كرم الثلجي : أثارت تصريحات د محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس ردود فعل عنيفة للشعب الفلسطيني تجاه نية الرئيس محمود عباس زيارة قطاع غزة ، حينما أشار الزهار الى أن هناك تهديدات على حياة الرئيس عباس من داخل فتح بالقطاع.
حيث تلاعب الزهار بالساحة الفتحاوية في ظل الحساب المكشوف الذي فتحته السلطة الفلسطينية ومكتب الرئاسة بقيادة الطيب عبد الرحيم لخلق خلافات داخل حركة فتح ، ولتكريس واقع تلك الخلافات داخل الحركة سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو في وسائل الإعلام ، فجميعها خلافات تم اختلاقها من أجل تجسيد واقع هزيل لحركة فتح، فاستخدمته حماس في فرض قرار على خطورة حياة الرئيس عباس من أنصار محمد دحلان في قطاع غزة.
ذلك الانقسام الفتحاوي الذي تمنه حركة حماس دوما لتفتيت الحركة ، هو نفسه الانقسام الفلسطيني الذي سعت إسرائيل له لتجسيده على الواقع الفلسطيني، ليعيد التاريخ نفسه وبخطوات متسارعة بين إسرائيل وحركة حماس في تفتيت الكل إلى أجزاء والجزء إلى أجزاء، تلك سياسة الاحتلال وتلك هي نفسها سياسة حماس، خلق الأكاذيب وتكراراها إعلاميا ثم الاعتماد عليها كواقع موجود تتعامل على إثره بكامل الجدية والالتزام.
إن حركة فتح تجاوزت خلافاتها البسيطة داخل الحركة وإن مسارها نحو تحقيق الدولة سيبقى هو راية ترفعها حركة فتح في المحافل الدولية بقيادة الرئيس عباس رغم صمت حماس لجني الثمار، ثمار أرادت حماس من خلال استحقاق أيلول إلى توسيع رقعة حكمهم في قطاع غزة إلى حدود الـ67 وعدم التنازل أو التخلي عن حكمهم فيه، فإن الانقسام الجاثم على واقعنا الفلسطيني له مصالح إقليمية مرتبطة ببعض التنظيمات الفلسطينية التي تسعى دوما لتكريسه، وما هي التصريحات العبثية لقيادات حماس ما هي إلا وسيلة لنسف أي تحقيق للنجاح قبيل أي اجتماع ما بين وفدي فتح وحماس.
فإذا كانت زيارة عباس إلى قطاع غزة يا حكومة حماس فيها تهديد على حياته الشخصية لوجود أنصار دحلان وخوفا من تصفية حسابات كما يدعيها الزهار، فما المانع من توفير الحماية لشخص الرئيس، فحركة حماس توفر الحماية للمستوطنين على طول الشريط الحدودي مع إسرائيل من إطلاق المقاومة للصواريخ ضد البلدات الإسرائيلية ، فهل لا تستطيع حماس توفير حماية للرئيس كما تدعي من أبناء فتح المعتقلين في سجونها.
أن الكل الفتحاوي يعلم جيدا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو قائد المرحلة وهو الذي يحارب وببسالة من أجل نيل استحقاق أيلول لإقامة دولتنا الفلسطينية ، ولا يمكن لأي فتحاوي التهديد والمساس بالرئيس عباس ولا يمكن التلاعب بنغمة أنصار دحلان وأنصار عباس وإسقاط خلافاتكم في حركة حماس على واقعنا الفتحاوي.
إن حركة حماس لا ترغب بزيارة الرئيس عباس إلى قطاع غزة فعلياً وتتخذ الخطر الشديد على حياته من داخل فتح كوسيلة للوصول إلى الهدف العام وهي عدم السماح أو التفكير للرئيس عباس بأن حركة حماس ستتنازل عن غزة، وأن تلك الأكاذيب الإعلامية التي تصرح بها لوسائل الإعلام هي أدوات تستخدمها لنسف أي جهود للمصالحة ، ولا تريد أن تعلنها صراحة وجهرا على وسائل الإعلام بأن حماس لا تريد مصالحة حتى لا يلفظها الشعب الفلسطيني في الخارج والداخل، ولكنها تستخدم الأساليب الإسرائيلية في التسويف والمماطلة والالتفاف على الرأي العام بأكاذيب مدعومة بالماكنة الإعلامية والقبضة الحديدية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
التعليقات (0)