مواضيع اليوم

أوهــام الطيب مصطفي معانقة الجماعة التكفيرية ... ومناكفة الحركة الاسلامية ؟؟؟

أميرال الاميري

2012-04-17 11:11:02

0

أوهــام الطيب مصطفي
معانقة الجماعة التكفيرية ... ومناكفة الحركة الاسلامية ؟؟؟
محمد الأمين عبد النبي
wdalamin_760@yahoo.com
.... من أين أتي هؤلاء ؟ سؤال أرق الاديب الطيب صالح عن طبيعة أهل الانقاذ النفسية والاجتماعية والدينية التي لا تشبه أهل السودان فسطر إجابته نقداً قيماً لتجربة الاسلاميين في السلطة في " وطني السودان .. ضمن مختاراته " يعكس حالة الفشل وغياب إرادة الإصلاح والاعتراف بالخطأ لدي الاسلاميين ، بالكاد لم يكن الطيب صالح هوالوحيد الذي قدم نقداً حاداً للحركة الاسلامية في السودان ومشروعها الحضاري ، قد تكون شهادته مجروحة لانها رؤية من الخارج لشخصية مهجرة قسرياً ، ولكن قدمت مراجعات وإنتقادات لقيادات الحركة الاسلامية أنفسهم تعبر عن فشل التجربة واليأس من الإصلاح من الداخل منهم د. الطيب زين العابدين ، د. عبد الوهاب الافندي ، د. التجاني عبد القادر ، عبدالرحيم محمد محي الدين ، د. حمد حاوي وغيرهم ، فقد شهد شهود كُثر من أهلها ، دعونا نكتفي بشهادة د. غازي صلاح الدين العتباني أحد قادتها والمستشار الحالي للرئيس يقول : لقد تراجع الانتاج الفكري كماً وكيفاً للحركة الاسلامية فلا تكاد تجد كتاباً او بحثاً طيلة السنوات الماضية .. فضعف التيار الشعبي الذي راه الناس من قبل .. لقد تاكل الرصيد ونكص النصير لا بل تحولت أفواج منه الي موقع العداء .. وبضعف السند الشعبي ضعفت الاستجابات لنداءات النصرة وتعري ظهر البلاد أمام العدوان العسكري الصريح من داخلها وخارجها وتأثرت كذلك إستجابات الدولة للمصاعب والازمات التي تجابهها ويتبدي ذلك في تصديها لوظائفها وواجباتها ويتعدي اثره الي اشد المؤسسات حساسية مثل القوات المسلحة التي تجد نفسها في محيط متلاطم من المهام الامنية والمصاعب التي يولدها تكاثرت حركات المعارضة المسلحة وتنامي وجود القوات الاجنبية في البلاد . ويقول د. غازي : من جراء الفتن والمواجهات تهاوت أطراف من البلاد وتمرد من كان بالامس القريب أقوي الموالين في نواح مختلفة من البلاد وخيمت ظلال البلوي حتي علي العاصمة . في هذه الاجواء تنامي سوء الظن وتعمقت الفجوة بين كثيرين من أعضاء الحركة الذين وجدوا أنفسهم متفرجين.. وتعاظم الشعور لدي هؤلاء أن العلاقة مع الحكومة مؤسسة علي شروط إختيارية يمليها طرف واحد هو الحكومة ، وليس علي شروط تعاقد مستمدة من مشروعية مشتركة داخل جماعة موحدة . راي هؤلاء أن الحكومة عندما تحتاجهم تستدعيهم وتستنفرهم ، لكنها عندما تأمن تهملهم ، فزهد أكثرهم في علاقة كتلك ونأوا بأنفسهم يبحثون عن غيرها . ويضف د.غازي : لقد تضررت صورة العمل الاسلامي كثيراً بسبب المشكلات الموصوفة ووهنت وحدته ، وأصبح تأثيره محدوداً فيما يجري ، ويتنامي لدي أبناء الصف الاسلامي عامة الاحساس بتراجع العمل الاسلامي.. وتمادي الوصايا من الاجنبي وإستقواء المؤسسات والمنظمات المشبوهة كما زاد إحساسهم بأن الدولة تقصر عن واجبات التضامن في قضايا المسلمين الجامعة فاهترأت جراء ذلك تحالفاتها الخارجية التاريخية وتقوقعت في ذاتها ومازال الكلام للدكتور غازي : فقد أصبح السودان هو الحالة النموزجية للازمة يسعي كل من يؤبه له ومن لايوبه له من الدول والمنظمات للتدخل في شئونه بدعوي الوساطة والمبادرة لحل ازماته ... وتجنب أعضاء الحركة ممارسة حقوقهم في النقد الذاتي والسعي في الاصلاح وتلجلجت في صدورهم الرغبة في المبادرة والسعي لتدارك الامور ، خوفاً من إنشقاق متوهم ، وجزعاً من التصنيف الي هؤلاء او الي هؤلاء فضمر الوجدان الجماعي والارادة المشتركة ، وتوهن النسيج الموحد إنتهي كلامه ." للمزيد من شهادة د. غازي طالع كتابه عبقرية الاخفاق وكتاب مراجعات الحركة الاسلامية السودانية إعداد وليد الطيب " . من شهادته هذه ندرك حجم مأزق الحركة الاسلامية السودانية والذي رمت بها في رصيف سلطة الانقاذ التي جاءت من بنات أفكارها وأسست لها عبر مراحل التأمين والتمكين وإنفرادها بالمال والمجتمع والحكم " إذهب أنت الي القصر رئيساً وسأذهب أنا الي السجن حبيساً " ، فقد إنقلب السحر علي الساحر، ونتيجة لتراكمية الاخطاء وعبقرية الاخفاق زادت سيطرة العقلية العسكرية وتقلص نفوذ الحركة الاسلامية شيئاً فشيئاً الي غابت تماماً ملامح حكم الحركة الاسلامية علي الرغم من المناصب المرموقة لقادتها في السلطة وذلك عقب الإخفاق الكبير في راي الطيب مصطفي وأتباعه للتنازلات الكبيرة للصليبين " الجنوبيين " في إتفاقية نيفاشا التي أعطت جنوب السودان حق تقرير المصير . فقد شن الخال الرئاسي حرباً شعواء مبكراً علي الحركة الاسلامية معتمداً علي صلة الدم والرحم ، حينها إتهمته قيادات نافذة بالحركة الاسلامية بالفساد في الهيئة القومية للاتصالات حتي غادر رئاستها مطعون في أمانته ، وقد بدأ مشواراً من التحريض المتواصل ضد الحركة الاسلامية مذكراً بإخفاقاتها المتكررة وباحثاً في نفس الوقت علي حليف أخر، فوجد ضالته في الجماعات التكفيرية . هذا بالإضافة لرسالته العنصرية التي كان لها التأثير الكبير في نسبة تصويت الجنوبيين لإستقلال جنوب السودان دولة ذات سيادة ، ولم يخفي فرحته بذلك فقد زبح ثوراً محتفلاً بإنفصال الجنوب ، وظل يطلق شتائمه وتهديداته لكل مخالف لنهجه الاقصائي والاستعلائي والعنصري . وقد أدرك قيادات الحركة الاسلامية خطل وخطر هذا الرجل لذا ظلوا يقدمون كل انواع الولاء والطاعة للزعيم من جهة ويحزرونه من جهة أخري ، وما قضية إغلاق صحيفته الانتباهة جراء تعرضها للقذافي ، والترويج لمذكرة الالف اخ الا راس جبل الجليد ونقطة من بحر التناحر والمماحقة بينه والاسلاميين والتي لا تخفي علي الانسان البسيط.
عقب إنفصال الجنوب توهم كثير من الناس ان مشروع الطيب مصطفي قد إنتهي ، وما إن فاق من سكرته وإنتبه من غفلته الا وأنجز زواجاً كاثيوكياً بين السلفيون التكفيريون و العسكريون فإنهالت علينا الفتاوي التكفيرية والبيانات التحريضية والمواقف العنترية لتجاوز زمن الدغمسة " طبعا دا زمن الحركة الاسلامية " وقد لاحظ الجميع المشاركة المتميزة لقادة الجماعات المتطرفة في كل أنشطة منبره " منبر السلام العادل " ، وبات واضحاً حجم المواقع الكبيرة التي يشغلونها في هئية علماء السودان ومجمع الفقة الاسلامي ووزارة الاوقاف ووزارة الاتصالات وعمداء ورؤساء أقسام في الجامعات ، كما فتح لهم السوق والاعلام علي مصرعيه ، فصار تأثيرهم علي القرار واضحاً خاصة في قضايا الحرب والسلام ونظام الحكم وعلاقات السودان الخارجية . ساعد علي هذا التحالف موقف الولايات المتحدة والدول الاروبية بوعدها بدعم شمال السودان شريطة أن يتم إنفصال سلس لجنوب السودان ، فعندما جاءت لحظة الدعم وتطبيع العلاقات لاحظ المراقبون ميل الزعماء والمبعوثين والمسئولين وتركيزهم علي قيادات من الحركة الاسلامية لإدارة معهم حوار التطبيع والدعم في تخطي لا يخفي علي أي مراقب للزعيم وإستبعاده من ترتيبات المرحلة القادمة ، الامر الذي زاد من الشكوك والريب في قيادات الحركة الاسلامية ، فتولد إحساس بالغدر والخوف خاصة وأن لهم سابقة - غدرهم - بشيخهم الترابي .
وبذلك قدم الطيب مصطفي حلفائه الجدد " السلفيون التكفيريون " في طبق من ذهب كضمان وترياق للمواجهة ضد الحركة الاسلامية والمحكمة الجنائية وتحديات إنفصال الجنوب والدعوة لتغيير النظام علي شاكلة ثورات الربيع العربي ، وبلاشك فإن لهذا التحالف مستحقات وفواتير واجبة الدفع في طليعتها طئ صفحة الدغمسة وإعلان تطبيق الشريعة " حسب فهمهم " وإقرار الدستور الاسلامي وقد كونت جبهة للدستور الاسلامي علي قمتها الغلاة ، ومحاربة كل من يرفض هذا التوجه ، مع تصفية للوجود غير الاسلامي ، وإشراكهم في مواقع إتخاذ القرار . ولعل الزخم الإعلامي والسياسي لهذا الجماعات تعكسه كمية المساجد الجديدة وخطب أئمتهم الرافضة للحوار والتقارب بين أبناء الوطن والداعمة للحرب والمروجة للفكر التكفيري والمبشرة بثورة المصاحف والدولة الاسلامية . الاستجابة لإلغاء إتفاق " نافع وعقار " من منبر مسجد النور تدلل علي إنتصار هذا التحالف الذي أشعل الحرب الجارية في جنوب كردفان والنيل الازرق ، وتجلت قمة التأثير علي صناعة القرار في حملتهم ضد إتفاق الحريات الاربع مع دولة جنوب السودان ، وقد تصاعد صراع الطيب مصطفي وحلفائه مع رجال الحركة الاسلامية بصورة كبيرة وطفح الي السطح بمواجهته للدكتور سيد الخطيب في برنامج " حتي تكتمل الصورة " بقناة النيل الازرق مما جعل د. سيد الخطيب يكتب مقالاً شديد اللهجة يهاجم فيه الطيب مصطفي ومشروعه التأمري علي الحركة الاسلامية والعنصري لتفتيت وحدة ماتبقي من السودان.
إن اولى المهام التي تواجه قوى الإعتدال والوسطية والديمقراطية في السودان وعلى وجه خاص مؤسسات المجتمع المدني في الداخل والمهاجر العمل على عودة الوعى للحياة الاجتماعية والثقافية ومؤسساتها - ذلك ليس بالامر اليسير- والتصدي لأيدولوجية الطيب مصطفي والتي يبذل فيها جهدا خبيثاً لتأصيلها في التربة السودانية بحسبانها هوية للفرد والمجتمع والدولة.
.. تبدأ الخطوة الاولى في كشف قناع مشروع الغفلة والغيبوبة فى فضاء الفكر والثقافة بالاقتراب من الهوية السودانية المتنوعة والمتعددة التي تم حصرها وحصارها في أحادية الثقافة العربية الاسلامية " المتطرفة والعنصرية " على الرغم من ان استقراء الجغرافيا والتاريخ والانثربولوجيا الثقافية تؤكد بالبيان الاحصائي ان التعددية قسمة جوهرية في هوية المجتمع السودانى ، وأن اي فرض لهوية أحادية كان مصيره الاستقطاب الحاد في الوجدان السوداني وخلق مقاومة وأحتجاج مذهبي وأثني بوسائل خشنة جعلت العنف ظاهرة متجذرة تخلف ورائها الضحايا والضغائن . والتعامل الجاد مع هذا التحالف والذي هدفه طمس وتغيير هوية السودان بعد تصفية الجنس غير العربي وإقصاء كل انماط التدين الا تدين الغلاة المنادين بالشريعة وفق فهم مشوه لشريعة الاسلام السمحة.
الخطوة الثانية إعادة الهيبة للحركة الاسلامية بتوحدها وإتطلعها بمسؤليتها الوطنية في محاصرة الفكر الاقصائي التكفيري والعنصري الذي بذرت بذرته والاعتراف بحجم الخطيئة والاقرار بأن الأنفراد والعناد هو الذي مزق السودان وإعادة الامر لأهل السودان بطبيعتهم المتباينة والمتسامحة . وهذا تحدي كبير يطلب ارادة ومواجهة شرسة لإعدام مخلفات المشروع الحضاري .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !