كيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا .. ولن يؤهلكم هذا الاستعباد لتمرير احلامكم المزعجة لنا والانقسامية, وعليه نقول لمن لا يريد ان يفهم في الضفة الغربية وقطاع غزة, ان الشعب الفلسطيني لن يقبل في واقع الإنفصال السياسي رغم اوجاع الناس من غلاء الأسعار التي تؤلم كل أفراد المجتمع الفلسطيني, وعليه نهيب بكل قوى شعبنا الوطنية أن تكثف نضالها وحشد طاقاتها من أجل إسقاط احلامهم الإنفصالية إنقاذا للمشروع الوطني التحرري, ويترتب على هذا ان تكون دعواتنا نحو ارحل يا " إحتلال وخذ معك الإستيطان والإنقسام والفساد".
ولاسيما ان حركة حماس لازالت تمارس الإنفصال السياسي ومنظمة التحرير مازالت تمارس التسليم للإنفصال الواقعي بسبب البعد الجغرافي, والخوف هنا من اسرائيل على مستقبل مصالح قياداتها المرتبطة بالمشاريع والمال من التهديد في حال بناء موقف وطني من قبل قيادة منظمة التحرير ضد انفصال حماس السياسي.
ويأتي طلب قيادة السلطة الوطنية لتعديل الاتفاق الاقتصادي ليشكل في الواقع "مصيبة سياسية كبرى"، حيث أن ذلك يكشف للجميع بشكل مباشر أن الخيار الفلسطيني بالذهاب الى الأمم المتحدة ونيل العضوية المراقبة لفلسطين, ليس خيارا قريبا، وأنه لازال تحت الدراسة والتدقيق، ويخضع لحسابات متعددة تقود عند القيادة لتأجيل الخطوة بطريقة أو بأخرى، لكنه ليس قائما في المدى المنظور، حتى لو تقدمت بالطلب الاجرائي لكنها لم تقرر بعد المسألة الجوهرية في العملية ذاتها عملية التصويت والفوز به، فتقديم طلب العضوية شيء والتصويت عليها شيء آخر.
وحيث تدخل الاحداث الفلسطينية الاخيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة بحلقة جديدة غير متوقعة عند قيادة الإنقسام السياسي, ان تكون اليوم أمام اصعب حالات الاحتجاج عند الجماهير, وهي احراق الشباب لأنفسهم احتجاجاً على البطالة والاوضاع الاقتصادية والسياسية, وعلى سلوك السلطتين في ادارة شؤون المواطن الحياتية في الضفة وغزة, وكما في أي مكان على الأرض عندما تنزل الناس الى الشارع نلاحظ ان هناك فوضة وتكسير احيانا وتخريب, ولا نقول هنا أننا نقبل في تدمير المنشآت العامة والحكومية, ولذلك وقبل رمي الاتهامات جزافا على حركة الاحتجاجات في الضفة الغربية والتي فيها اشارة الى ان هناك مؤامرة خارجية على السلطة الوطنية ..!! علينا ان نسأل قبل عن الدوافع والأسباب التي كانت وراء نزول الناس إلى الشوارع ..؟؟ أليس الغلاء ..؟؟ ولماذا ومن هو الطرف المستفيد من رفع الاسعار ..؟؟ وكيف للمواطن ان يتحمل كل هذه الاعباء بدون فرصة عمل حقيقية ودخل يتناسب مع إرتفاع الاسعار وغلاء المعيشة..؟؟ وعليه يبدو نحن أمام نهاية غير سعيدة لقيادات الإنفصال السياسي التي كانت ولازالت لن تحمل لشعبنا وقضيته الوطنية غير الضرر والمستقبل المجهول ..!!
منار مهدي ..
التعليقات (0)