مواضيع اليوم

أين الخلل ؟!

تركي الأكلبي

2012-12-21 20:35:19

0

 أين الخلل ؟! 

 
تركي سليم الأكلبي
                                    (1)
 
في الوقت الذي تتسع فيه مظاهر التدين ، وتنتشر منابر الوعظ الديني والدعوي وتتنوع ، وتتحكم الخصوصية بمعاييرها التي تنبع من العادات والتقاليد الراسخة بمداخل ومخارج السلوكيات العامة ٠٠ تتنامى الجريمة والإنحرافات السلوكية والأخلاقية ويتحدث القضاة والمحامون عن الكم الهائل للقضايا وطول الوقت اللازم لإنهائها ٠٠ فتكون المسببات لهذا الوضع المتناقض هي أول ما يتبادر إلى ذهنك ، فلا يكون من الصعب استنجاج أهمها المتمثل في ضعف تأثير العقوبة ، والخلل الكبير في أساليب الوعظ الديني والدعوي ، وضعف مستوى التعليم ، وأنشغال التربويين والوعاظ والدعاة وإشغال الناس بقضايا فكرية ومذهبية ومحاذير هامشية ، وانشغال الآباء بتكييف أوضاعهم المعيشية مع واقع الغلاء وأرتفاع أسعار الخدمات وتعدد الرسوم والغرامات مع ثبات وتدني وانخفاض دخل الفرد والأسرة ٠
 
                                  (2)
 
قلت : تزائد أعداد الملحدين وانتشار الإلحاد دليل على وجود خلل في الدعوة والأساليب الوعظية ٠
واعتقد أن من ملامح هذا الخلل أو سماته : دفع الآخر المخالف لاتخاذ موقفا عدائيا ضد كل ما له صلة بالدين ، وربما ضد الدين نفسه ، وذلك من خلال تضخيم المخالفات وشحن عقول الأتباع بالبغضاء ، فلا يقف تفاعل هؤلاء الأتباع والمحتسبين عند حد إقصاء الآخر المختلف في الرأي أو الفكر أو المذهب بل محاولة تشويه وتسفيه آرائه وربما الطعن في قيمه والإنتقاص من شخصه ، رغم أن كثيرا مما يتلقونه في هذا السياق مبني على الفهم الخاطئ والسطحي أحيانا لمقاصد النصوص الدينية مع الجمود العقلي على آراء الأشخاص من السلف والمعاصرين باعتبارها مسلمات لا تحتمل النقاش والتمحيص ٠ 
ولعل من أبرز ما يتسم به صناع العداوة للدين حفظ العديد من النصوص والجمل والعبارات المعلبة والجاهزة للإستخدام وإطلاقها دون وعي في التعاطي مع الأفكار المختلفة ٠٠
 
قال صديقي الملحد : "أو ربما خلل في الدين نفسه؟ ربما؟ ولو فترة بسيطة تعيد النظر في دينك؟ ربما أنك مجرد وارث للدين لا أكثر؟"
 
قلت : الدين الصحيح سواء أعتنقته بالوراثة أو بالتفكير المستقل والاقتناع الذاتي يظل في الأصل صحيحا ٠٠ الخلل في الدعوة للدين بالطريقة الخطأ المتوارثة ! 
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !