أيها الأطباء المحترمون

لما تخلت الدولة عن علاج المواطنين في مستشفياتها العامة وتركتهم نهبا للأطباء صارت تكاليف العلاج فوق استطاعة الفقراء ومتوسطي الدخل وأصبحت الصحة العامة في خطر.. وهذا الخطر يكلف الدولة أضعاف ما كانت تتكلفه لعلاج المواطن ...إن الصحة العامة هي من مقومات الاقتصاد القومي لأن المريض لا ينتج فإذا أرادت الدولة أن تنهض اقتصاديا فلتهتم بصحة الناس ...نحن نسمع عن نسب خطيرة في انتشار الأمراض القاتلة والتي تقعد العامل وتجعله عاجزا عن القيام برعاية أسرته وتوفير متطلباتها البسيطة وتكاليف حياتها ...ولا يخفى على أحد أن تكلفة علاج شخص واحد من الالتهاب الكبدي مثلا هو أضعاف مضاعفة لتكاليف الوقاية من المرض ...قدر من النظافة برفع المخلفات وتوفير مستلزمات الزراعة الصحية والأسمدة العضوية المعالجة ومنع المبيدات المسرطنة والممنوعة عالميا يؤدي إلى الوقاية من الأمراض كما أن العودة إلى الدور الحكومي في ضمان علاج الفقراء وإجراء الجراحات البسيطة والمتوسطة في المستشفيات العامة يضمن ارتفاع الناتج القومي ويريح الشعب من تكاليف العلاج الخاص ...ونظرة من أطبائنا للشعب المطحون ...لا داعي لتملك (الخمسه عين)....في أعوام قليلة .....(العروسة والعيادة والعربية والعمارة والعزبة) ثم التعود على مكاسب الجزارة البشرية.....