لا نشكك في نوايا الناس فهي غيب لا يعلمه إلا الله الذي لا تغيب عنه خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولا نتهم من يرفع راية الإسلام بالاتجار بالدين ولكن ...ولكن نهيب بالمسلمين أن يبعدوا الدين عن أغراض السياسة والدنيا اتقاء للشبهات وتبرئة للنفس من الهوى... والنفس بطبيعتها أمارة بالسوء والشيطان يصور للبعض أن ما يريدونه هو في صالح نشر العقيدة وما أبعد الإسلام عن القصد !! وقد يكون القصد هو المنصب والربح وعندها يقع طالب السياسة وممارسها في الهاوية وهو لا يعلم...إن مكانة الدين أسمى من أن يكون ثمنا لأي منصب ومن هنا يجب أن يترفع المسلم حتى عن ذكر الآيات في حديثه لكي لا يتهم ببيع دينه بدنياه إلا أن يكون ناصحا فقط وليس من ممارسي السياسة ...ونحن نعلم علم اليقين أن أدوات السياسة بعيدة عن الأخلاق بدرجة كبيرة أو صغيرة ...المهم أنها ليست مجالا خالصا للتقوى وخاصة عند من يدعي السلفية ولا أدري ما هي سلفيتهم الحقيقية ...هل هي اتباع للسلف الصالح أو إلى سلف آخر مارس السياسة تحت راية الإسلام ...وبالطبع أنا لا أتعرض إلى جماعة بعينها حملت هذا الاسم ولكن أقصد كل من يتخذ الدين مطية للوصول إلى السلطة .....وأنصح كل من يريد دخول المعترك السياسي من إخواننا الصادقين أن يفكر عشر مرات فيما سوف يلاقيه من متطلبات الوظائف العليا في الحكومة حيث أن أدوات السياسة المستخدمة داخل الدولة وخارجها وبينها وبين الدول الأخري شيء يختلف عن مطلوبات الشريعة بدرجات مختلفة وتتعارض معها في مواقف كثيرة ...فإما أن يعترف حامل راية الدين أنها خطوته الأولى في الدخول إلى عالم يفتقر إلى البراءة وأنه موافق على الانخراط فيها كما هي... وإما أنه سوف يستقيل عند أول مخالفة ....أو نحكم عليه بالخداع إذا واصل مزاولة السياسة ...والأفضل أن يدخل السياسة من بابها الواضح حتى لو كان الإصلاح هو هدفه فعلا ويقول ...أنا أريد المنصب وهذا برنامجي وطبعا لن يكون برنامجه القرءان ولكن يكون فقط زراعة وتجارة وصناعة وعلاقات خارجية شكلها كذا وكذا وسياسة مع العرب كذا وكذا ومع دول العالم كذا وكذا وليس للدين في برنامجه إلا الاستقامة فيما يمكن ....رغم أن الاستقامة لا تصاحب السياسة في كل حال ...ولا السياسة تصاحبها في معظم الأحوال
التعليقات (0)