِ الأَرْضِ تَنْسِفُ فيِ الرُّكاَمِ
67. لَعَمْرِيِ أُمَّةُ الإِسْلاَمِ ثَكْلىَ
بِرِمَّتِهاَ تَغُطُّ مَعَ النِّياَمِ
68. بِتَرْكِ مَبَادِئِ الإِيمَانِ تَاهَتْ
وَإِغْفَالِ الجِهَادِ ذُرىَ السَّنَامِ
69. إِلَيْهاَ وَاجِبيِ أُزْجِيهِ نُصْحاً
لأِعْفِيِ النَّفْسَ مِنْ ثِقَلِ الَملاَمِ
70. سَأَلْتُ إِلَهَناَ المَرْجُوَّ يَعْفُو
مَعَ الغُفْرَانِ نَحْياَ فيِ وِئَامِ
71. وَأَدْعُو اللَّهَ يَرْحَمُ كُلَّ مَيْتٍ
لِدَارِ الخُلْدِ يَعْبُرُ فيِ سَلاَمِ
72. أُهَنِّئُ خَادِمَ الحَرَمَيْنِ دَوْماً
عَلىَ ماَ كَانَ مِنْ حُسْنِ التَّمَامِ
73. لَقَدْ أَمَّ الحَجِيجَ بِكُلِّ يُسْرٍ
بِتَهْيِئَةِ الظُّرُوفِ كَكُلِّ عَامِ
74. وَلِيُّ العَهْدِ أَضْفىَ طِيِبَ جُهْدٍ
مَعَ التَّوْجِيهِ فيِ ضَبْطِ النِّظَامِ
75. وَدَوْلَتُهُ الرَّشِيدَةُ كَمْ تُؤَدِّيِ
مِنَ الخَدَماَتِ وَالفِعْلِ العِصَامِيِ
76. كَتَوْفِيرِ المَسَاكِنِ وَالمَشَافيِ
وَإِغْدَاقِ المِيَاهِ مَعَ الطَّعَامِ
77. وَتَكْرِيمِ الوُفُودِ غَدَاةَ حَجٍّ
وَحِفْظِ الأَمْنِ فيِ البَيْتِ الحَرَامِ
78. وَتَوْزِيعِ المَصَاحِفِ بَاتَ وِرْداً
مِنَ البَرَكَاتِ صَارَ مِنَ اللَّزَامِ
79. أُنَاشِدُهُمْ وُلاَةَ الأَمْرِ فَازُوا
بِتَوْفِيقِ الإِلَهِ عَلىَ الدَّوَامِ
80. أُبًارٍكُ لِلْعِبَادِ حُلُولَ عِيِدٍ
بِهِ تَسْمُو النُّفُوسُ إِلىَ الأَماَمِ
81. وَعُدْتُ إِلىَ الرِّيَاضِ بِخَيْرِ حَالٍ
أَتُوقُ إِلىَ النَّوَافِلِ وَالصِّيَامِ
82. لِكَيْ أَحْظىَ رِضاَ الرَّحْمَنِ أَصْحُو
بِجَوْفِ اللَّيْلِ أَقْنُتُ فيِ القِياَمِ
83. وَجِئْتُ إِلىَ الوَفَاءِ أَبُثُّ شِعْرِيِ
بِشُكْرِ اللَّهِ أَنْعَمُ فيِ الخِتَامِ
جـَمـيـلُ الــمـَـشـَّـاَقِــيّ الـكَـنـْعـَانـِيّ
الــريـاض 14 ذي الحجة 1425هـ
الإثنين المــوافـــق 24/01/2005م
التعليقات (0)