أين يا أطلال جند الغالب ...أين آمون وصوت الراهب ...حين تقف أمام آثار القدماء من المصريين تذكر كلمات عبد الوهاب في الجندول !!....هل تعلم ما هو الجندول؟..... إسأل عن الجندول.........!!!...وابحث بعقلك وفي مخيلتك عن هوية هؤلاء الذين سبقوك في الوجود ...وتذكر أنك لم تترك لنفسك أثرا مثلهم يراه الناس بعد موتك واندثارك واختفائك عن الدنيا...هم سجلوا في الصخر بأيديهم وأنت لم تسجل حتى كلمة واحدة تشهد لك بالتميز والتفوق ...هم تركوا رفاتهم تشهد بحضارة لا تفهم أنت يا ابن القرن الواحد والعشرين كيف تبني مثلها ....لا تفهم كيف تعلموا ولا كيف شيدوا ولا كيف مارسوا الطب والهندسة ولا كيف رصدوا الشمس ومنعوها من الدخول حيث شاؤوا إلا في يومين محددين من العام !!!!!!!...يحتار عقلك في مجرد رفع حجر وهم رفعوه فوق الجبل ونحتوا صخرة واحدة حجمها لا تستطيع البشرية العصرية نحت مثله في روعته ولا حجمه ولا تستطيع نقله عبر الأرض التي كانوا عليها ليس فيها طريق معبد ولا نهر يحمل الأثقال........لا تمر على الكبار إلا بعد أن تنحني إجلالا وإكبارا واحتراما ...أين أنت من بناء الأهرام الكبار يا صغير ...أين أنت أيها الطبيب أمام هذا الجسد الذي تحدى الزمن والبلى وحافظ على رفاته من الفناء آلاف السنين؟ أين أنت أيها المهندس المصري ابن القرن الواحد والعشرين من أبيك المهندس المعماري والمدني الذي شيد الكرنك ودندرة ومقبرة الملوك؟ بل أين أنت أيها المصري الذي رأي السد العالي الذي شيده بالأمس القريب أخوك وابن عمك ...هل تستطيع أن تبني صرحا مثله ؟ هل هناك عبد الناصر آخر يأمر بإقامة مشروع ضخم يشابهه؟ يا ابن اليوم هل أنت جاد مثابر صالح مثل ابن الأمس؟.... أم أنت أسوأ خلف لخير سلف؟...... إذا كان جيلك الفاشل قد أفنى فرصته في اللهو والنهب والعبث فاترك ابنك يكمل ما بدأه الأجداد ...يا فاشل
التعليقات (0)