لست خبيراً إقتصادياً أو زراعياً ولكنى أقول .. الزراعة المصرية تحتاج إلى ثورة فى التفكير يليها ثورة فى التنفيذ ، أما عن ثورة التفكير فمقوماتها موجودة ومتمثلة فى أعداد كبيرة من خيرة الخبراء المصريين فى جميع المجالات يتمنون جميعاً أن يعملوا ويجتهدوا ويرسموا متطوعين الطريق الذى يجب أن نسلكه لكى نخرج من الوضع المُخجل الذى
نعيش فيه .
وعلى كل منصف ومحب لهذه البلد أن يصاب بالدهشة عندما يقرأ أنه يتم دعم المصدرين الجالسين فى الغرف المكيفة بمبلغ أربعة مليارات جنيه سنوياً وعددهم 1800 مصدر وحصلوا على درجة الإمتياز مع مرتبة الإنحطاط فى التهرب الضريبى هذا العام ، ثم يقرأ أن مصر تصدر850 ألف طن موالح سنوياً يدعم الطن بمبلغ 200 دولار ، أى كيلو البرتقال الذى تضاعف سعره أربع مرات فى أسواقنا ولم يعد معظم المصريين يذوقوه يدعم بجنيه وتسعة قروش ، وتنتج مصر 4 مليون قنطار قطن طويل وقصير التيلة بالتساوى تم دعمهم بمبلغ 314 مليون جنيه أى كيلو القطن يُدعَّم بنصف جنيه ، وكيلو القمح يدعم بستين قرشاً ، فهل يعلم السادة المسئولين وأولى الأمر كم تتكلف زراعة الفدان الواحد من كل محصول وكم ينتج ذلك الفدان حتى يتم معرفة المحصول الذى يجب دعمه من الذى لا يحتاج ذلك الدعم .
وهذه المليارات المدفوعة تختلف فى درجة إعلانها فيتم التكتيم على دعم البرتقال وغيره من السلع المهمة التى يصدرها الكبار ، أما دعم المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح أوالقطن أوالذرة فيتم المن على الفلاح ويتم تعذيبه كل عام عند توريد محاصيله تلك .
وحتى لا تمن الدولة على الفلاح عليها أن نذكرها دائماً أنها كانت تأخذ المحاصيل من الفلاحين إجبارياً وبسعر متدنى كانت هى التى تحدده ثم تصدرها بأسعار باهظة وبالدولار لكى نبنى ونحارب ، فالفلاح المصرى وحده هو الذى تحمل تكاليف النكبات والنكسات والإنتصارات ، وحتى الآن إذا أعطت الحكومة للفلاح بيدها اليمين تأخذ أضعافه بالشمال ، فلماذا لا تكشف لنا عن المبالغ ومدى إستفادتها من محصول الأرز الذى تحصل عليه لبطاقات التموين بملاليم من المتعهدين فى مقابل تصديرهم كميات منه للخارج .
لذلك يجب أن ينحصر دور الدولة فى المحاصيل الإستراتيجية بحيث تفرض رسم صادر على كل محصول أو نبات زينة أو طبى أو فاكهة تصدر للخارج وهذا الرسم يتحدد وفق سعر السلعة فى الداخل وسعر تصديرها للخارج بحيث لا يصبح رسم الصادر جائرا والأموال المتحصلة من ذلك تدعم به المحاصيل الإستراتيجية فى حالة انخفاض أسعارها عالميا، ولن تنفذ وتتحقق الدورة الزراعية إلا بعد حدوث عدل ودخل متقارب - بعد الدراسة - بين كل محصول والآخر فى نفس العروة .
التعليقات (0)