مواضيع اليوم

أيمن يخاطر بحياته من أجل ١٠ دولارات فـي اليوم

غازي ابو كشك

2009-01-22 10:10:14

0

أيمن يخاطر بحياته من أجل ١٠ دولارات فـي اليوم
أمسك الطفل أيمن جراد (١٣ عاماً) ببقايا قنبلة من مخلفات الجيش الإسرائيلي على مشارف مدينة نابلس بالضفة الغربية، صارخاً بأعلى صوته: "هذا صيد ثمين".
وبقطعة حديدية صدئة أخذ ينفض الغبار عن "صيده" باحثاً عن المزيد من "قنابل الموت" عله يتمكن من تحقيق عائد مادي من جراء عمله هذا.
لم يكن أيمن الطفل الوحيد الذي تواجد في المكان القريب من أحد معسكرات الجيش الإسرائيلي. أطفال بملابس ممزقة، طغى عليها اللون الأسود بفعل ما يحملونه في أيديهم من قطع حديدية، ومخلفات الجيش الإسرائيلي، يترصدون صيداً قد يكون قاتلاً.
ويعكف الأطفال على جمع الحديد وغيره من المعادن المتوفرة، ويبيعونه لمحلات تقوم بإعادة التصنيع، وبالنسبة لأيمن يكفيه أن يحقق مردوداً بحدود ١٠ دولارات يومياً. يحرك أيمن قبعته السوداء قليلاً، يدير ظهره إلى الخلف، يواصل حديثه بينما عيناه تلاحقان حركات زملائه خشية أن يسبقه أحدهم، وفي تلك الأثناء يقع بصره على سلك حديدي،سرعان ما ينتشله ويربطه ببنطاله ليمنعه من النزول عن خصره.
أيمن اضطر لترك المدرسة ليساعد ذويه في نفقات المنزل اليومية، فوالده معتقل في السجون الإسرائيلية، ولا يوجد لدى العائلة أي مصدرللعيش سوى دخله، أما عمل والدته في أحد معامل الخياطة فقليل الدخل : "لو كان عندي وقت، ما كنت هون، وبدل التعب هذا بتلاقيني في المدرسة".
يدرك أيمن خطورة العمل في "حقول الموت"، فبعض زملائه قُتلوا بعدما حملوا القنابل لبيعها، إذ تتبين لاحقاً أنها لا تزال تحوي مواد متفجرة، وبالفعل حدثت انفجارات راح ضحيتها عدد من الأطفال، لكن لا تتوفرعن أعداد هؤلاء الضحايا أرقام دقيقة.
وما زال أيمن جراد يذكر تاريخ ١٢/٦/٢٠٠٦ عندما قُتل أب وابنه في هذا المكان، بعدما انفجر فيهم لغم أرضي حاولا الحصول عليه لبيعه، لكن ذلك لم يكن رادعاً لأيمن وغيره كي يتوقفوا عن انتشال لقمة العيش من بين أنقاض الموت، وكثيراً ما يتعرض هؤلاء الأطفال أيضاً لمضايقات من قبل القوات الإسرائيلية، قد تصل إلى حدّ  الاعتقال بحجة التواجد في مناطق عسكرية.
وتشير إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن نحو ٦٠ ألف طفل فلسطيني يعملون في مهن مختلفة، ويشكل ذلك الرقم  نسبة ٧٪ من مجموع الأطفال الفلسطينيين.
بقلم  غازي أبو كشك - نابلس
البريد الإلكتروني  g722408@hotmail.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !