دخلت مسرعة، باكية وقالت لى بالله عليك أفيدينى، أشعر أن زوجى يخفى بداخل قلبه أمرأة ما! ولكنها ليست علاقة حقيقية، وإنما شبح إمراة بداخله، أشعر بطيفها من بعيد ولكنى لا أجده ملموسا حتى أعاقبه عليه، فهو كَيس معى ويراعى بيته وأولاده، ويراعى ربه فينا، قلت لها ما المشكلة إذن؟ قالت: لا أعرف، ربما القلق والغيرة!
قلت: هل صدر منه أى شئ؟ قالت : لا... الحق يقال
قلت: إذن من ماذا تحافين؟ قالت: أخاف أن تكون له حبيبة
قلت:وماعلاقتك أنت به؟ قالت: أنا زوجته وأم أولاده ورفيقة دربه
قلت: وماذا عنها قالت: هى حبيبته
قلت: هل هى عشقيته؟ قالت: لا لالا.. أنا أثق فى زوجى
قلت: هل صرح لك بشئ عنها قالت: لالا... أعرف إنها مجرد حبيبة فى الخيال
قلت: لما القلق إذن إذا كانت فقط مجرد خيال! أليس كل منا من حقه أن يحلم حتى فى الخيال قالت: نعم ولكن طيفها الذى لا يشعرنى به زوجى ويكاد يخفيه يؤرقنى!
قلت: هل تعتقدى أنه ممكن أن يتزوجها؟ قالت: لالالالالا لأسباب أنا أعرفها جيدا عن زوجى، إنه من المستحيل أن يتزوجها
قلت: من أين لك بالتأكيد! قالت: أنا متأكدة من زوجى كما أتأكد من نفسى، أنه مستحيل أن يتزوجها!
قلت: لما كل هذا التأكد؟هل هى أسباب مرضية؟ قالت: لا أسباب شخصية
قلت: أأسف لتملكى الفضول، ولكن ما الذى يجعلك تتأكدين أن زوجك لن يتزوج ممن يحب؟ قالت: لأنه عانى عندما تزوج أبيه بآخرى، فلن يغدر أبدا بى ويذيق أولاده من نفس الكأس الذى شرب منه، ولأنه أيضا أكثر من عانى وتألم لألم والدته
قلت: إذن لماذا أتيتِ لى إذا كنت تعرفين هذا عنه؟ قالت: مجرد هواجس تأتينا
قلت: ربما قد أكون قاسية معك فى الحوار، ولكن أحب أن أكرر سؤالى مرة آخرى من أنت بالنسبة له؟ قالت: أنا زوجته وأم أولاده وشريكه حياته، وأنا من يمكث معه قرابة 15 عام فى حب ووئام
قلت: مرة آخرى و من هى؟ قالت: هى حبيبة فى الخيال، فلماذا تكررى سؤالك؟
قلت: أى دورين تفضلين أن تكونى بالنسبة لزوجك؟ قالت: ماذا تقصدين؟
قلت: هلى تفضلي أن تكونى الزوجة والرفيقة وأم الأولاد، والتى تمكث معه ليل نهار، وتقرنين جسدك بجسده، وأنفاسك بأنفاسه وتنجبين منه ما يخلد عمرك وأيامك،أم تفضلين أن تكونى مجرد حبيبة فى الخيال لا تسطيعى أن تقضى بجواره حتى ولو دقيقة واحدة؟
استطرد: هلى تفضلين ملاصقة الجسد للجسد، والأنفاس بالأنفاس، أم تفضلين أن تكونى شبح أو طيف يطوف برأسه حتى لو للحظات؟؟؟ قالت: حقيقة لم أفكر فى هذا الأمر من قبل؟
ولكن طبعا أفضل أن أكون زوجته وأم أولادة و أكون رفيقته، و لا أرغب أن أكون حبيبته التى تمر مجرد طيف فى الخيال، أو حتى فراغ يسكن الفؤاد، لأننى يهمنى من يسكن فراشة وبيته
قلت: إذن أنت ليس لديك أى مشكلة على الأطلاق قالت: نعم لم أعرف من قبل أن أقوم بدورالزوجة والأم خير من أن أقوم بدور الحبيبة أو مجرد طيف، وأحمد الله على دورى الذى أعطانيه الله بالنسبة لزوجى، وكان الله فى عون حبيبة زوجى إذا كانت تعلم بحبه! وفى عون اى أمرأة تكون وهما يسكن الخيال!
وعندها شكرتنى وخرجت مبتسمة راضية
وهأنا أكرر لكل الزوجات التى تظن أن زوجها لديه حبيبه...ماذا تفضلين؟ حبيبته.... أم زوجته؟؟؟
التعليقات (0)