سليم شراب / سبع سنوات على مقتل الناشطة الأمريكية راشيل كوري (Corrie Rachel) العضوة في حركة التضامن الدولية (ISM) من قبل قوات دولة الاحتلال الصهيوني , عند محاولتها إيقاف جرافة ضخمة عسكرية صهيونية , كانت تقوم بهدم منازل الفلسطينيين بمدينة رفح .
تمت عملية القتل للناشطة الأمريكية , أمام كاميرات صحافيين أجانب وفلسطينيين , كانوا يغطون عملية الهدم التعسفية للمواطنين الرفحييين على الحدود المصرية الفلسطينية, حيث تعمد سائق الجرافة الصهيونية , وهو عسكريا وليس مدنيا للتوضيح , بدهس الناشطة راشيل والمرور على جسدها الصغير بالجرافة , أثناء محاولتها , إيقاف الجرافة , ومنعها من هدم احد المنازل.
فقد كانت المغدورة ضمن مجموعة شجاعة , من الناشطين , الذين جاءوا لفلسطين من أنحاء العالم , لتوفير الدعم السلمي للشعب الفلسطيني. خلال سنوات الانتفاضة وحتى يوميا هذا , تتصدى هذه المجموعة لآليات دولة الاحتلال الصهيوني ,و للدفاع عن الشعب الفلسطيني , الذي يتعرض يوميا لأبشع الجرائم على ايدى النازيين الجدد في عصرنا هذا , من قتل للإنسان وتدمير للحجر واقتلاع للااشجار المثمرة , وضم وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين, دون اى دعم رسمي من دول هؤلاء النشطاء , والتعتيم الاعلامى الغربي , لما يحصل من اعتداءات على الناشطين وعلى سكان الاراضى الفلسطينية المحتلة , وظهر جليا ذلك في عدم نشر تفاصيل مقتل الناشطة الأمريكية راشيل كوري , قبل سبع سنوات , وتبنت الرواية الصهيونية , بأنها قتلت عن طريق الخطأ , وان سائق الجرافة لم يراها , رغم إنها كانت تناور سائق الجرافة قبل مقتلها بساعتين كاملتين , وهى تقف أمامه وتقول ( له توقف توقف , هناك أطفالا ونساءا وشيوخا داخل المنزل أرجوك توقف لا تدمر المنزل على ساكنيه, أليس عندك أطفالا مثل هؤلاء الأطفال أليس عندك أب وأم كبار السن مثل هؤلاء الذين تريد أن تهدم المنزل عليهم أرجوك توقف , وعود إلى أطفالك إنهم ينتظرون عودتك), ولكن لاحياة لمن تنادى , لم تؤثر فيه صرخات المغدوره وزملائها الآخرين الذين كانوا بجانبها لحظة قتلها بدم بارد , ودون اى رحمة , لصرخاتها ومناشداتها لهذا المجرم النازي , ليسجل التاريخ يوما اسودا لممارسات دولة الاحتلال الصهيوني ضد الإنسانية , بقتله الناشطة الأمريكية ,ابنة أل 23 ربيعا .
في رسالتها الاخيره لأسرتها بالولايات المتحدة الأمريكية, كتبت المغدورة ( اعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة بمؤتمرات , لم تكن تسمح لي بادراك الواقع هنا , ولايمكن تخيل ذلك إن لم تشاهده بنفسك , وحتى بعد ذلك تفكر طول الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي , كانت تريد شيئا أكثر من وجودها ونشاطها الانسانى مع ( هيئة التضامن من أجل فلسطين) داخل الاراضى الفلسطينية المحتلة , كأنها تعتقد أن موتها سيؤكد للعالم معنى المأساة التي يعيشها الفلسطينيون ومعنى التغذيب اليومي الذي تمارسه قوات النازية الصهيونية عليهم.
اليوم وبعد سبع سنوات , تنظر المحكمة الصهيونية بمدينة حيفا في مقتل ,الناشطة الأمريكية راشيل كوري بحضور والداها كريغ كوري و سيندى كوري .
ولكن أتسأل أين التحرك الرسمي من قبل الحكومة الأمريكية , اتجاه مقتل مواطنة أمريكية , بدون وجه حق ؟!! أليس لها حصانة تحميها , كما نرى ماتفعله السفارات الأمريكية , إذا تم القبض على اى امريكى أو أمريكية يسيء للدين الاسلامى أو حتى يتم القبض عليه في قضية جنائية ضد الدول التي يقيمون فيها , تقف الدنيا ولاتقد , وتبدأ المشاورات والاتصالات من اجل إطلاق صراح هذا الامريكى أو الأمريكية التي اخطاءت في حق الدولة ولابد من عقابها بالقانون , ولكن هنا يكون الامريكى فوق القانون ولايحاكم مهما فعل من جرم , أما إذا كان الموضوع يتعلق بالفلسطينيين , فالوضع يختلف كثيرا ولاتكون هناك اى حصانة لاى امريكى أو أمريكية يقف ويساند الشعب الفلسطيني , كما حصل مع الناشطة الأمريكية راشيل كوري والتي قتلت أمام وسائل الإعلام , ولكن الحكومة الأمريكية لم تحرك اى ساكن ضد دولة الاحتلال وجيشها القاتل, لو كان العكس وهذه الناشطة قتلت بايدى فلسطينيين , لتحرك العالم كله , وبما فيه بعض الأنظمة العربية تطالب برأس هذا الفلسطيني الارهابى , أليس هذا هو الواقع الذي نعيشه في ظل الازدواجية في اخذ القرارات.
التعليقات (0)