أيها الأحبة أيها المسلمون أيتها المسلمات
لقد اخترتم أن تكونوا من أتباع من أرسله ربه " رحمة للعالمين " و لقد أحياكم ربكم و جعل لكم نورا تمشون به بين الناس بعدما كنتم "أمواتا" فما الذي أزرى بحالكم و حولكم إلى جثث هامدة تابعة إلى أنظمة و حكومات علمانية لقيطة و تابعة لأنظمة الغرب الإستعماري ألإستكباري تتبع أهواءها في سن القوانين و التشريعات الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية و لا تقيم أي وزن لشريعة الله المفصلة تفصيلا بينا في كتابه العزيز !؟
ما سبب قبولكم أن تكونوا عبيدا و خدما و جنودا في جيوش فراعنة العصر الحديث الذين تنكروا لربوبية الله خالق الكون و الإنسان و الحياة و ادعت لنفسها الربوبية بتحكمها في خلق الله طبقا لقوانين و تشريعات وضعية يستنونها حسب أهوائهم و قد أعلنوا عداءهم لكل ما هو رباني مسلم ؟!
أيها الأحبة أيها المسلمون أيتها المسلمات
لقد استبيحت أرضكم و أعراضكم من قبل مشركين نجس و انتهبت ثرواتكم ممن يعلن العداء لله و لرسوله و للمؤمنين و أنتم صامتون أو متواطئون أو منغمسون في جمع فتات موائد هؤلاء الأنجاس الذين قد حولوا أرضكم إلى فيء منتهب من قبل قوى الإستعمار و الإستكبار العالمي... !!؟؟
أيها الأحبة أيها المسلمون أيتها المسلمات
بماذا ستجيبون ربكم القوي العزيز يوم تقفون بين يديه للحساب.. و قد وعدكم بالنصر الأكيد إن أنتم نصرتم دينه و أقمتم حدوده واتبعتم منهجه؟؟؟
أيها الأحبة أيها المسلمون أيتها المسلمات
إن ربكم واحد و قرآنكم واحد و رسولكم واحد فلماذا انقسمتم إلى أمم متفرقة و نحل متنافرة و أحزاب متقاتلة مما حولكم إلى اضعف الأمم و أذلها.. بأسها بينها شديد و قد قال ربكم " و لا تتفرقوا فتذهب ريحكم "!!!؟
أيها الأحبة أيها المسلمون أيتها المسلمات
لقد بنى نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم – قدوة كل المؤمنين في العالم - الإنسان المؤمن الموحد لله رب العالمين و الخاضع لأوامر الله و نواهيه خلال ما اصطلح على تسميته بالفترة المكية ثم بحث عن النصرة لدين الله فوجدها بالمدينة المنورة أين أقام دولة الإسلام على ضوء القرآن المدني الذي رسم له و للمؤمنين كل تفاصيل و معالم المجتمع الإسلامي إجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا.. و أنتم لا تزالون راضين بأن تكونوا تابعين لأنظمة بشرية مشركة بالله.. تعيش في ظلمات بعضها فوق بعض.. و ليسوا بخارجين منها إلا بالقطيعة التامة معها مهما كانت مسمياتها.. : ( ملكية.. إستبدادية.. ديمقراطية... حداثية أو غيرها ).
أيها الأحبة أيها المسلمون أيتها المسلمات
لقد أهلك الله من قبل من هو أشد قوة من أمريكا و إنكلترا و روسيا و فرنسا.. و أغرق فرعون و هامان و جنودها و خسف بقارون و بداره الأرض... لما وجدت الفئة المؤمنة الموحدة لله رب العالمين... فهل تنتظرون أن يهلك الله هؤلاء المستكبرين في الأرض و أنتم قد أصبحتم جزءا لا يتجزأ من شعوبهم تؤمنون بأنظمتهم الوضعية و تطبقون قوانينهم المكرسة للجريمة بمختلف أشكالها – لاحظوا نسبة العود إلى السجون في مختلف أنحاء العالم- و تخضعون لها بملء إرادتكم و تستمسكون بأخلاقهم .. و تتبعون أهواءكم .. و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله !؟
أيها الأحبة أيها المسلمون أيتها المسلمات
تخافون أمريكا و إسرائيل و أنظمة لقيطة.. و لا تخافون الواحد الأحد القوي العزيز الجبار.. تعملون ألف حساب لأنظمة لقيطة تابعة و لا تخافون من الملك الديان.. مالك الملك.. ثم تزعمون أنكم مسلمون ؟!! تتعهدون و انتم واقفون بين يدي الله - للصلاة- بطاعته و الخضوع لشريعته ثم تنكصون على أعقابكم في جميع تفاصيل حياتكم و تنتهكون حدود الله و حرماته ظاهرا و باطنا .. فكيف ينصركم الله ؟؟!
أيها الأحبة أيها المسلمون أيتها المسلمات
ثوبوا إلى رشدكم و انصروا دين الله لينصركم الله و يمكن لكم في الأرض كما مكن لأسلافكم لما صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. و السلام على من اتبع الهدى .
نداء إلى قادة حركة حماس
لقد أرسل الله محمدا صلى الله عليه و سلم رحمة للعالمين.. و لقد استطاع هذا النبي الأمي خلال 23 سنة من بعثته أن يحول الأميين في جزيرة العرب إلى خير امة أخرجت للناس في التاريخ البشري كله.. فلماذا تحولت حركتكم إلى نقمة على الشعب الفلسطيني – شعب الجبارين- و أنتم تحملون نفس ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم!؟
و الجواب بكل بساطة ووضوح:" لأن محمدا قد بنى شعبا بدءا من بناء الإنسان المؤمن، و أنتم قد بنيتم سلطة انطلاقا من شعب ورث الإسلام..!!"
لقد اتبع محمد صلى الله عليه و سلم ما أوحي إليه من ربه خطوة بخطوة لأنه يعلم علم اليقين أن ما أنزله الله عليه من آيات بينات هو النور الذي يضيء له دروب الحياة المدلهمة و يحميه من السقوط في متاهاتها الكثيرة.. لأنه من عند الله العزيز الحكيم الذي يعلم غيب السماوات و الأرض و يعرف حقيقة هذه الحياة.
لقد قام محمد صلى الله عليه و سلم ببناء الإنسان المؤمنالذي يؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله.. و غير مفاهيمه عن الكون و الإنسان و الحياة بمفاهيم القرآن المكي الذي يكشف للمؤمن حقائق الوجود.. و أفرغ ذهنه من المعتقدات الباطلة التي لا صلة لها بحقائق الوجود.. و ملأ عقله بمفاهيم الإيمان الصحيح و ما يترتب عن هذا الإيمان من سلوك قويم في مختلف ميادين الحياة الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية.. حتى إذا ما اكتمل له بناء الإنسان المؤمن الذي يستنير في حياته كلها بآيات الذكر الحكيم كلفه ربه بالهجرة إلى المدينة التي احتضنت المؤمنين بدعوته صلى الله عليه و سلم و تكوين السلطة /الدولة التي تحتكم إلى شرع الله داخليا و خارجيا.. و في كل ميادين الحياة..
و في المدينة / الدولة سعى الرسول / القدوة صلى الله عليه و سلم إلى تأسيس جيش قوامه "مؤمنون" باعوا أنفسهم و أموالهم و كل ما يملكون لله رب العالمين مقابل الفوز برضوانه يوم لقاه :" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم و ذلك هو الفوز العظيم" (سورة التوبة الآية 111 ).
أما أنتم في حركة حماس فقد سعيتم منذ بداية تأسيس حركتكم إلى تكوين " مجاهدين" يجتهدون في معصية الله و مخالفة أوامره.. بقتل أنفسهم في سبيل القدس و ليس في سبيل الله مع أن الرسول /القدوة صلى الله عليه و سلم لم يسع يوما إلى تكوين مجاهدين يقاتلون في سبيل البيت الحرام- و قد كانت بأيدي المشركين- رغم أنها اشرف عند الله من بيت المقدس.. و الله يقول:"و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" ( سورة النساء الآية 29). كما نهى الله عز و جل عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و أنتم تقتلون - في الغالب الأعم – أناس أبرياء لا صلة لهم بالحرب الوهمية التي تخوضونها ضد إسرائيل !
كما ترشح قادة حركتكم إلى المجلس التشريعي الفلسطيني وهو مؤسسة تشريعية لا تحكم بما أنزل الله:"و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ( سورة المائدة الآية 44 ). : "و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله و لا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا و لو شاء الله لجعلكم امة واحدة و لكن ليبلوكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم فيما كنتم فيه تختلفون. و أن أحكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فان تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و إن كثيرا من الناس لفاسقون. أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون " ( سورة المائدة الآيات 48 و49 و50 ).
فالمؤمنون أبدا لم و لن يكونوا في حاجة لمجلس تشريعي لأن الله هو المشرع الوحيد في الإسلام – لذلك سمي بدين التوحيد (وحدانية المشرع)- و المؤمنون ملزمون جميعا بما فيهم الأنبياء عليهم السلام بالإحتكام إلى شريعة الله المفصلة تفصيلا في القرآن المدني و الخضوع التام لها.
و هكذا تكون حركة حماس و إن رفعت الإسلام شعارا لها فهي لا تخضع لأوامر الله و نواهيه في حركتها و نضالاتها و اختياراتها.. بقتل ناشطيها لأنفسهم في عمليات انتحارية قصد قتل أناس أبرياء في الغالب الأعم نهى الله عن قتلهم ، و قد حرم الله الجنة عن قاتل نفسه أو قاتل نفس بريئة عمدا !
إن منهج الإسلام واضح في تأسيس السلطة الإسلامية /الدولة.. تبتدئ بإيجاد المؤمنين بالله ...المستمسكين بالوحي.. الخاضعين لشريعة الله و تنتهي بإنشاء الهياكل التي تسهر على رعاية شؤون المسلمين طبقا لشريعة الله و ثوابته و إنزال آيات الله /الثوابت في الواقع المعيش للناس حتى تعمهم الرحمة التي بعث من أجلها الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم... و كل الأنبياء من قبله .. ثم إيجاد الجيش الذي يحمي الدولة الإسلامية من المعتدين... و الظالمين .
لذلك أهيب بالعقلاء من أبناء حركة حماس أن يعتزلوا العمل في الحكومة الفلسطينية التي تسببت في محرقة غزة و يعملوا على تكوين المؤمنين الصادقين قبل التفكير في إيجاد سلطة لا تحكم بشريعة الله... عندها ستعود فلسطين /كل فلسطين إلى أهلها /
التعليقات (0)