مواضيع اليوم

أي‮ ‬استراتيجية لتدبير تحديات المعركة الحقوقية أمام البوليساريو؟

شريف هزاع

2012-07-02 20:40:49

0

أي‮ ‬استراتيجية لتدبير تحديات المعركة الحقوقية أمام البوليساريو؟

عبـد الفتـاح الفاتحـي‮ ‬

‬تقود جبهة البوليساريو على المغرب هذه الأيام حربا ضروسا بالأمم المتحدة لتسويد صورته الحقوقية في‮ ‬الصحراء،‮ ‬وذلك بالتزامن مع اجتماع اللجنة الخاصة لمجموعة الـ‮ ‬24‮ ‬التابعة للأمم المتحدة عبر استعراض ادعاءات بانتهاك المغرب لحقوق الإنسان في‮ ‬الأقاليم الجنوبية‮.‬

تستمر الدعوات التحريضية لجبهة البوليساريو الانفصالية‮ ‬على المغرب،‮ ‬حيث تتقن لعب دور الضحية الأبدية لاستجداء عطف المنظمات الإنسانية الدولية‮. ‬فبعدما أوفدت وفدا كبيرا للرفع من حدة الضغط الممارس على المغرب،‮ ‬حيث أعاد ممثلوها أمام اللجنة الخاصة لمجموعة الـ‮ ‬24‮ ‬التابعة للأمم المتحدة بنيويورك ادعاءاتها على المغرب،‮ ‬انتقل عبد العزيز المراكشي‮ ‬إلى ايطاليا لإلقاء مداخلة حول حقوق الإنسان في‮ ‬الصحراء‮.‬

وإذ‮ ‬يرتفع صوت البوليساريو بهذه الادعاءات التي‮ ‬تضرب بعمق رمزية السيادة السياسية والترابية على الأقاليم الجنوبية،‮ ‬يخفت صوت المغرب،‮ ‬تاركا المجال أمامها لربح مزيد من التعاطف معها‮.‬

وعليه،‮ ‬فإن المغرب‮ ‬يعيش تحديات حقوقية كبيرة،‮ ‬تهدد سيادته العملية على الأقاليم الجنوبية في‮ ‬حالة ما إذا خسرنا المعركة الحقوقية أمام البوليساريو،‮ ‬ما لم‮ ‬يستطع تطوير تكتيكاته في‮ ‬إدارة الصراع مع الجبهة على مستوى انتهاكات حقوق الإنسان‮. ‬

وتتزايد حملة ضغوط المنظمات الحقوقية على المغرب بصدور تقارير حقوقية تسيء إلى صورته الحقوقية،‮ ‬كما هو الحال في‮ ‬تقارير منظمتي‮ ‬‭"‬فريدم هاوس‮" ‬و"هيومن وتش روتش‮" ‬حين تتحدث عن انتهاكات حقوقية في‮ ‬الصحراء‮. ‬واقع‮ ‬يفرض تحديات حقيقية على الدبلوماسية المغربية تعسر مهمتها في‮ ‬إقناع المنتظم الدولي‮ ‬بشرعية سيادته الترابية على الأقاليم الجنوبية‮.‬

‮ ‬كما هاجمت عدة وفود‮ ‬غربية المغرب بسبب الوضع الحقوقي‮ ‬خلال الدورة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف‮. ‬حيث عبرت الحكومة الأمريكية عن قلقها الشديد حيال تراجع الوضع الحقوقي‮ ‬في‮ ‬المغرب،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬عبر عنه وفد السويد والذي‮ ‬دعا المغرب‮ ‬إلى احترام التزاماته الدولية والقانون الدولي،‮ ‬في‮ ‬ذات الصدد طالبت اسبانيا المغرب بتكثيف الجهود من أجل محاربة حالات التعذيب وغيره من المعاملات السيئة،‮ ‬و"المصادقة على البروتوكول الاختياري‮ ‬المكمل لمعاهدة مناهضة التعذيب وغيره من المعاملات القاسية والماسة من الكرامة والمهينة‮".‬

‮ ‬كما تحدث التقرير الأممي‮ ‬التركيبي‮ ‬عن قلق حقوقي‮ ‬بخصوص الوضع الصحي‮ ‬بالمغرب،‮ ‬وقال بأن‮ ‬‭"‬الحق في‮ ‬الصحة ليس مدرجًا في‮ ‬الدستور،‮ ‬ولاحظ أحد التقارير أنه‮ "‬رغم الإصلاحات التي‮ ‬أجريت لتحديث النظام الصحي،‮ ‬فإن السياسات العامة ما زالت لا تستجيب لاحتياجات الضعفاء‮". ‬كما سجل عليه عدم احترام وضعية اللاجئين كالالتزام بالرعاية الصحية والتعليم والتنقل وبتفعيل مكتب اللاجئين وعديمي‮ ‬الجنسية التابع لوزارة الخارجية والاعتراف بالحقوق الأساسية للمهاجرين واللاجئين،‮ ‬تماشيًا مع الاتفاقيات الدولية‮.‬

‮ ‬وإذ‮ ‬يتأكد بأن تأثيرات الورقة الحقوقية التي‮ ‬تحمل بها البوليساريو على المغرب جد قوية‮ ‬،‮ ‬فإن ملف انتهاكات حقوق الإنسان الذي‮ ‬تحمل به الدبلوماسية المغرب على البوليساريو جد ضعيف ولا‮ ‬يكاد‮ ‬يكون له أدنى تأثير حتى أن التقرير الأخير لبان كي‮ ‬مون حول الصحراء لم‮ ‬يصل إلى مستوى إدانة انتهاكات حقوقية في‮ ‬مخيمات تندوف‮. ‬

ومن جهة أخرى،‮ ‬فإنه على الرغم من أن وضعية سكان مخيمات تندوف في‮ ‬عرف القانون الدولي‮ ‬الإنساني،‮ ‬محتجزون بالقوة العسكرية من طرف البلد‮ ‬‭"‬المضيف الجزائر‮" ‬وصنيعته البوليساريو،‮ ‬وهو وضع‮ ‬غير مقبول حقوقيا،‮ ‬يتعارض مع مبادئ حق العودة الطوعية وحرية التجول أو التنقل إلى بلد ثالث أو الاندماج في‮ ‬الجزائر،‮ ‬أي‮ ‬وفقا لمعاهدة جنيف‮ ‬1951،‮ ‬إلا أن الدبلوماسية المغربية لا تمتلك استراتيجية متقدمة للترويج لهذه الاختلالات وأخرى مثل نفي‮ ‬السيد مصطفى ولد سلمى إلى العاصمة الموريتانية النواكشوظ،‮ ‬وكذا ملف المتاجرة بالمساعدات الغذائية المخصصة للمحتجزين في‮ ‬مخيمات تندوف،‮ ‬وغيرها من ممارسة القمع ضد الشبان المطالبين بتغيير قيادات البوليساريو‮.‬

إن الدبلوماسية المغربية تبقى في‮ ‬الحاجة إلى المزيد من تنفيذ‮ "‬استراتيجية دفع الخصم إلى الحائط‮" ‬لتفادي‮ ‬تحديات لعنة حقوق الإنسان التي‮ ‬تجد تعاطفا واسعا لدى الرأي‮ ‬العام الدولي،‮ ‬في‮ ‬وقت لا تمتلك فيه الدبلوماسية المغربية استراتيجية حشد التأييد الحقوقي‮ ‬لتنفيذ توصيات الأمم المتحدة المتعلقة بإحصاء سكان مخيمات تندوف،‮ ‬وإدانة قرار البوليساريو القاضي‮ ‬بنفي‮ ‬مصطفى ولد سلمى خارج المخيمات بعيدا عن أهله،‮ ‬فضلا عن أدلة تؤكد ارتباط أعضاء من البوليساريو بتنظيم القاعدة في‮ ‬بلاد المغرب الإسلامي،‮ ‬وكذا المتاجرة في‮ ‬المساعدات الغذائية الدولية المقدمة لسكان المخيمات‮.‬




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات