أوهام الترشح أمام السيسي!
هذا المقال؛ إما أن تقرأه كله.. أو أنْ تتركه كله!
1- بعد عشرات الجرائم لديكتاتور مصر خلال عشر سنوات؛ يعرف الإنسانُ والحجر أنَّ السيسي لن يتنازل عن الحُكم.
2- إن شعبا يخاف أفرادُه من خيالهم لن يذهب لصناديق الاقتراع الرئاسي بمحض إرادته.
3- لقد منح الديكتاتور السلطة بكل مفاصلها للقوات المسلحة وسلــّحها بالمشروعات والبزنس ورؤوس الأموال والسطوة، فكيف تُسحَب منها بديمقراطية ترتعش فور ذِكْر اسم الرئيس.
4- بعد ثورة 25 يناير المجيدة، ورفض الشعب المصري ما قام به أبناؤه الأنبياء الصغار، وحنينه المُذل للمخلوع الحرامي واعتبارهم غضب أبنائهم بعد ثلاثين عاما من النهب المتواصل أنه (وكسة)، فقد اتسعت المسافة بين الشعب وبين المشاعر الوطنية ومطالبات العدالة.
5- إن تمديد اللا شرعية للجهل تعادل تماما تغيير الدستور الذي كتبه السيسي بحذائه فوق رقاب المصريين؛ لهذا فعودته المؤكدة ستكون نهائية وأبدية،
وليتحمل منافسوه نتيجة جريمة الشرعية المُجددة.
6- إن السيسي يملك الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والدين والديون وقلوب العباد المرتجفة، فكيف يتخلى عنها وهو الذي ظل رافضا لعشر سنوات وجود فكرة مرشح منافس؟
7- الأحرار هم فقط الذين يتنافسون على خدمة الشعب؛ والعبيد يتسابقون لمسح حذاء سيدهم.
8- كيف يتجرأ مصري ويرشح نفسه رئيسا وهو مُحرّم عليه أن يعرف البنود السرية وشبكة علاقات المافيا المالية وديون مصر وشروط الدائنين وديون القوات المسلحة؟
9- حتى لو ترشح فلان وفلان وفلان، كما ترشح من قبل 13 قردًا إبان حُكم اللص المخلوع، فإن أمرًا مُلزما من القضاء الفاسد قادر أن يُعيد المرشَح إلى حُجْر ضيق أو حِجْر السلطة أو هراوة الأمن أو زنزانة نام في بُرشها قنصوة وعنان وأحمد شفيق .. وهنا سيخرج مئة مليون خائف لتأييد استمرار الديكتاتور.
10- جرائم السيسي منذ تولــّـيه السلطة لم يحدث مثلها في خمسة آلاف عام، من قناة السويس، وسدّ النهضة، والقروض المفزعة، وتوسعة نطاق الجهل، واختيار أنصاف الأميين في الخارجية والبرلمان وجامعة الدول العربية!
11- لو جمعتَ كل حُكّام مصر منذ بناة الأهرامات وحتى الآن لما تمكنوا من اختيار أعفن وأنتن وأجهل وأقرد(من القردة) من الإعلاميين المتواجدين حاليا بفضل اختيار السيسي لهم.
12- الذين زعموا ترشحَهم لانتخابات 2024 يستخفون بعقول المصريين؛ فالترشح له أصول وضوابط وليس (شو إعلامي) يتنافس فيه الفيسبوكيون والتويتريون واليوتيوبيون للعب دور وطني زائف قبل الموعد بأكثر من عام.
13- إنَّ الترشحَ على أساس ديني في بلد يعاني ثلثه من الأمية الكتابية، وثلثاه من الأمية الوطنية هو عملية تزييف للوعي، وخداع بغيض لربط القداسة المزيفة بالسياسة الفاسدة.
14- من يفشل في الانتخابات الرئاسية المزعومة يعرف مسبقا أنه ترشح لكي تزداد سنوات حُكم الديكتاتور حاملا صفة الشرعية التي أعطته إياه مسرحية سخيفة.
15- السيسي يملك كل وسائل الإعلام ويتحكم في الصوت والصورة والفكرة والمال والرهبة؛ ولا يوجد في مصر إعلامي واحد يستطيع أن يقضي حاجته أو يتبول أو يحلم أو يجامع زوجته دون التأكد من عدم غضب الرئيس، فكيف سينجو مُنافسُه من مصيدة الإعلام، العام أو الخاص؟
16- الانتخابات الرئاسية مسرحية هزلية، والمتفرجون عليها والمشاركون فيها بالتطبيل والرقص والمديح والرعشة أصفار بجانب أصفار، ولا أبالغ إنْ قلت بأن السيسي لو اتسعت زنزانة واحدة لمئة مليون فيستطيع حشرهم فيها!
17- كل الطغاة قاموا بتركيب فزّاعات في صدور شعوبهم، صدام حسين، القذافي، بينوشيه، هتلر، موسوليني، فرانكو، أنور خوجة، كيم يونج أون، بول بوت، سالازار، لوكاشينكو، ماركوس، سوهارتو، ماوتسي تونج، حسني مبارك، جان كلود ديفالييه، تشومبي، ليوبولد الثاني، وعشرات.. ومئات.. وآلاف غيرهم منذ قابيل وحتى الآن ؛ فكيف سيتسامح السيسي مع من ينظر في عينيه وهو الذي يؤمن أنه سيقف عن يمين الله يوم القيامة لمحاسبة المصريين؟
18- تستطيع أن تضع في صناديق الاقتراع بلبلا فيتحول إلى تمساح، أو حمامة فتخرج لك ثعبانا ساما، ونزاهة الانتخابات في مصر أسطورة على ألسنة الجبناء.
19- العائدون من الخارج حالمين بالترشُح سيكونون أمام الكلبشات أو الاغتيال ولو بعد حين، أو هم جسر لعبور السيسي من الرئاسة للرئاسة.
20- تستطيع أن تجمع من مآسي المصريين في عشر سنوات سيساوية عشرات الآلاف من حكايات الذئب وذات الرداء الأحمر، وتستطيع أن تجمع مرادفات لها تحت عنوان( إحنا آسفين يا ريس) بعد بلل سروال المواطن.
21- انتخابات الرئاسة في 2024 ليست أكثر من صفع الرئيس قفا كل مُصدّق ومشترك ومقترع وصامت ومبرر ومؤيد ؛ بل إن تماسيح النيل بالقرب من سدّ النهضة أرحم من عذابات سجون السيسي.
22- الاحتجاج أو التمرد أو الاعتصام أو النقد ممنوع تماما، بل إن مظاهرة من خمسة مصريين في شارع خالٍ من المارة يعتبرها السيسي محاولة انقلاب، فكيف يتصور مصري وضع اللهُ في جمجمته ذرة من الفكر والموضوعية أن الانتخابات الرئاسية حقيقية وليست تكملة لسلسلة حول رقاب شعب حمل حضارات الدنيا فوق ظهره، فجعله السيسي يموت بالسكتة الدماغية إذا ذُكِرَ اسمه جهرا أو همساً؟
23- محاصرة الشعب المصري في مصيدة العسكر/الاخوان، جعلت العقل يتوقف عن التفكير والنقد والبحث عن حلول، فالمصري لا يفهم غير أن مصر مقسّمة بين اليونيفورم والجلابية، بين البندقية والزبيبة، لذا لا توجد قناة تلفزيونية إلا وهي بندول يتراقص بين المرشد والمشير، وهذا ضمان لعودة الديكتاتور للحُكم ثلاثين عاما أخرى.
24- القنوات التلفزيونية الاخوانجية لا تبث؛ لكنها تنتقم، ولا تشرح، لكنها تثأر، ولا ترى في مصر عيدا وطنا، إنما انقلاب ضد الملك فاروق والاحتلال البريطاني وجنوده الذين استقروا في قناة السويس حتى طردهم(الانقلاب)، فزاد حنين المصريين لعودتهم.
25- لن تنجح أي انتخابات رئاسية قبل تنظيف ذاكرة المصريين في القضايا الثقافية والتاريخية والوطنية والدينية!
26- كيف ينتخب المصريون رئيسا لهم وهم يعيشون في القرن الثالث أو الرابع أو الخامس الهجري، فثلاثة أرباع الحوارات عن مجهولات دفنها التاريخ، فاستخرج المصريون رفاتها، وتناقشوا، وتحاوروا، وتجادلوا حول معارك وصراعات وأشعار وأحاديث وحروب، حدثت أو لم تحدث؟
27- لن يتمكن المصريون من معرفة الأصلح لحُكِمهم قبل استعادة المشاعر الوطنية التي حفظت لمصر ذاتها واستقلالها ونهضتها وحتى في لحظات الهزائم العسكرية.
28- إذا لم يكتشف المصريون طوال عشرة أعوام من أحاديث وحوارات ومناقشات وأوامر وتوجيهات الرئيس السيسي أنه أجهل مَنْ حَكَم أرض الكنانة في آلاف السنين، فكيف سيزحفون لصناديق الاقتراع المعروفة نتائجها سلفا؟
29- يهرب المصريون من الواقع والحقائق إلى الماضي والتاريخ والأسماء التي حكمتهم، وتتم بالتالي تبرئة أي ديكتاتور جديد مقارنة بديكتاتور بائد.
30- قنوات المعارضة المصرية مصنوعة للثأر والانتقام، رغم ما فيها من بعض الحقائق، وقنوات الدولة الحكومية مصنوعة لتدريب البلهاء على لذة الاغتصاب.
أمامي عشرات من الموضوعات عن المرأة والتطرف المدعوم من القصر، والسرقات العلنية وبناء القصور والاستراحات وعشرات الآلاف من أبناء المصريين المنسيين في زنزانات باردة تحت الأرض...
وأمامي أيضا عشرات أخرى من جرائم يشيب لها شعر الولدان ومنها نفقات السفهاء والقروض والمشروعات التبذيرية وبيع الأرض والنهر والبحر والغاز والبترول ...
وأمامي عشرات من البكائيات على الاقتصاد والسياحة والنهب والجهل القضائي وملايين من القضايا العدلية المركونة تحت حذاء القضاة والمستشارين...
وأمامي انهيار ثقافي كامل حتى أن الإعلامي والصحفي والقاضي والمحامي والمستشار والأستاذ الجامعي لا يستطيعون القراءة الصحيحة إلا بشق الأنفس...
وأمامي بكائية من نوع آخر، وهي غياب دور مصر القومي والحضاري والعلمي لتحل محله أحلام الهجرة من أرض الكنانة إلى أرض المعاد في الغرب أو أمريكا أو أستراليا أو كندا او الخليج...
وأمامي أحزن بكائية وهي غياب مصر عن دورها في قضايا العرب والمتوسط والقارة السمراء ...
وأمامي قضية إخراج القوات المسلحة من دورها، لتحل محل الشعب في البيع والشراء والبزنس مع امتيازات في الضرائب والتسهيلات الجمركية..
وأمامي أخطر ما يواجه مصر من هوس ديني تصغر بجانبه بوكو حرام وطالبان وأصبح الخوف من الجنس سيد المصريين، والرغبة في جنس الحور العين في الآخرة هو الحلم الدائم..
وأمامي محاكم التفتيش الأزهرية التي لا ينقصها غير فتح الصدور للتأكد من داعشية الفكر الجديد.
وأمامي الخوف.. الخوف.. الخوف حتى بتُّ لا أصدّق أن سروال المصري جاف إذا تحدث مع مسؤول!
ومع ذلك فالانتخابات الهزلية لإعادة الديكتاتور إلى مقعده الذي لم يغادره، وإحنا آسفين يا ريس.
الموضوع يحتاج مني إلى عشرات الساعات للكتابة فيه وعنه، والبكاء على مصرنا الحبيبة والصامتة والخائفة من نفسها ومن أبنائها.
لن أطلب من أحد أن يُعيد ارسال هذه الرؤية لأحد، فلن يقرأها من ألفها إلى يائها غير عدد يقترب من الصفر!
إنها رسالة عشق لمصر وسيظنها الكثيرون هجاء.
الانتخابات إذا صححناها فستكون: السيسي ينتخب الشعب، وليس الشعب يقترع للسيسي.
أتفهم الخائفين الذين لم يقرأوا أكثر من خمسة أسطر فالمسلسل التلفزيوني سيبدأ بعد قليل!
المصريون يكرهون القراءة عن أزماتهم ومعاناتهم، لذا فانتخاب الرئيس القديم جديدًا أكثر سهولة من البكاء على أطلال وطن.
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
التعليقات (0)