القاهرة - القدس اون لاين
أين أبواق القتن من أسطورة ابومازن ( ما بعجبها العجب )
عادل كريم
اللقاءات الأخيرة للقيادة الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية لا تتضمن سوا هدف واحد من جانب الإدارة الأمريكية وهو الضغط ما أمكن على القيادة الفلسطينية للقبول بالأمر الواقع الإسرائيلي وفرض منطق الاحتلال والاستيطان .. وبالمقابل هدف القيادة هنا هو الإصرار على تنفيذ خارطة الطريق ووقف الاستيطان كاستحقاق لها ..وقد مورست أبشع أنواع الضغوط على الرئيس أبو مازن من قبل إدارة اوباما لكنه رفض وبشدة وعلى الملأ بل ومصارحته للرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي بذلك دون خوف أو قلق ..
موقف نعتقد انه وفق اختيار أبو مازن والقيادة عموما لطريق السلام كأحد الحلول للقضية الوطنية انه لا يمكن لأي زعيم سبق أو حالي أن يتخذه ويتحدى الأمريكان والاحتلال بهذه العبقرية مع الإدراك لحقيقة قوتنا المادية والظروف المحيطة داخليا وخارجيا ..
لكن السؤال هنا لماذا تراجع الموقف الاميركي عما أعلن سابقا من الاستيطان ؟؟ بكل تأكيد مسالة علاقات أميركا بإسرائيل احد الأسباب .. إضافة إلى الحالة الفلسطينية الداخلية وظهور فريق يستجدي سرا وعلانية الحوار مع الأمريكان ودون خجل الآن , هذا الفريق أوهم العالم انه يستطيع ( فرض ) أي حل على الشعب خاااااااصة في غزة ؟؟؟؟؟ واحتدام التراشق الإعلامي من دمشق عبر البوق مشعل وطعنه بشرعية القيادة وإعلانه عن انه البديل زاد من تمادي الولايات المتحدة نحو ممارسة الضغوط على ابومازن والقيادة بالقبول بالرأي الإسرائيلي لمعاودة واستئناف المفاوضات .. إضافة إلى مواقف عربية أخرى في نفس الركب للطاعة العمياء لأميركا ومواقف إسلامية على رأسها إيران وغيرها .. ولمن لا يعرف نذكر تكرارا هنا انه يوجد تنسيق امني معلوماتي بين المخابرات الأمريكية والإيرانية في العراق !!!ولا ننسى إن أميركا تريد من أبو مازن تأجيل الانتخابات بالمناسبة على عكس المرة السابقة للانتخابات التشريعية إذ كانت تضغط باتجاه عقدها .. سبحان من غير الأحوال .. ترى لماذا ؟؟
أمام هذا الموقف المتميز والبطولي للقيادة الشرعية ماذا تقول أبواق القتن بشأنه ؟؟ هل آزرته وساندته دعما للحق والثوابت الفلسطينية ؟؟ أم كان لها موقف آخر ينسجم وأهدافها الخبيثة ؟؟ ألا ترى تلك الأبواق مواقف فلسطينية تستجدي وبقوة الحوار مع أميركا في حين القيادة ترفض أي ضغوط في سبيل إحقاق الحقوق الفلسطينية تمارس عليها من الإدارة الأمريكية ؟؟ لماذا لم تنظر أبواق الفتن إلى الوجه الحقيقي للموقف الفلسطيني ممثلا بابومازن على انه موقف بطولي يستحق كل الدعم والتأييد ؟؟ أم إنها مسرحية من أبو مازن والأمريكان كما تروج تلك الأبواق لامعاتهم ونظريات المؤامرة التي متى شاءوا فتحوا عليها الأدراج ومتى شاءوا نفوا نفيا قاطعا وجودها ؟؟
وقد جاء في تفسيرات أبو زهري في كتابه عباس وهيلاري إن زيارة كلينتون للمنطقة دعما لابومازن .. كيف يا أبا زهري والقاصي والداني سمعها وسمع نتنياهو وعلم بحقيقة الضغوط الملقاة على السلطة ورئيسها ؟؟
ولو مررت على أبواق الفتن الفضائية من الإيرانية المنشأ والمصدر إلى الناطقة بالعربية الرمادية والصفراء ستجدهم لا يعيرون أي اهتمام لموقف القيادة الأخير من رفض للضغوط الاميريكية بل الأدهى والأمر أنها تمارس التضليل الفكري للمتلقي والمشاهد والمستمع بإيهامه وكأن القيادة تقوم بلقاءات عبثية لا جدوى منها وبعضها يجتهد ويخرج عليك بتفسيراته إنها دعم لابومازن .. وهناك شواهد حية ..
فالقناة الحكومية الإيرانية تجوب شوارع غزة لتسأل المواطنين بانتقاء من يتحدث إليها حول سؤال واحد مضمونه أن هل لقاءات عباس مع أميركا عبثية ودون جدوى أو تحقيق نتائج على الأرض ؟؟ وكما علمت انه لا تتحدث إلا لمن يقوم بالإجابة في السياق الذي تريده القناة .. وهو انه نعم اللقاءات عبثية ودون جدوى ( ممارسة غسيل دماغ ).. للإيهام بعدم جدوى برنامج منظمة التحرير ومشروعها الوطني ..
ولا تخرج عن السياق نفسه قناة الأقصى ولا الجزيرة بل إن الجزيرة زادت وكأنها تشمت في ابومازن ..وكذا إننا لم نسمع صوت لبشارة ولا عطوان ولا الحمامي أم انه كما تقول جدتنا ,, البسه أكلت لسانهم الآن ؟؟إن كانوا جميعا تلك الأبواق بقي لديها شيء من العروبة والوطنية والأخلاق الإسلامية فليصمتوا أو ليدعموا موقف القيادة .. فلمن يأخذوا من الدين خدعة للناس نقول إن موقف القيادة موقف جهادي والإسلام معه لأنه في صالح أمر العباد والثبات في الحق الإسلامي .. ولا يتنافى بالمطلق مع الدين .. بل انه من الواجب على هؤلاء الأبواق إن بقوا على دينهم مؤازرة تلك القيادة ..
اختبار تلو الاخر ينجح فيه ابومازن نحو رمزيته وفلسطينيته ويؤكد ادراكه لحقيقة الطرف الاسرائيلي وما يكمنه للقضية الوطنية , ويسقط ويرسب فيه اخرون خدعوا الشعب بالدين ومقاومة الميكروفونات .. والملفت اكثر هنا موقف قيادة فتح التي التقطت ثبات مواقف القيادة الفلسطينية لتعلن سباقة موقفها الداعم له وان كان يحتاج إلى دعم شعبي وتحرك على الأرض ..
بحكم المعايير والموازيين الدولية الجارية الآن ومواقف الجميع فانه لا نبالغ ان قلنا ان موقف القيادة الحالي من مسالة الاستيطان ممثلة بابومازن موقف بطولي أسطوري فأين أبواق الفتن من دعمه او القيام بمثله او على الأقل التزام السكوت قد صدق فيهم القول ما بعجبهم العجب .. وفي ذكرى استشهاد القائد ابوعمار نقول لابو مازن من شابه ابوعمار فما ظلم ولا فشل .. والله الموفق
التعليقات (0)