حالُ التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين كحال السياسة الإقتصادية في هذا البلد ، تفتقد لرؤية واضحة المعالم ولايوجد فيها بوصلة لتعيين الإتجاه المناسب للتنمية الشاملة . السياسات الإقتصادية الإيرانية والتي تُتخذ قراراتها بصورة عامة من قبل قادة في الحرس الثوري أثبتت فشلها فـ فيما يتعلّق بالمشروع النووي أنفق النظام الإيراني مليارات الدولارات لتدشين بضعة مفاعل نووية بتكنولوجيا روسية و أهدر ثروة البلاد خدمة لمشاريع إقليمية غير مدروسة لا تجلب للشعب الإيراني سوى المشاكل و لبلادهم العزلة و التراجع.
رغم ذلك كلّه يُنكرالقادة الإيرانيون وجود أزمة إقتصادية بسبب العقوبات الدولية إلا أنّ التقارير المصرفية و تصريحات الكتل المتخاصمة على السلطة والثروة في البلاد توضح عکس ذلك و تشير الى مدى تأزّم الوضع في هذا البلد .
فقد أدلى وزير التجارة الإيراني مهدي غضنفري قبل عدة أيام بتصريحات تتعارض بصورة كاملة مع ما يقوله القادة والمسؤولون الإيرانيون عن مناعة الإقتصاد الإيراني حيث أكّد الوزير المسؤول عن ملف التجارة وقف جميع التعاملات التجارية لحكومته وأنّ المصرف المركزي ليس قادرعلى تأمين العملة الصعبة اللازمة التي تحتاجها البلاد.
لكنّ نجاد وكعادته وهو يتحدّث بلغة ساخرة عن العقوبات قال بأنّ الإيرانيين ليس فقط بإمكانهم الإلتفاف على العقوبات الدولية فحسب بل إنهم قادرون على ركوبها أيضاً. لكنّ ما قاله وزير التجارة غير الذي يقوله نجاد أو حتى خامنئي صاحب مشروع الإقتصاد المقاوم لمواجهة الضغوطات الإقتصادية.
أضف الى ذلك فقد نشرالمصرف المركزي الإيراني تقريراً مفصّلاً الأسبوع الماضي يشيرفيه الى ارتفاع حجم النقد بصورة ملفتة . فقد وصلت نسبته حوالي 7% بالمائة بالمقارنة مع العام المنصرم وأنّ إقتراض الحكومة من المصارف يرتفع بشكل مضطرد ليصل لنسبة 324 بالمائة.
كما أنّ تصريحات رئيس لجنة التخطيط في البرلمان الإيراني مصباحي مقدم حول الأزمة الإقتصادية كانت أبلغ من غيرها حيث أكّد للتلفزيون الإيراني قبل أيام أنّ 60 الى 70 بالمائة من المصانع الإيرانية قد أوقفت نشاطها متهماً الحكومة التي يترأسها نجاد بعدم الإنضباط.
الى ذلك فإنّ حديث عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام "محسن رضائي"؛ صاحب نظرية الفدرالية الإقتصادية ، حول أهم التحديات التي تواجه النظام الإيراني وهما "الفقر و المشاكل الإقتصادية " و "العقوبات الدولية " وضرورة معالجتها بأقصى سرعة لتعبير بليغ يعبّرعن حجم المعاناة الإقتصادية التي يتعرّض لها النظام وحوالك الأيام التي تتربّص باقتصاد النظام في إيران.
التعليقات (0)