مواضيع اليوم

أين نحن وأين نعيش؟؟؟

عبدالله بولحيارا

2010-02-13 03:41:47

0

أين نحن وأين نعيش...؟؟؟

 

- المغرب أو المصطلح المختصر للمملكة المغربية بلد يقع في الشمال الغربي للقارة الإفريقية وهو أقرب الدول الإفريقية إلى أوروبا حيث لا يفصله عن اقرب نقطة في أوروبا سوى بكيلومترات معدودات أقل من 14 كلمتر, ومساحة هذا البلد 710850 كلمتر مربع, وتعداد سكانه حسب الإحصاء الاخير بلغ اكثر من 30 مليون لكن الرقم الحقيقي يبقى مجهولاً.
- كل هذه المعلومات ليست غريبة على أي مغربي فأول الأشياء التي يعرفها أي مواطن هو المكان والمحيط اللذان يعيش فيهما, فليس الهدف من ذكر هذه الأشياء مجرد اجترار لكتب التاريخ والجغرافيا التي سبق وأن درسنا فيها من أيام الإعدادي والثانوي بل الهدف هو تذكير البعض منا ممن يسمحون لأنفسهم بتقزيم الوطن وتقديم المواطنين برقمهم الصحيح وتقسيم الوطن وإظهاره بغير خارطته الحقيقية.
- لكن المشكلة ليست في المساحة ولا في عدد السكان, فهذه الأرض تحضننا جميعاً فلا نحس بالأمان إلا ونحن في حضنها, فحبنا لها شديد كما أننا نكره فيها الظلم والممارسات اللامسؤولة واللا أخلاقية لمسؤوليها الذين أبانوا غير ما مرة عن استهتار شديد واهتمام مطلق للمصالح الشخصية على حساب واجبهم والعمل على تكديس أموال الشعب في الأبناك السويسرية, كل هذا طبيعي جداً, فما دام الفاسيون لا يزالون يملكون مفاتيح هذا البلد فكل شيء سيكون على ما يرام, طبعاَ على طريقتهم, وأكبر مثال على ذلك الوضع الذي توجد فيه بلادنا وترتيبها المخجل في كل الميادين, التعليم, البطالة, الأمية, الإجرام, الأمراض المزمنة "السيدا", الفقر, الرشوة, الإنحلال الخلقي, السيبة, غياب الشفافية والديموقراطية, واعتماداً على هذه المعطيات ياتي ساركوزي ليعطي المغرب وضعاً متقدمأ في الإتحاد الأوروبي, فالمغرب في نظري ليس مؤهلاً إلى حد ما لهذا التكليف والذي يعتبره الفاسيون تشريفاً, لأن المغرب ببساطة لا يستطيع أن يجاري المؤسسة الاوروبية لا اقتصادياَ ولا اجتماعياَ ولا حتى سياسياَ, حيث أن الأوروبيين يؤمنون بما يسمى عندنا "كفاءة" والذي لا نعيره أي اهتمام, فهذا المبدأ أو التربية التي ينشئ عليها الأوروبيون أبناءهم في البيوت والمؤسسات التعليمية وفي كل المجالات, جعلت الكثيرين من المغاربة, "طبعاً مغاربة أوروبا" يتقمصون أدواراً مهمة في مراكز القرار الأوروبي, حيث أنهم وزراء ونواب أمة, وعمداء مدن, وربما يستطيع أحدهم يوماَ أن يصبح رئيساً للدولة, لِمَ لا؟ أليست أوروبا بلاد الديموقراطية؟ الجواب بالإيجاب. أما نحن في المغرب, فلا شيء عندنا يعني كفاءة, كل شيء للبيع, كما نقول بالدارجة المغربية " لي مكيتباع حرام", حتى شرف الأمة وضعه الفاسيون في المناقصة, وأصبح معه التغيير كابوساً مرعباً بسبب الإستيلاء الفاسي على كل المناصب, مدعين بأن الأمر له علاقة "بالكفاءة" مستدلين بأدلة وبراهين فضفاضة, حتى جدتي لا يمكن أن تصدقها, ونتسائل؟ من يكون أولئك الذين يحاربهم "عباس الفاسي" ويصفهم بالإرهابيين كلما قاموا بتظاهرة أمام البرلمان, ويرسل إليهم "زبانية" الدولة, تجهض الطالبات منهم وترسل نصفهم إلى المستشفى والآخرون إلى السجن, أليسوا كفاءات تستحق ان تعطى لها الفرصة, تستحق أن تسلم لها مفاتيح البلاد لنستفيد من قدراتهم وتجاربهم وعقولهم؟ أليس من الغباء والجبن تقبل كون أعلى المراكز يستعمرها زوج وزوجته واخ الزوج وصهرهم وابن اخته وابن أخ الزوج وابنة الصهر وآخرون...؟ أليس من العيب ان يتقبل المغاربة هذا الحال ويقبلوا باستمراره؟ أليس من الجبن أن تتهجم وزيرة في حكومة غير شرعية على شعب بأسره وهو من يدفع مرتبها الشهري السمين ويدفع مرتبات زوجها واخ زوجها وابن أخ زوجها وعمها وآخرون... أليس من العدل أن تتقبل تلك المرأة الحقيقة وتنصت إلى صوت الضمير وتستقيل هي و "تريكتها" وتريحنا من التفكير فيهم ومن النظر إلى وجوههم الغير المرغوب فيها؟ أسئلة كثيرة ربما لن نجد لها أجوبة شافية وكافية ربما من الأفضل أن نؤجلها إلى وقت لاحق, "فالفاسيون" هم دائماً ضد تقدم هذا البلد لأنه إضعاف لهم ولسلطاتهم التي لا حدود لها.
- نتساءل مرة اخرى؟ لماذا لا تحذوا المملكة الشريفة حذو بعض الدول والتي كنا إلى وقت قريب أي في السنوات الأولى للإستقلال متكافئين معهم في الإقتصاد وفي الوضع الجغرافي والسياسي والإجتماعي, ونذكر على سبيل المثال " كوريا" والتي كان المغرب وإياها قد ارسلوا بعثات طلابية إلى أوروبا في وقت واحد. الآن لا مجال للمقارنة بين "كوريا" و"المغرب", فهناك اختلاف كبير بين دولة ربت ابنائها على الخضوع والخنوع للأمر السامي, وبين دولة وضعت العلو والسمو بين اعينها وجعلته أساسا لكل شيء, ففي الوقت الذي يرسل فيه الكوريون المتفوقين من ابنائهم إلى أوروبا للدراسة ومعرفة أصل ولبنة التفوق الأوروبي في المجال الإقتصادي, من التكنولوجيا والعلوم والفلسفة إلخ... يرسل فيه المغرب الطلبة "الفاسيين" للدراسة في أوروبا, فيدرسون العلوم السياسية, ويهرولون إلى المغرب طلباً لحقائب وزارية, وما أدراك ما حقيبة وزارية في المغرب, الآن واكثر من أي وقت مضى, يمكنكم المقارنة بين المغرب وكوريا, لتكتشفوا وأعينكم مغمضة أننا في القاع وفي الهاوية.
- إن غالبية الدول المتقدمة قد انتهت بالكامل من كل مشاكلها العالقة والتي لا نزال نسبح في مستنقعها وأخرست بذلك كل الأصوات ونمٌت نفسها اقتصادياً واجتماعياً وجعلت من طاقاتها البشرية رأسمالها الأساس, والهدف منح الشعب الرفاهية والحياة التي يستحق وهي حقه الطبيعي الذي يعيش من أجله.
- إن المشكلة وراء هذا التأخر والتقهقر, هي غياب قوانين حقيقية تنظم الأمة وتنزع الفوارق الطبقية وتعطي لكل ذي حق حقه, وتحمي المستضعفين, وتضرب في يد كل من سولت له نفسه التلاعب بهذا الشعب, وتقسيم الثروات على الشعب بالتساوي لا ظالم ولا مظلوم, وتقنن السلطات وتعطي حريات أكبر ومجال أوسع للإبتكار والإختراع والفكر والفلسفة والتكنولوجيا, وتمكن من الإستثمار في الطاقات البشرية المغربية الهائلة, وتغلق باب هجرة الطاقات والمواهب المغربية وتوفر ظروف ملائمة من أجل الإبداع والإبتكار, وتيسر سبل النجاح لها, وتعمل من أجل هدف قومي لأمة المغرب هدفه القضاء على الفقر والأمراض والفساد والعنصرية والهمجية والعنف والتطرف والسلطوية. "لنؤجل هذا الحلم إلى ما بعد الإستقلال".
- إن أكبر المشاكل المستعصية التي تواجه الأمة المغربية هي "الإحتكار الفاسي" لكل مناصب ومراكز القرار في المغرب, وهذه المعضلة يجب القضاء عليها بسرعة لأنها ستذيب لا محالة هذا التماسك العرقي للأمة المغربية وستؤدي لا قدر الله إلى انقسامات وانشطارات وبزوغ تيارات انفصالية تقزم هذه الأمة وتقسمها وتضعفها, كما ضعُفت قبلها دويلات الأندلس إلى أن انهارت وأسالت الكثير من المداد في دواوين الشعراء ومرثياتهم التي أسالت دموعنا غير ما مرة ولا نريد أن يحصل هذا مجدداً.
- أين نحن وأين نعيش؟ نتسائل؟ هل نحن نعيش كما هو مصرح به في الدستور في المملكة المغربية والتي هي في ملكية أمة وشعب المغرب, أو في دولة "فاسية"؟

ولكم الكلمة أيها الأعزاء قرائنا الكرام ...

-عبد الله بولحيارا
الولايات المتحدة الأمريكية
deelyara@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !