العلاقة بين الوقار والاحترام وقلة الكلام علاقة وطيدة وطردية ...لأن الاحترام يزداد مع الحرص على التكلم بما يفيد ويقل مع كثرة الحديث ويساعد في ذلك أن يكون وراء الصمت حكمة وعلم وزهد وفصاحة وسداد رأى ....وقد ذهبت كثرة الكلام بوقار الكثيرين من أهل الفتاوى حتى كاد أن يملهم الناس وينصرفوا عن أحاديثهم وفتاواهم وساعد على ذلك أيضا ميلهم إلى رضا الحكام بتحريم وتحليل ما لا يتصل بالدين بصورة مباشرة مثل الفتاوى في شأن المظاهرات والانتخابات وغيرها مما شابه ذلك مما لا يؤثر في دين الله بالنفع أو الضرر أو يعود على المسلمين بفائدة.وقد اقتصر الدين على إصلاح أحوال العالم باتباع كل خلق كريم مثل الحفاظ على أموال وأعراض ومعاملات الناس مع بعضهم لدرء أسباب الفساد والصراع وغمط الحقوق ونشر الرذيلة أيا كان شكلها وسببها ...وقد كان من أهداف الدين وما زال أن يربي الإنسان على الفضائل حتى تكون سجيته وتصرفاته مشفوعة بالتقوى في كل شأن وهذه صفات ليس لها حصر حتى تذكر واحدة واحدة ولكنها تشمل كل أحوال الفرد إذا تحرى الصالح من العمل حتى لو عاش في صحراء ليس فيها أحد ويشعر أن الله مطلع عليه في كل حال ولذلك فإن الله أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر جامع قائلا {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }هود112 وترك تفاصيل الاستقامة لأنها تابعة للفطرة التي فطر الله الناس عليها
التعليقات (0)