أين نحن من ثقافة ربط الحزام؟

أين نحن من ثقافة ربط الحزام؟
ثقافة ربط حزام الأمان في السيارة ثقافة مازالت جديدة نوعا ما في المجتمعات العربية ونحن منها بالتأكيد على الرغم الجهود التي بذلتها الجهات المعنية للارتقاء بهذه الثقافة المرتبطة بالحفاظ على أرواح الناس ، وهذه مشكلة عويصة لابد من التصدي لها ، خصوصا بعد وضع القوانين التي تعاقب المخالفين ممن لا يلتزمون بربط أحزمة الأمان في السيارات العمومية والخاصة ..
والمشكلة هنا مشكلة مجتمع بأكمله متعلم وغير متعلم لأنها مشكلة متعلقة بثقافة المعرفة بأهمية الشيء أكثر من كونها مجرد قانون يطبق,وأقول هذا لأني أواجه المشكلة مع عائلتي ذات الأفراد الحاصلين الشهادات الجامعية فإحدى أخواتي تصر على أن الراكب الأمامي هو الوحيد الذي يجب أن يربط الحزام أما الركاب في الخلف فليس عليهم ربط الأحزمة وحتى بعد أن شاهدنا معا فلماً وثائقياً يوثق ما أقول ظلت أختي مصرة على رأيها قولا وفعلا.
أما الأسوأ في الأمر هو اعتقاد البعض أن السائق هو الوحيد الذي يجب أن يربط الحزام,وأكثر شيء أضحكني فعلا هو الاعتقاد بأنه عند تغير السيارة أو عند ركوب سيارة أجرة لا يجب ربط الحزام!! بل الأسوأ من هذا وذاك هو أني في مرة اضطررت لركوب سيارة أجرة وعندما حاولت أن أبحث عن حزام الأمان لم أجده لأنه تم تلبيس مقاعد السيارة فوق الحزام وعندما سئلت السائق بأنه لا ضرورة له!!
والغريب أن أحدا لم يتسأل عن ضرورة ربط الحزام هل هو شي أساسي أم مجرد كمالية من كماليات السيارة هل يمكن أن يساهم في إنقاذ الأرواح في حالات الحوادث لا سمح الله أم لا ؟
من الواضح أن من يربط حزام الأمان في مدننا وعلى الطرق السريعة هو واحد من اثنين إما عارف ومقتنع بالسبب أو خائف من نقاط التفتيش و قسائم المخالفة !ولتفادي ذلك لابد من التوعية في مدارس الذكور والإناث وجعلهم يؤمنون باقتناع أن كل من يكون حريص على نفسه بما يكفي عليه أن يربط الحزام ذكر أو أنثى سائق أو راكب،ففي النهاية هي ثقافة تكتسب .
وعلينا عدم الاكتفاء بالتوعية في المدارس بل لابد من نشر الثقافة المرورية وعلى رأسها ربط حزام الأمان في كل أوساط المجتمع على مدار العام وفي مختلف وسائل الإعلام والاتصال ومن يخالف يجب أن تطبق بحقه العقوبات حيث يجب أن تشمل كل من لا يربط الحزام سواء كان سائق أو غيره لأن كل الغرض من ربط الحزام هو تجنب فقدان المزيد من الأرواح وتجنب جلوس المزيد من الشباب على كراسي مدولبة لأننا لا نملك علم الغيب لنعرف من قد يتأذى ومن قد يؤذي غيره بعدم ربطه الحزام.