خلال تصفحي لصحيفة يومية شد انتباهي حديث لشيخ المعلقين العراقيين الأستاذ مؤيد البدري , صورته مازالت عالقة في ذهني من ذكرى ايام الثلاثاء التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر كي يطل علينا بأخبار الرياضة بطلّته البهية , عدا ذلك الصوت الممييزالمتفاعل مع حركة الكرة اينما ركات و الذي كان يشدّنا لمتابعة كرة القدم حتى لو كرهناها.. و اتعجب اليوم ابتعاده عن الرياضة العراقية و بالأخص لعبة كرة القدم التي نشأ و ترعرع معها .. انا لا اعلم ظروف ابتعاده عن العراق سابقا و حاليا , لكني ارى في هذا الرجل مخزون من تأريخ حركتنا الرياضية العراقية و طاقة لا تنضب من العطاء إذا ما أعطي الفرصة مقابل حسين سعيد و رعد حمودي بالطبع مع أحترامي لعطاءات الجميع .
ألا تستحق الرياضة في العراق ان تغذى بالخبرة و الأخلاص بأشخاص مثل مؤيد البدري؟ أم هي خط احمر مثل باقي الوزارات التي توزعت كما وزعت البطاقات التموينية!!
الرياضة تلك المنفذ الوحيد الذي جمع آيادي العراقيين للتصفيق و التشجيع من زاخو إلى الفاو حين عجزت السياسة عن ذلك.. أين انت يا شيخ الرياضة ؟ لما لا تعود لحبك و عشقك الأول و الأخير ؟ هل هو حب جديد ؟ ام دلع الحبيب!!!
و يسعدني ان انقل لكم رأيه خلال التصريح الذي ادلى به لأحد الصحف كي نستذكر نقده الصريح و الجاد :-
قال الاستاذ مؤيد البدري: ان الاستقالة التي تقدم بها أحمد عباس أمين السر العام في الاتحاد العراقي لكرة القدم وكذلك استقالة كل من باسم الربيعي - نائب الرئيس و د. قاسم لزام ، كلها مؤشرات إيجابية كونها جاءت عن قناعة تامة وبعد اخفاقات متعددة للإتحاد العراقي لكرة القدم أهمها الخروج من بطولات الخليج من الدور الأول للمرة الثالثة على التوالي والاخفاق في تصفيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي
ترى هل أن هذه الاستقالات جاءت متأخرة ؟ أعتقد أننا يجب ألا نهتم إن جاءت متأخرة بعض الشيء ولكنها أتت في الوقت المناسب التي أرجو أن تعقبها استقالات أخرى من بقية الأعضاء بعد أن بلغ السيلُ الزبى في عمل الاتحاد الذي آن أن يؤمن بالواقع المرير الذي أوصلوا إليه الكرة العراقية.
ان التاريخ لا يهمل أحدا وسيسجل لهؤلاء المستقيلين موقفهم الذي من دون شك جاء عن قناعة تامة. قرأت بإمعان ما كتبه باسم الربيعي في ( المدى الرياضي ) عن الاسباب التي أدت إلى استقالته من الاتحاد عندما قال ( لم تكن استقالتي شخصية بل تضامنا مع نداء الشارع الرياضي الذي لم يعد راضياً عن أداء الاتحاد في ظل الانتكاسات المتوالية للمنتخبات الوطني.)
وذكر باسم الربيعي في إيضاحه قضايا مهمة لم تكن معروفة لدى الشارع الكروي بهذا الوضوح وبينّّ أموراً كانت خافية أو مخفية علينا لأسباب عدة ومنها.
ان لجان الاتحاد لم تجتمع منذ عام2006 .
ان اجتماعات الاتحاد تعد بالأصابع بعد غياب رئيس الاتحاد منذ عام 2006.
اختفاء بريد الاتحاد في بعض حقائب أعضاء الاتحاد وتموت وتنتحر المعاملات من دون أن يناقشها أحد .
اختفاء اللوائح التي تناقش في اجتماعاته القليلة وتختفي ولا يعلم أحد كيف أختفت.
قراءة القرارات المصيرية والمهمة عن طرق الصحف .
إدارة الاتحاد من قبل ثلاثة أشخاص فقط .
كثرت سفر أعضاء الاتحاد بمناسبة ومن دونها .
إن ما ذكره باسم الربيعي في استقالته يتوجب التحقيق الكامل من قبل اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب والرياضة لأن ما ذكره - اذا كان صحيحاً - يتوجب الوقوف إليه ومحاسبة المقصرين لأن الاتحادات لم تؤسس للسفر والوجاهة بل انها وجدت لخدمة الحركة الرياضية فى عموم العراق جميعاً.
انني اســتغرب حقاً أن يصل الحد بالمســــــؤولين عن ادارة الاتحاد الى هذا الحد من اللامبالاة وتفضيل المصلحة الخاصـــــــة على المصلحة العامة وعدم التفكير بإنقاذ الكرة العراقية ووضع الحلول الناجحة لإنقاذها بدلا من المكابرة والعناد وعدم الإصغاء لأي من الاصوات التي نادت ومازالت تنادي بضرورة التنحي والاستقالة من موضع القوة بدلاً من الاستقالة أو التنحي من موقع الضعف.لقد كتب العديد من المعنيين بكرة القدم مقالات وتعقيبات وآراء عددت الأخطاء والاخفاقات التي رافقت عمل الاتحاد ولكنها كالعادة لم تلق آذاناً صاغية من رئيس وأعضاء الاتحاد الذين ركبوا رؤوسهم وظنوا أنهم أقوى من الجميع واحتموا بالاتحاد الدولي لكرة القدم للبقاء لأطول فترة في الاتحاد ضاربين بكل التقاليد التي سار عليها المسؤولون السابقون عن الاتحادات العراقية .أرى ان يتحلى الاتحاد العراقي لكرة القدم بما قدمه الذين سبقوهم في هذا المجال ويستخلصوا العبر من عملهم وعطائهم ويكونوا على مستوى المسؤولية. ونظراً لما آلت أليه وضعية كرة القدم من تدني في جميع المجالات فقد بدأت الاتحادات الفرعية بعقد اجتماعات موسعة لأنديتها بغية اتخاذ موقف موحد من الاتحاد المركزي ومطالبته بالاستقالة وأول الغيث قطر لابد أن ينهمر.
أنتهى الحديث..
التعليقات (0)