أيها المدونون... هل أنتم منتهون؟؟.
تحدث عدد من المدونين في الآونة الأخيرة عن موضوع بدأ يفرض نفسه بقوة. ويمكن القول أن الأمر يتعلق بنقد ذاتي من هؤلاء المدونين لواقع التدوين على منبر ايلاف. وقد ارتأيت أن أدلو بدلوي في هذا النقاش ايمانا مني بأن الأمر يقتضي مراجعة حقيقية لأسلوب الكتابة والتعليق في هذه المدونة. وسأتناول هنا باختصار ملاحظتين أساسيتين: تتعلق أولاهما بطبيعة الردود والتعليقات التي نقرأها في عدد كبير من المواضيع. حيث يصبح الاختلاف في الرأي مدعاة لاستعمال كل أساليب اللغو والسباب و التجريح . وهي ثقافة تنم عن قصور الحس النقدي عند الكثيرين. وعندما يلجأ المرء الى السب والشتم و القذف فان ذلك يدل على انعدام حجة العقل لديه. ويكون الهجوم خير وسيلة لحجب قصوره الحجاجي في الدفاع عن أفكاره وقناعاته. وفي الأغلب الأعم لا ينتهي هذا النقاش العقيم الى أية نتيجة لأنه يصبح بحكم الفعل ورد الفعل حوارا ثنائيا لا يتعلق بموضوع النقاش أصلا، وانما يدخل في متاهات عقيمة. أما الملاحظة الثانية بهذا الصدد فترتبط بمشكلة تصنيف المواضيع. حيث كثيرا ما نقرأ عناوين في السياسة أو الرأي وقد صنفت في خانة ( صحة وجمال) أو ( اقتصاد وأعمال) مثلا. والغرض من ذلك واضح طبعا. انه حب الظهور عند البعض، والابقاء على موضوعه في الواجهة أكبر وقت ممكن. وقد نبهت عددا من الاخوة الى هذه الحقيقة، غير أن واقع الحال يشهد حقا بأن " لا حياة لمن تنادي "، بل ان أحد الاخوة تمادى في تبرير فعله هذا عبر اتهامي بأني سبقته في هذا النهج. وأنا أدعو الاخوة المدونين الى البحث في مدونتي عن أي موضوع مخالف للتصنيف. ( ولست هنا بصدد الترويج لمواضيعي حتى لا أفهم خطأ).
ان المطلوب منا كمدونين أن نسير جميعا في اتجاه الرفع من قيمة التدوين عبر النقاش الحر و الرزين، والاحترام المتبادل، والمسؤولية الأخلاقية. واذا كانت ايلاف قد وفرت لنا هذا المنبر الحر،فاننا مسؤولون جميعا على تخليق الممارسة التدوينية. ولا ينبغي أن يكون الردع هو القاضي والفيصل في تصرفاتنا. علينا أن لا ننتظر تدخل الادارة في كل مرة لتصحيح أخطائنا للتوقف عن مخالفات من قبيل ما ذكرته أعلاه... فلماذا لا يكون شعارنا كمدونين هو الالتزام بدل الالزام.؟؟ مع خالص التحيات.
تنبيه : أرجو أن لا يفهم كلامي على سبيل التعميم. وشكرا للتفهم.
محمد مغوتي. 23/02/2010.
التعليقات (0)