مواضيع اليوم

أيها المدون بك تبدأ الديمقراطية !

عبدالسلام كرزيكة

2010-02-13 11:22:58

0

المتابع لنماذج بعض الناس في تجمعات فكرية مصغرة كموقع إيلاف ، يرى المنحنى التصاعدي لحرية التعبير لدى المدونين بصفة أخص ، والتركيز على المدونين هو لإمكانية متابعة خطواتهم منذ إيلاجهم الحارة ، أما الزوار فلا يمكن الإعتماد على ردودهم وإقحامهم في التجربة ، مع أنهم أكثر جرأة في ردودهم تلك من المدونين الذين تكون ردودهم في الغالب محتشمة ، رغم ما تتناوله أقلامهم من قضايا ، وما تعج به مدوناتهم من مواضيع عن الحرية وعن الديمقراطية ، وما ينادون  به من دعوات لرفع الوصايا عن الشعوب المقهورة والمقموعة ، ورغم تركيزهم على مبدأ حرية الفكر ، وديمقراطية المذهب والمقصد ..

وإستنادا إلى بعض المعطيات الواردة في مشاركات المدونين سواء بالتدوينات أو بالتعاليق ، تجد  أن معظمهم يبدأ رحلته بإحتشام لعدة أسباب أهمها نظرة الفوقية التي يتمتع بها المثقفون في الغالب ، واعتبار الردود القاسية في حق أفكار (حتى وإن لم يهضمها أو لم توافق توجهه) سقوطا في هاوية السوقية والعامية ، لذلك يلجؤون إلى النقد الضمني بنصوص جمالية لاتمنحهم شعورا بالرضى في الغالب ، لكنها تمنحم راحة المجاملة على حساب النقد الحقيقي المقصود ، وهذه المسألة تكسب صداقات لكنها لاتدعم فضاء التنمية الفكرية المرجوّة ، ولا تدعم الرسالة الديمقراطية التي جعلتهم يدونون في الأساس .. وهناك أيضا عقدة الخوف من النبذ لدى غالبيتهم ما يجعلهم يسايرون أفكار بعضهم وتوجهاتهم حتى ولو كان في ذلك إخلالا لتركيبة الإختلاف المباح خصوصا في مجال الفكر والثقافة ، ما يعني تقليص فرص إثراء المجتمع التدويني في مشاركة كل الرؤى والتوجهات التي تفيد أكثر وهي مختلفة ، أما المسايرة على حساب التوجهات الحقيقية فهي لاتعدوا كونها حربا باردة بين جملة من الأقلام التي تُعزف عن خط أفكارها لمجرد الخوف من ردة الفعل الأخرى ، بأحكام ذهنية مُسبقة بالهجوم اللاذع والنقد الهدام على شخص المدون لمجرد الإبداع البناء والمختلف ..

هاتان الركيزتان ساهمتا بشكل كبير في تأخر نضج التجربة الديمقراطية في المجتمعات الفكرية ، وتأخر في وصول الرسالة المنشودة إلى الزوار الذين يُعتبرون نواة التغيير الحقيقي الذي نطمح إليه كمدونين ، ويطمح إليه كل من كرس رسالته الفكرية لرفع الغبن عنه ، وإرشاده إلى حياة واقعية أفضل في محيطه الأسري أو الوطني أو الإقليمي أو حتى الذاتي بتطوير شخصيته .. الشخصية التي يجب على المدون أن يبدأ بها على نطاقه الخاص حتى يسهل عليه إيصال صداها إلى الآخر المتلقي ، بالتالي يستفيد منها هذا الأخير..

نحن في أزمة فكرية حقيقية لو إعتقدنا بأننا بالركون إلى المهادنة المصطنعة مع بعضنا كمدونين كفيلة بنقلنا نقلة نوعية نحو ديمقراطية حقيقية .. ديمقراطية نكتفي بالتغني بها في مقالات رنانة ، وواقع حالنا يقول أننا لانستطيع نقد فكر نتطارحه في مدوناتنا  بشفافية ، والمسافات بيننا آلاف الأميال .. فكيف سنغير من واقع محيطاتنا وأوطاننا ومجتمعاتنا ، ومشاكلنا التي نتعايش معها كل يوم ؟! ..

لاأنادي بما هو خارجٌ عن المألوف ، لأن كل ما يستطيع العقل التفكير به ، وكل ما يستطيع الإنسان التعبير عنه بقلمه وبطريقته الخاصة ومن واقعه ومن واقع الإنسانية ليس خارجا عن المألوف ويستحق أن يكتبه ، ونستطيع جميعا مناقشته ، ونقده .، ومن شأنه أن يفيد جميع من يقرؤه. وهدفنا من كل ذلك هو الإفادة والإستفادة وهما أمران لايكونان إلا برغبة حقيقية ، ومشاعر صادقة في المساهمة في تطوير الذوات والمجتمعات الإنسانية.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

تاج الديـن : 02 - 2010

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات