لا ريب أن الكل يتذكر المجزرة التي قامت بها "إسرائيل" في حق شعب فلسطين فبقدر قذارة هذه المجازر ووحشيتها بقدر الانتفاضة التي كانت في الشارع . فالشارع العربي دائما يتحرك بقدر الوحشية و يتحرك بقدر الدماء و الاستشهاديين. و هذا واقع دائما فخلال المظاهرات التي حضرتها لاحظت أن الحماس
و الغضب يكون بحجم المجزرة .
و الدليل على ذلك هو المجزرة الأخيرة في حق سكان غزة حيث لم تكتف إسرائيل بحصار سكانها و منع مقومات العيش عليهم بل تجاوزتها لقتل الشيوخ و الأطفال في مجزرة شهد العالم وحشيتها . و تزامن مع هذه الهجمة مظاهرات مليونية عرفها الشارع العربي و الإسلامي و بعض الدول الغربية. لكن هل فعلا القضية الفلسطينية تلقي بضوئها كما تلقيه عندما تكون مجزرة أو عدوان على الشعب الفلسطيني؟ هل تحقق نفس الحضور الإعلامي الذي تحققه فترات العدوان؟ إلى أي حد يتجاوب الشارع العربي مع أحداث القضية الفلسطينية؟.
من الواضح أنها أسئلة يكمن الجواب عليها في الواقع المعاش وانطلاقا من ذاتنا أولا . فالملاحظ أن في هذه القضية يمكننا تقسيم الناس حسب اهتمامهم بالقضية . فهناك فئة لا تحضر في بالها القضية إلى في مناسبات العدوان وفئة أخرى تحضرها القضية في مناسبات عدة من خلال تتبعهم لنشرات الأخبار
و لمتابعتهم للجرائد اليومية أما الفئة الأخرى و ليست الأخيرة و هي التي تحضر القضية الفلسطينية في ذهنهم" دائما" سواء لأنهم جزأ منها أو لأنهم فاعلين فيها من خلال مواقعهم في كشف أسرار و خيوط المؤامرات التي تحاك للقضية الفلسطينية أما الفئة التي نتمنى عدم وجودها و هي التي يغيب عنها وجود قضية فلسطينية أساسا.
إن نبض الشارع العربي و الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية هو الذي يؤكد على التمسك بالثوابت أو التراجع عن بعضها فالأنشطة التحسيسية و المهرجانات و الأنشطة الثقافية و المواقع الإعلامية لا أهمية لها إن لم تجد تجاوبا كبيرا من طرف الشعب عامة و الشباب خاصة مع العلم أن الشعب المغربي يكون دائما سباقا للتضامن مع الشعب الفلسطيني في جميع النكسات و النكبات التي تصيبه.
يجب أن نسأل نفسنا دائما عن مدى حضور القضية الفلسطينية في مخيلاتنا و أفكارنا و عن مدى مساهمتنا في نصرة هذه القضية الأساسية في نهوض أمتنا أو أفولها و مدام هناك من يحمل مشعل المقاومة في المغرب فإنه لن يكون سهلا نسيان هذه القضية.
محمد الشبراوي
http://minbare.elaphblog.com
التعليقات (0)