أي ديمقراطية تطلبها الوفاق؟

أي ديمقراطية تطلبها الوفاق؟

كعادتها منذ شهور إستدعت جمعية الوفاق أتباعها هذه الجمعة عبر المسجات في ممارسة حقيقية للديمقراطية البحرينية ، التي تسمح للمعارضة السياسية والطائفية على محتلف مظاهرها بالتجمهر والإعتصام وإقامة المهرجانات السياسية لتتحدث فيها كما تشاء عما تشاء .....

والذي نأمل أن يعلم به البعض أن هذه التجمعات والإعتصامات واللقاءات السياسية ليست من ضمن عنتريات الوفاق كما تحاول الإيحاء به لأتباعها والعالم والأجانب من المقيمين . ولكنها تأتي بموافقة الجهات الأمنية البحرينية يوما بيوم وليلة بليلة . وبإذن كتابي منها ردا على طلب كتابي تتقدم به الجمعيات السياسية لكل أطيافها وفقا للخيار الديمقراطي البحريني الذي اقرته الحكومة بضمان حرية التعبير عن الرأي لكافة الفعاليات السياسية ، وإن كان بعضها طائفية خلف أقنعة سياسية مثلما هو حال جمعية الوفاق التي لا تعرف غير مسرح الطائفية وعاءاً تكتسب فيه شرعيتها وتأييد قاعدتها.

أحيانا كثيرة يفضح المرء نفسه . أو كما يقول المثل : "يكاد المريب يقول خذوني" ... فجمعية الوفاق في خضم وقمة ممارستها للديمقراطية تزعم أنها ترغب في الديمقراطية ... فأي تناقض هذا ؟ ..... إنها كمن يأكل الحلوى ويبكي على الحلوى في مجلس واحد.
جاءت الرسالة النصية القصيرة التي أرسلتها جمعية الوفاق إلى شريحة أنصارها من الشعب البحريني تقول: (مهرجان "مطلبنا الديمقراطية" اليوم 4:30 . قرية القرَيـّة شارع الجنبية. حضورك مهم) إنتهى نص المسج .

هكذا إذن تقيم جمعية الوفاق وتقيم غيرها من جمعيات سياسية وطائفية متعددة في المعارضة والموالاة مهرجاناتهم السياسية عصر كل يوم وزيادة .. وتقيم جمعية الوفاق الطائفية على نحو خاص مهرجانين وإعتصامين في الأسبوع على الأغلب مثل ما فعلت مابين عصر الأمس الخميس وعصر اليوم الجمعة ؛ حين تنادت لإعتصام تابعاتها بمسمى "حرائر البحرين" وتنادي اليوم عصر الجمعة للجنسين "تطلب الديمقراطية" . الديمقراطية التي تمارسها بالفعل حتى النخاع. ولو لم يكن الأمر كذلك لما كانت السلطات البحرينية قد سمحت بإقامة مثل هذه المهرجانات والإعتصامات بطول الجزيرة وعرضها لمن يشاء من جمعيات سياسية مسجلة وفق النظم والقوانين واللوائح الديمقراطية المعمول بها في كل مكان بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وهلم جرا من ديمقراطيات شهيرة.
ربما كانت جمعية الوفاق وبحرص من خامئيني ونصيحة من حسن نصر الله تبحث عن ديمقراطية بمقياسها هي وحدها . تناسب عمتها وجلبابها وخفها وعباءتها وقميصها وسروالها ، وليست الديمقراطية التي يتعايش معها وبها الناس يدا بيد وقدما بقدم ورأساً برأس ...