رسالة إلى من يهمه عقلي
عود دردك ..زيد دردك ..عاود دردك ..أو زيد دردك ..عاود دردك زيد دردك..عاود دردك زيد دردك...أو زيييييييد دررررررك..
أها ها ها ولد عمي...أهاااااهااا ولدي عمي ..ولدعمي..ولد عمي...ولد عمي...ولدعمي...أهاهاها ولد عمي...ولد عمي..
والله ينصر سيدنا مولاي الحسن ...عفوا سيدي محمد ....لا فرق !!
الله يرحم بها الوالدين من فهم شيئا من هذا الكلام، عفوا هذا اللغو يرفع أصبعه ويشرح لي جزاه الله عني خيرا...أرجوكم لا تكتموا العلم، حرام على من يعرف الجواب ولا يهديني للصواب، أنا راسي ثقيييل هذي الأيام مع هذي الحملة /الكرنفال الانتخابي الذي انطلق قبل أيام، والكل يدعونا للتصويت، مرورا بالانتخابات النقابية أو ما سمي باللجان المتساوية الأعضاء والى الانتخابات الجماعية، الزملاء الذين جاؤوا عندي وأرادوا أن أدلي بصوتي لصالحهم كانوا منسجمين مع أنفسهم وزاروني بشكل "حضاري" رفيع، فلم يحاول أحدهم منهم أن يقوم بتعبئتي الى نقابته الوطنية والديمقراطية والمستقلة والمناضلة المكافحة التي سارت بذكر نضالها وتأطيرها الركبان، بقيادة الزعيم النقابي والسياسي الخالد على كرسيه والمتفرغ لخصوصياته ويتابع أخبار نقابته بالهاتف النقال من داخل المقهى أو الحانة أو حتى المسجد لا فرق، ولم يحاول أي زميل أن يتحدث معي عن كرونولوجيا العمل النقابي بالمغرب وأهم المحطات المفصلية من تاريخ نقابته، ولم يكلمني عن الفرق بين نقابته وحزبه كما ادعى السكليس أنه يتكلم من موقعه كنقابي وليس كسياسي في نشرة سابقة في الجزيرة وهو يحمل أسفار ولم يحملها طبعا، ويقول لنا نحن الأميين: خاصكم تقراو التاريخ ديال بلادكم، والحقيقة أنه لا فرق بينه وبين ولد العروسية سوى أن العالم القروي شباط (نسبة الى القرية وليس القرويين طبعا) يقود صفا صفصفا من الجماهير الشعبية من الشغيلة المغربية ، ما الفرق بين هذي النقابة وتلك، لقد تشابه علينا البقر، ولم ينبس ببنت شفة عن جدلية النقابي والسياسي، ولم يخبرني عن الساط / شباط وبوسبرديلة، وعما إذا أطلق الرهائن من مستشاريه وحررهم كما يقول في خطبه العصماء أم أن التهمم بقضية فلسطين واهتمامه بالقضايا العادلة في أوطان العرب والمسلمين تصرفه أن يفكر في هذا الأمر الهامشي، وعن وحيد زمانه العلامة النقابي سيدي المحجوب بن الصديق هل مات أم لا زال حيا يأكل ويشرب ويتغوط ، ولم يحدثوني عن سؤال بسيط يطرحه السذج وأنا واحد منهم عن الفرق بين هذه الحانوت وذاك...!!
إلا أن ما أتذكره هو أن زميلا عزيزا علي، وأقرب إلي قلبي من حبل الوريد،و ينتمي الى النقابة الملتحية، جاء عندي الى القسم وعانقني ورائحة المسك تفوح من لحيته الكثة ،تمنيت أن أذبحه من الوريد الى الوريد لو كنت حاكما عربيا، قال لي هذا الزميل وهو يعضني: يا سيدي أنا أتابع ما تكتبه وأجدك طاقة كامنة...حبذا لو نزلت من برجك العاجي لتشارك في تغيير الشعب..قاطعته: وماذا تراني أفعل الآن؟؟...ونسي هذا الزميل أنه حصل على التفرغ وهجر الطباشير وصداع المراهقين وتكرش حتى عاد بلا رقبة... !!
المهم يأتيك القوم من زملائك وحدانا وزرافات وهم يبتسمون في وجهك ولا تسمع منهم سوى : صوت ..عاود صوت..أو عاود صوت زيد صوت..على وزن : عاود..دردك زيد دردك ..أو عاود دردك !!
تأملت وتمثلت حالما أن أقبض على بقايا من المعنى، حاولت أن أقارب الموضوع من موقع علم الاجتماع، بحثت عن برامج مميزة، عن مشروع مجتمعي نوعي، قلبت نظري وفق أنحاء متعددة ...عييت .. راسي ثقيل..وداعا عقلي!!
الطفل عثمان يهتدي بكتاب النقد الذاتي دون أن يطالعه !!
الساعة السابعة مساء، عثمان تلميذ في الابتدائي لم يصل الى البيت كما العادة مع الخامسة وربع إذا تكاسل في مشيته طبعا، خرجت أمه تبحث عن ولدها، قيل أنه جرفته حملة انتخابية لأحد الأحزاب السياسية، كلما سمعت شبابا غرباء وشداد غلاظ يصيحون:" باراكا من التدمير والشباب باغي التغيير"،إلا وسارعت للبحث عن عثمان، لكنها المسكينة سرعان ما تلوي خائبة نحو حملة أخرى، لم تجده فتضطر المسكينة أن تسأل من تعرفه ومن لا تعرفه إن كان يعرف ابنها، قطعت شارعين وهي تبكي رافعة اكفها الى السماء أن تجد ابنها في أقرب وقت ممكن، وأخيرا وجدته يعبث بأوراق فيشتتها ويجمعها، ثم يجمعها وهكذا دواليك ..فيسقط بين مراهقين قيل إنهم مناضلون بحزب الاستقلال ، قياس الخير!!
الأم الولعة، الله يسمح لينا من الوالدين، جذبت ابنها من محفظته، وبدأت تغرس فيه أصابعها بلسعات حادة وصفعات في القفا والوجه والرأس، ثم غرست فيه أسنانها.. الطفل عثمان بدأ يوجه النقد لنفسه، يعني ينتقد ذاته: وصافي أماما ..وصافي أماما..وما نبقاش نعاود أماما..لا..غير عاود..ما باقيش نعاود..والله العظيم ما باقيش نعاود..أمه تعاود العقاب ..وهو يترجى الناس: وعمييييييييييي وما باقيش نعاود، حملة حزب علال الفاسي ابتعدت عن عثمان الذي بقي وحده ينتقد ذاته دون أن يطالع كتاب " النقد الذاتي" لعلال الفاسي!!
وفي الحقيقة أعجبت بموقف عثمان بعدما تفهم خوف أمه عليه أن يتم تأطيره في مقر الحزب كما فعل بعض المناضلين في العرائش !!
الجلوس فوق هذا الجبل أسلم
عاود دردك زيد دردك ..أهها ولد عمي ...الله ينصر سيدنا ... هذه الأغنية إن صح التعبير الفارغة من أي معنى سوى الرديح والشطيح والتسنطيح هي نفسها: عاود صوت زيد صوت ...والله ينصر سيدنا ....هي نفسها، ولا عجب، لأن كل الأحزاب موالية للسلطة المركزية ،وتقول بأنها خادمة طيعة تتنافس على إرضاء الملك وهي كاذبة طبعا، ألم يقل عباس الفاسي إن تجديد الثقة فيه كوزير أول هو ثقة في الشعب المغربي، ألم يقل السيد بنكيران: إننا حزب الملك، ألم تسمعوا أن الهمة أصبح معارضا ؟!!.
شتان ما بين عاود صوت زيد صوت..أو عاود صوت على وزن عاود دردك زيد دردك .. التي شاعت خلال السنوات الأخيرة، وبين الأحزاب والتيارات السياسية في السبعينات التي كان لها مشروع مجتمعي مميز بصرف النظر عن اتفاقنا معه من عدمه، ونشاط نقابي وازن، وتيارات سياسية محترمة، وشبيبات مؤطرة، وقطاع طلابي حالم، كان هذه الحركية المجتمعية توازيها أغنية المشهاب التي تقول :
السايك(السائق) تالف، والراكب خايف، والسفينة غااااااااااارقة!!
فتقول مجموعة الغيوان : فين غادي بيا خويا فين غادي بيااااااا!!
واقعنا الآن، يذكرني بذلك الرجل الذي كان يجلس فوق جبل والحرب دائرة بين علي ومعاوية، فسأله أحدهم يستوضح رأيه، فقال هذا الرجل: " الطعام عند معاوية أدسم، والصلاة وراء علي أتم، والجلوس فوق الجبل أسلم"
مع فارق أنه لا يوجد لا معاوية ولا علي في عصرنا الحالي ذلك أن عليا كان له مشروع يخالف مشروع معاوية، أما الآن أولاد عبد الواحد كلهم واحد .
لا يوجد جبل يعصمني من آل فرعون...أنا داخل سوق راسي !!
التعليقات (0)