كرم الثلجي: لم تفصلنا غير ساعات قليلة عن مداهمة قوات الاحتلال لمدن الضفة الغربية ، حيث شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات موسعة بمدن الضفة الفلسطينية المحتلة، رافقها عمليات إغلاق لمداخل المحافظات، وتشديد الإجراءات الأمنية ومحاصرة وتفتيش منازل المواطنين، حيث قامت قوات الاحتلال باعتقال حوالي 120 معتقلا من مختلف أنحاء المحافظة.
ليس هذا فحسب بل قامت قوات الاحتلال باقتحام مدينة رام الله ووصلت إلى سارع الإرسال وسط المدينة، إضافة إلى انتشار مجموعة كبيرة من الجنود المشاة الإسرائيلي في مدينة بيت لحم في البلدة القديمة في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، هذا واقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين وقامت بحملة اعتقالات ومداهمة لمنازل المواطنين فيها، ومن ثم قامت قوات الاحتلال وبكل سهولة ويسر بالانسحاب من المدن الفلسطينية الواحدة تلو الأخرى.
حيث خلفت عمليات جيش الاحتلال 45 إصابة على الأقل في اقتحامهم لمدينة الخليل وتفجيرهم لمنزل الأسير حسين علي القواسمي جزئيا ، واعتقال عشرات المعتقلين في صفوف أبناء شعبنا الفلسطيني، هذا بالإضافة إلى إصابة أكثر من 30 مواطنا بالاختناق خلال مواجهات عنيفة مع الاحتلال تخلله إطلاق عشرات القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع قابله الشبان بالحجارة والمفرقعات والزجاجات الحارقة .
والسؤال الذي يراوح مكانه أين هو الكوماندوز الفلسطيني يا سلطتنا الفلسطينية ؟ ألم نسمع قرابة شهر بعملية نوعية للكوماندوز الفلسطيني عندما اقتحم منزل محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حيث فاجأ حراس شركات الأمن الخاصة قرابة الساعة السابعة صباحا قرب منزله برام الله ، حين حاول بعضهم الهرب وفرّ يجري إلا انه سرعان ما اصطدم بالأمن الفلسطيني يلاحقهم بالدراجات النارية ويلقي القبض عليهم بكل سهولة.
حيث كانت وحدة الكوماندوز وقتها مكونة من نخبة قوات الأمن من رجال الشرطة، والأمن الوقائي، والأمن الوطني، التي اعتمدت في هجومهم على سيارات جمع النفايات التابعة للبلدية في مداهمة دحلان، كمجرد خدعة وغطاء لبدء تطويق المكان واقتحامه، وبعد أن أغلقت شاحنات النفايات الطرق المؤدية إلى الفيلا، قامت الدراجات النارية باقتحام المكان ومباغتة الحرّاس الذين سرعان ما استسلموا للأمن وسلّموا أسلحتهم.
أين تلك الكوماندوز الفلسطيني عندما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله التي نفذت فيها هجومها على دحلان ؟ ألم تعلم تفاصيل شوارع رام الله وبيت لحم والخليل وجنين؟ لمن تركت الأمر في مواجهة قوات الاحتلال؟ إلى الشعب الأعزل إلى النساء إلى الأطفال؟ لماذا لم نجد سيارات جمع النفايات من جديد في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي؟ لماذا يتم تجاهل اقتحامات جيش الاحتلال لمدننا بالضفة الفلسطينية في ظل وجود كوماندوز وقوات فلسطينية مختلفة بالأجهزة الأمنية؟!!
لم تكن عملية اقتحام قوات الاحتلال لمدن الضفة الفلسطينية تمر بسرعة البرق ، بل قامت بنصب الحواجز على كافة الشوارع الرئيسة والمفترقات القريبة من الشوارع الالتفافية التي يسلكها المستوطنون إضافة إلى المحاور القريبة من المستوطنات اليهودية ، وكانوا يتعمدون إلى توقيف المارة والتدقيق في بطاقاتهم واحتجازهم وتفتيش مركباتهم، إضافة إلى وجود عددًا من جرافات الاحتلال الضخمة على الشوارع والمفترقات الرئيسة القريبة من التجمعات السكنية في محافظة الخليل.
فهل كانت تلك العملية بعيدة عن أعين قوات الأمن والكوماندوز الفلسطيني؟ أم أنه لم يعلم باقتحام مدن الضفة الفلسطينية ؟ ألهذا السبب قد يكون عدم تحرك قوات الكوماندوز ؟! أم أن الكوماندوز الفلسطيني لم تكن لديه خطة لاستخدام أي خدع جديدة لمواجهة قوات الاحتلال؟؟؟!!!.
التعليقات (0)