مواضيع اليوم

أوّل موقف إستُغلت فيه المرأة...أم المؤمنين عائشة انموذجاً.

احمد الدراجي

2016-08-21 11:44:19

0

 أوّل موقف إستُغلت فيه المرأة...أم المؤمنين عائشة انموذجاً.

مَنْ يُطالع التأريخ ويقرأ الأحداث والواقع ويحللها وفق المنهج العلمي الموضوعي المعتدل، تنكشف له بكل وضوح حقيقة لامناص من الإقرار بها حتى إنها أصبحت في هذا الزمان شاخصة أمام أنظار الكثير، وهي إن أسهل طريق لتمرير المكر والخداع هو ان يُغلَّف بغلاف الدين ويُطرح تحت شعار الدين وأسمه وما يرتبط به، حتى وإن كان ذلك المكر والخداع هو بحد ذاته يُعدُّ خروجاً عن الدين ومثلهِ العليا، وهذه هي السياسة التي أعتمدهها أعداء الدين والمنتحلين للدين والتدين من المحسوبين على أبنائه أو من الذين أظهروا الإسلام وأضمروا النفاق والحيلة والتربص، من أجل تحقيق أهدافهم الضيقة، وتنفيذ أجندات الجهات الخارجية التي نَصَبَتْ العداء للإسلام على طول الخط.
لنجد إن المسلمين أومنتحلي الإسلام والمنافقين كانوا هم السبّاقين في الخروج عن الدين وضرورياته في الكثير من الوقائع والأحداث وهنا نتناول واحدة من أخطر الأحداث التي مرَّ بها المسلمون وهي  معركة الجمل، فبالرغم من مكانة المرأة العظيمة في الإسلام  ودورها وبيان حقوقها وواجبتها، نجد إن أول إستغلال وإنتهاز للمرأة حدث في معركة الجمل حيث إستطاعوا من تأليب وتحريك الناس للخروج على الخليفة الشرعي المنتخب علي بن ابي طالب (عليه السلام) بعد أن لعبوا على الوتر العاطفي مستغلين السيدة أم المؤمنين عائشة، لتحريك الناس وجرهم الى ساحة القتال لمحاربة علي، فإتخذوا زوج النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) السيدة عائشة (رضوان الله عليها) رمزاً لساحتهم وقطباً يجذبون به قلوب الناس في مقابل رمزية علي ( عليه السلام )  وقطبيته، لأنهم لايمتلكون رمزاً مقدساً ولا قطباً جذاباً، فكانت حركة اللوبي  كما يحللها ويشخصها المرجع الديني العراقي  الصرخي في  بحثه الموسوم  ( السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد)  المحاضرة الثامنة ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التأريخ الإسلامي  قائلاً ..
((نأتي إلى موقف آخر: أيضًا موقف لإمرأة في التأريخ الإسلامي وهو موقف السيدة عائشة أمّ المؤمنين، التفت جيدًا أنا أريد أن أصل إلى هذا، أقول: خرجت الزهراء، حكت الزهراء، أحتجّت وحاججت الزهراء (سلام الله عليها) وإنتهى الأمر. لا يوجد تبعة لهذا الموقف، قلنا : مواقف قليلة، موارد قليلة ذكرت على نحو الإحتجاج ويوجد موارد كثيرة للإحتجاج غير موارد الزهراء (سلام الله عليها)، وهكذا وهذا الموقف هو الذي كان من أمير المؤمنين (عليه السلام) وأئمّة أهل البيت (عليهم السلام ) ، لكن إلتفت جيدًا، لكن أوّل موقف إستُغلت فيه المرأة من أجل جرّ عواطف الناس المساكين والإلتفاف حول ضعف المرأة بطبيعتها، والإلتفاف حول ضعف المرأة الطبيعي ومظلوميّة المرأة الطبيعي هو حصل في معركة الجمل، إذن حرّضوا غرّروا بأمّ المؤمنين (رضوان الله عليها) حتّى خرجت معهم، إلتفت جيدًا، لماذا؟ أرادوا رمزًا للإلتفاف حوله، عليٌّ بعد رحيل الخلفاء ورمزيّة الخلفاء بقي عليٌّ (عليه السلام ) وإنعقدت له الخلافة، الآن عليٌّ ( عليه السلام )  له نقطة الرمزية المساوية أو المنظمّة مع الخلفاء السابقين ضمن ما يسمى بالخلافة الراشدة والخلفاء الراشدين وله خصوصيات أخرى تضاف إليه ويفرق بها عن الآخرين، ولا أقلّ من كونه من أهل البيت (سلام الله عليهم) ، إذن عنوان أهل البيت إنكشف للناس، إتضح للناس، تصدّى للأمر فشاهده الناس، فلمسه الناس، إذن يراد رمزية توازي هذه الرمزية، تقابل هذه الرمزية إلتف حولها الناس، مكر أم ليس بمكر؟ مكر، هذا هو المكر، هذا هو اللوبي، هذه هي المافيا التي تعمل داخل السلطة والحكومة الإسلامية، هذا هو أصل النفاق والمنافقين الذين ما إنفكوا من النخر في جسد المسلمين والجسد الإسلامي))، 
هذا اللوبي وتلك السياسة والمكر وغيره مازال حاضراً وبقوة في الجسد الإسلامي وينخر به ويمتلك  الكثير من مقومات البقاء والنمو والتفاقم ويتمتع بمساحة إعلامية واسعة ودعم خارجي كبير وأموال ضخمة وموروث فكري متطرف يصدره الى المجتمع متخذاً من الطائفية والمذهبية وقوداً لتسيير قافلته، فهذا يكفر ذاك، وذاك يكفر هذا، وهذا يرفع شعار ورمزية هذه الطائفة ليجر أبنائها الى مخططاته وذاك يرفع شعار ورمزية الطائفة الآخرى، وفي حقيقة الأمر إن الطرفان بعيدان كل البعد عن أخلاقيات ومُثِل  الإسلام العليا  ورموزه الكرام ...
https://youtu.be/w7n2RjkD0Ko
بقلم
احمد الدراجي



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !