مواضيع اليوم

أين سلطة القضاء السورى ؟

Michael Nagib

2010-02-23 19:08:35

0

أخيراً نبيل فياض حراً ، بعد أن خرج من الأعتقال فى سجون سوريا وطنه الحبيب ، خرج ولا يوجد تصريح حكومى يحدد الأتهامات لإعتقاله أو لإطلاق سراحه فى الصحافة الحكومية أو البعثية ، ومعنى ذلك أن الأعتقال كان ظلماً وعدواناً وتعسفاً وإرهابياً وأعتداء صريح على القيم الإنسانية وعلى حرية البشر .
فى دخول وخروج نبيل فياض المعتقلات السورية لم أشعر أن هناك شئ يسمى فى سوريا بأسم السلطة القضائية ، لأنه لم يحاكم أمام محكمة سورية أو قدموا ضده أية إتهامات من أى نوع كانت ، كيف يعتقل مواطن سورى ويظل فى المعتقل أكثر من شهر دون محاكمة صورية أو شرعية ؟ هل إعتقال المواطنين وإطلاق سراحهم بهذه السهولة ؟ معنى ذلك أن القانون وسلطة القضاء فى خبر كان !
لقد ضاق صدر الدولة بصوت أحد أبناءها المفكرين النبلاء الذى أختار طريق الحرية لساناً وقلماً يعبر به عن ثقافة وطنه ومواطنيه ، يريد توصيل الوعى إلى كل فرد بنور الكلمة والبحث الجاد بعيداً عن ظلاميات الدخلاء على الفكر الإنسانى .
لكن أختارت الدولة ورجالها القمعيين لغة السجون والأعتقالات ، أعتقلت رجل الحرية نبيل فياض وتركت آلاف من المجرمين يرتكبون جرائمهم بين الشعوب الآمنة فى سوريا ويعبرون حدودها لتصدير جرائمهم إلى بلاد مجاورة حتى لا تعرف الشعوب الأخرى " الشقيقة ! " السلام والأمن والديمقراطية ، ترك رجال الحاكم آلاف الرجال يخربون عقول المواطنين بأسم الدين وبأسم القومية والعروبة ، ذلك الجيش التخريبى الذى يسكن ويخرب العقول ليس فقط فى سوريا بل من محيطها إلى خليجها أنتابه الهلع والذعر من كتابات نبيل فياض الذى لم يكفر أو يحلل دم بشر ، الذى لم يدعو إلى كراهية الأعداء ولم يدعو إلى محاربة أحد بالعنف أو الإرهاب ، هل يحق لنا أن نسأل رئيس سوريا المسئول الأول عن شعبه : لماذا أعتقله النظام السورى ؟
بالرغم من الأفراج عن نبيل فياض ، إلا أننى أشعر بالأسف والألم الحقيقى تجاه ما تعرض له من أعتقال وما تبعه من آلام نفسية لا يأبه لها الحاكم ورجاله الطغاة ، إنها مأساة كبيرة أن يشعر المواطن الشريف بأن وطنه أصبح مجرد سجن كبير لجسده ولفكره ، لذلك من الطبيعى أن يشعر نبيل فياض بعد هذه التجربة الأليمة بأنه مهدد من جماعات الخارجين على القانون والقانون حاميهم فى نفس الوقت ، وأن يفكر فى الخروج من سجنه الكبير سوريا للأسف الشديد حتى يتحرر من القيود الحديدية ، ولن يكون غريباً أن تطالعنا صحف النظام السورى فى يوم من الأيام لتبرر أعتقالها نبيل فياض بأنه كان لحمايته من تهديدات المتعصبين والخارجين على القانون !
لا يسعنى إلا أن أستنكر صمت القبور الذى تنتهجه الحكومة السورية تجاه أعتقال الكاتب الكبير نبيل فياض والأفراج عنه بدون إبداء الأسباب ، لأن هذه هى الدكتاتورية الحقيقية التى لا تحترم حرية الإنسان وتفعل ما تشاء دون أن تتعرض للمسائلة ، إلى متى تبقى رؤس القائمين فى السلطة العربية خالية من النزاهة والعدل وأنعدام الضمير تجاه المواطنين الشرفاء أما تجاه المجرمين مفسدى الوطن والمواطنين فكل شئ مباح لهم ومنزهين عن الأعتقال ؟
إلى متى تظل إرادة الحكومات العربية مشلولة أمام قوى الإرهاب والأستعباد التى زرعتها فى مجتمعاتنا العربية ؟
إلى متى يستمر هذا الأبتزاز للمفكرين ولفكرهم وأنتاجهم الثقافى ويظلوا مهددين من السطة ومن الطفيليين الخارجين على القانون عابدى الصنم الأكبر؟
تمنياتى للمفكر الكبير نبيل فياض بالصحة والعافية ليعود إلينا بإبداعاته الحرة التى تساهم فى مستقبل أفضل لوطنه سوريا ولكل إنسان يبحث عن الحق والحرية فى أرجاء العالم الفسيح .

2004 / 11 / 7
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !