مؤسف ، ومثير للغضب في نفس الوقت ، هذا الصمت العراقي الرسمي عن عدة أحداث تمس شرف وكرامة الدولة العراقية .
وزير النفط الإيراني علي آبادي وسفير العراق لدى أيران ، كانا في استقبال وتوديع رئيس الجمهورية جلال طالباني عندما ذهب في اليومين السابقين الى طهران للمشاركة في مؤتمر لمكافحة الارهاب أقيم هناك .
أي أن الأخ نجاد لم يرى أن رئيس جمهوريتنا العتيد من مستواه ، حيث أن أبسط الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية تحتم أستقبال الرئيس الزائر من قبل رئيس الدولة المضيفة .
ولو ذهبت الى أي موقع صحفي قريب من الحكومة العراقية ، كجريدة الصباح ، او موقع العراقية ، فسوف لن تجد اي كلام عن هذا الموضوع .
وفي ذات الوقت اللذي أهين فيه رئيس جمهوريتنا العتيد في مطار طهران بأستقباله من قبل وزير ، كان العلم العراقي يهان في مكان آخر من طهران .
فبعد فوز العراق على ايران في التصفيات الأولمبية بكرة القدم ، أحتفل لاعبوا بهذا الإنتصار التاريخي للكرة العراقية برفع أحد العلم الوطني وسط الملعب , عندها تدخل إداريو الجانب الإيراني وأحد لاعبيهم ليمنعوا لاعبينا من الإحتفال وطالبوا منهم بالقوة إنزال العلم العراقي .
وفي حين مكان رئيس الأتحاد الضيف في المقصورة الرئيسة لملعب المضيف في أي مباريات رسمية ، أهين رئيس الأتحاد العراقي بتعمد الجانب الأيراني أجلاسه خارج المقصورة ، في تجاوز واضح للبروتوكولات الرياضية .
ومرة أخرى حاولنا أن نجد أي كلمة من الحكومة ، ومن المتحدث بأسم رئيس الوزراء "اللذي أصبح هاجسه الوحيد السيطرة على أتحاد كرة القدم العراقي" ، دون جدوى .
وبينما يقتل دكتاتور سوريا شعبه كل يوم ، وهو اللذي أشتكى المالكي منه ومن دول الجوار العربية مراراً بسبب تعمده وباقي الأنظمة المحيطة أيذاء العراق والعراقيين ، نجد رئيس وزرائنا المنتخب ديموقراطياً يستقبل وفداً من رجال الأعمال السورييين ، ليعلن خلال أجتماعه بهم اَن تنفيذَ الإصلاحاتِ ومواصلة َالحوار سيكون كفيلا بعودةِ الأمن والإستقرار إلى الاراضي السورية ، داعيا الاقتصاديين ورجالَ الاعمال في الجانبين الى العمل ِوالتعاون المشترك !!.
الحقيقة أن لساني يعجز عن وصف الحالة هنا ، لذا سأترك الخبر دون تعليق .
لا نعرف كيف تجرأ الناطق بسم رئيس الوزراء ورئيسه على طرد الوفد الامريكي اللذي زار العراق مؤخرا ، بعد أن طالب هذا الوفد ، وبوقاحة بالغة ،الحكومة العراقية بدفع تعويضات عن خسائر القوات الامريكية في العراق ، أي أن يغطي نفقات أحتلاله! ، وهو اللذي أصبح بعد الأحتلال لايملك شبكة كهرباء ، ولاماء صافي يجري في مواسير ما تبقى من شبكات مياه محافظاته ، ولا جيش نظامي حقيقي ، ولا صناعة ولا بنية تحتية ...
بل أن هذا الوفد وصف المالكي ضمنيا بالمجرم البشع ، بوصفه مقتل 35 من أعضاء مجاهدي خلق في معسكر أشرف مؤخراً بأنها جريمة ضد الأنسانية .
لكن ألم يسأل المالكي نفسه كيف يتجرأ وفد غير رسمي " كما وصفه الدباغ " على مطالبة العراق بنفقات أحتلاله ، وعلى وصفه وحكومته بالمجرمين ضد الأنسانية ؟ .
لو أننا أحتججنا وسحبنا وفدنا من مؤتمر طهران رداً على الأهانة الدبلماسية ، ولو أننا قدمنا أحتجاجاً شديد اللهجة الى السفارة الايرانية في طهران على أهانة العلم العراقي في ملعب آزادي ، ولو أحترم المالكي الأنسانية ، و مشاعر الشعب السوري الجريح ، ولولا تناسي المالكي لحقيقة أن العراق دولة محتلة يسير نظامها السياسي وفق دستور بريمر الطائفي واللذي مكن سيادته من البقاء على كرسي الرئاسة بقدرته البهلوانية على الحفاظ على توازن علاقاته مع سلطة الأحتلالين الأمريكي والأيراني ، لما تجرأ الوفد الأمريكي غير السمي على طلب نفقات أحتلاله ، ولما وصف سيادته بالمجرم بحق الأنسانية .
التعليقات (0)