أجرت كريستيان امانبور كبيرة مراسلى "سى ان ان" فى الولايات المتحدة الأمريكية مناظرة هي الأولى من نوعها بين الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير وأحمد عز أمين لجنة التنظيم في الحزب الوطني الديمقراطي.
أكد الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه يربط بين دخوله سباق الانتخابات الرئاسية فى مصر العام القادم وبين حصوله على ضمانات بإجراء انتخابات نزيهة من خلال تعديل مواد الدستور المصرى، مؤكدا أن الترشح للرئاسة ليس هدفه وانما يريد أن يرى مصر تخطو خطوة حقيقية على طريق الديموقراطية. وبدا البرادعى خلال الحوار هادئا وواثقا من كلامه ، وهو ما دفع محاورته الى سؤاله عن سلامته الشخصية وقلقه بشأن مضايقات النظام الحاكم له.
فيما قال امين لجنة التنظيم في الحزب الوطني الديموقراطي احمد عز أن الحزب الوطني سيتخلى عن قانون حين يعم السلام في الشرق الاوسط. وزعم عز ان الدكتور محمد البرادعي متحالف من تيار متشدد من اليساريين والاخوان المسلمين، مضيفا ان معضلة البرادعي في الترشح للانتخابات الرئاسة 2011 هي "الدكتور البرادعي نفسه".
كما استضافت كريستيان امانبور في حلقتها الخاصة الدكتور سعد الدين إبراهيم الناشط الحقوقى والسياسى المعروف..
وفيما يلي نص اللقاء..
محمد البرادعى : الرئيس يحكم بقانون الطوارئ منذ 30 عاما .. وهو دليل على عدم وجود ديموقراطية فى مصر
س: الدكتور محمد البرادعى، لقد دخلت عالم السياسة، فماهو الطريق الذى ترى أنه الأنسب لتحقيق التغيير فى مصر؟
ج : تغيير الدستور المصرى فى أول أولوياتى حاليا وذلك للسماح بإشراف دولي على الانتخابات، وتشكيل لجنة انتخابات مستقلة بالاضافة الى ضمان حرية الإعلام، لأن الدستور الحالى أتاح للرئيس مبارك رئاسة البلاد بقانون الطوارئ لأكثر من 29 عاما منذ اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
س: ألا ترى أن تحديك للنظام الحاكم قد يؤثر على سلامتك الشخصية مثلما حدث مع أشخاص آخرين تحدوا النظام وكانوا يحظون بتأييد الناس؟
ج: أنا لا أخشى على "سلامتى الشخصية" وانما أعمل على أن يحصل المصريون على التغيير – وبالتالى الديموقراطية- التى ينشدونها لأنهم يستحقون حالا أفضل مما هم عليه الآن، فأنا لا أفكر فى مسألة "أمنى الشخصى" مطلقا لأن التغيير فى مصر سيؤدى بدوره الى التغيير للأفضل فى العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط، وأن المصريون بدأوا مطالبتهم بالتغيير الفعلى من خلال الاحتجاجات التى ينظموها فى الوقت الحالى.
س: وما هى رؤيتك الأساسية للتغيير وما أول مطالبك لذلك؟
ج: إن الدستور الحالى لابد أن يتغير لأن الطريقة التى وضع بها لا تتيح للجميع المشاركة والترشح فى الانتخابات الرئاسية وانما تمنح هذا الحق لقلة محدودة جدا،لأن الديموقراطية لم تعد جزءا من الحياة المصرية منذ أكثر من 50 عاما، فالوقت قد حان ليحصل المصريون على هذه الديموقراطية التى حرموا منها طوال السنوات والعقود الماضية.
س: وكيف تتخذ خطواتك لتحقيق هذا التغيير المنشود فى ظل غياب الديموقراطية فى مصر فى الوقت الراهن؟
ج: لدينا رئيس في السلطة يحكم منذ 30 عاما، وكذلك قانون طوارئ مطبق منذ 30 عاما – أى منذ بداية حكم الرئيس الحالى- وهذا يدلل بوضوح على عدم وجود ديمقراطية في مصر"، ونحن ننظم حملة شعبية تضم كافة التيارات السياسية في مصر من خلال الموقع الإجتماعي "فيس بوك،" لتقديم مطالب التغيير بشكل يضمن وجود التعددية فى النظام السياسى المصرى، فالحركة التى بدأت لمساندتى عبر الموقع الاجتماعى فيس بوك مجرد حركة سلمية عادية ولكنها تحظى بشعبية كبيرة لدى المصريين الذين لم يكتفوا بتقديم الدعم من خلال الانترنت فقط وانما أجد فى كل مكان أذهب اليه فى مصر دعما كبيرا لفكرة التغيير.
س: ألا ترى أن مؤيديك برغم وصولهم الى 200 ألف شخص مازالوا قلة للمطالبة بالتغيير وأنك بحاجة لدعم المزيد من الناس؟
ج: بالنسبة للشعب المصرى فأنا وكيل حقيقي للتغيير، وبالنسبة للنظام فأنا شخص "غير واقعى" فلا يمكن لي حتى الحصول على مقرات أو جمع الأموال للحملة المطالبة بالتغيير، ولكنى أحظى بدعم الكثير من المتطوعين الشباب في كل مكان بالبلد يناقشون التغيير ويشرحون للناس كيفية تأثيره على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية"، فالوضع الحالى فى مصر أشبه بـ "الفجوة السوداء" وسأبذل ما فى وسعى ليخرج المصريين من هذه الفجوة، فمواد الدستور المصري تشترط فيمن يريد ترشيح نفسه لمنصب الرئيس أن يكون عضوا لمدة سنة على الأقل في لجنة عليا لحزب حاصل على ترخيص بالنشاط من لجنة شئون الأحزاب، أو أن ينال تزكية 250 من أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية، وكل هذه المجالس يسيطر عليها الحزب الوطنى الحاكم.
أحمد عز: سنتخلى عن الطوارئ عندما يعم السلام في الشرق الاوسط
س: لماذا لا توجد خطط معلنة للخلافة؟
ج: مصر تمر بوقت مثير جدا، مصر تتطور في كل مناحي الحياة اليومية. والتنوع السياسي الذي يحدث في مصر حاليا لم يشهده جيلي. الدكتور البرادعي مرحب به وشخص جدير بالاحترام البالغ ومرحب به للمشاركة في الجدل السياسي الحيوي. والطريق مفتوح امامه لخوض الانتخابات الرئاسية في العام 2011 اذا اراد اختيار ذلك. ودستورنا يعترف بالاحزاب السياسية التي تستند الى قواعد سياسية واضحة.
س: كيف يمكن للبرادعي ان يترشح للرئاسة في مصر، الامين العام لجامعة الدول العربية اعلن استعداده للترشح للانتخابات، ثم عاد وقال ان الطريق للترشح لانتخابات الرئاسة مسدود؟
كما اسلفت ذكرا ان الدستور يركز السياسات في الاحزاب ذات القواعد السياسية الواضحة. هناك 24 حزبا سياسيا في مصر، واي من هذه الاحزاب يستطيع ان يتقدم بمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ونصف هذه الاحزاب على سبيل المثال طالبت البرادعي بان يكون مرشحها في الانتخابات، لكن الدكتور البرادعي يتردد ويفضل بدلا عن ذلك خوض الانتخابات كمستقل. وحزبي "الحزب الوطني الديمقراطي" اعلن ترحيبه بان ينضم البرادعي الى الاطار السياسي. واتمنى للدكتور البرادعي ان يفعل ذلك لانه بانضمامه الى احد الاحزاب السياسية سيوضع موقفه بالنسبة لقضايا كثيرة.
سمعت دكتور البرادعي يقول انه متحالف مع تحالف ضخم من المصريين، لكن الحقيقة انه متحالف مع تحالف متشدد من اليسار المتطرف الذين يتبنون فكرا قديما اثبت فشله في حقبة الستينيات، او جماعة الاخوان المسلمين اليمنية المتشددة الذين يتبنون الديمقراطية على طريقة الرئيس الايراني احمدي نجاد. وتابع عز "يبدو لي ان العقبة الوحيدة لترشيح البرادعي للانتخابات الرئاسية 2011 هي الدكتور البرادعي نفسه".
س: هل هناك سبيل لوقف او تعديل قانون الطواريء الذي يؤثر على الممارسات السياسية في مصر؟
ج: هذا غير دقيق، في الوضع الامني المشدد حول العالم كل الدول تصارع من اجل الطريقة الافضل لحماية مواطنيها، بما في ذلك مصر. وطالما كان هذا مثير للجدل. لديكم قانون "باتريوت" الأمريكي ولدينا في مصر قانون الطواريء. وهذا القانون يستخدم حصرا لمواجهة الارهاب او تجنب تهديد الارهاب. ولم يستخدم مطلقا لقمع الحياة السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية. ومؤخرا كشفنا شبكة لحزب الله اللبناني، وكشفنا مخططات لمهاجمة السفن في قناة السويس. ونحن نتطلع الى يوم نستغني فيه عن قانون الطواريء. وحين يعيش الشرق الاوسط في سلام مع نفسه سيكون الحزب الوطني هو الاول في الاستغناء عن قانون الطواريء.
س: سيكون ذلك بعد وقت طويل من الان، فيما ينبغي ان تستمر الحرب ضد الارهاب عالميا، لكن سؤالي هو لماذا تستخدم بعض هذه القوانين في قمع المسيرات السياسية كما حدث مؤخرا؟
ج: اقابل مظاهرات المواطنين امام البرلمان كل يوم في حياتي، والصورة الكاريكاتورية عن قمع المتظاهرين السلميين وانعدام حرية التعبير غير دقيقة.
سعد الدين ابراهيم : جمال مبارك لن يترشح للرئاسة لأنه لا يملك الكاريزما ولا الشعبية لخوض انتخابات
س: قل لى يا سيد ابراهيم .. فى ظل الظروف الراهنة فى مصر كيف ترى فرص الدكتور محمد البرادعى فى الترشح لرئاسة الجمهورية؟
ج: أن فرص البرادعى فى المنافسة على مقعد رئيس الجمهورية كبيرة وجيدة، فمثلا التغيير الذى حدث فى العالم خلال الثلاثين عاما الماضية، لم يكن أحد فى العالم يتصور حدوثه منذ 40 عام مثلا، وأبرز أمثلة هذا التغيير سقوط الاتحاد السوفياتى الذى كان أكبر قوة فى العالم منذ عقود قريبة، وهذه الأدلة تجعل فرص البرادعى قوية، خاصة وأنه منذ عاد من الخارج معلنا عزمه المشاركة فى الحياة السياسية المصرية والدعوة الى التغيير حاز على تأييد الكثيرين.
س: هل يستطيع البرادعى بالفعل الحصول على قوة تنظيمية؟
ج: وانا على ثقة من أن البرادعى لو أراد أن يحصل على قوة تنظيمية فإنه سيحصل عليها، خاصة وأنه لديه الكثير من المؤيدين والمتطوعين المقتنعين به والذين بلغ عددهم مئات الآلاف، المشكلة أن النظام يتعامل مع البرادعى على أنه منافس ، وقد استمعنا الى أحد المدافعين عن النظام وهو السيد احمد عز، والمشكلة أن النظام الحاكم فى مصر لا يستمع لمن يعتبرهم منافسين، ولذلك نجد أننا فى حاجة الى معجزة لاحداث التغيير، ولكن المعجزات تحدث فى الشرق الأوسط، بل ان الشرق الأوسط هو المنطقة التى حدثت فيها جميع المعجزات.
س: من خلال التجربة الأخيرة فى الانتخابات الماضية وحركة كفاية .. استطاع النظام أن يسجن منافسه الأساسى، فهل ترى أن النظام يمكنه أن يؤذى منافسه الجديد؟
ج: النظام الحاكم فى مصر لا يفهم سوى لغة العنف ولا يعرف طريق الحوار مع من يختلفون معه ، أنا شخصيا – وقد بلغت من العمر 70 عاما- وضعت فى السجن 3 مرات خلال فترة قصيرة، وخرجت من مصر كى لا أتعرض للمزيد، ولكنى حاليا أواجه نحو 7 قضايا أخرى قد تجعل النظام قادرا على القائى وراء القضبان وبالتالى أنا هنا فى المنفى".
س: اذن كيف ترى الجولة القادمة فى الانتخابات الرئاسية، هل سينافس الرئيس مبارك أم سيكون ابنه – جمال- هو الوريث؟
ج: من المستبعد أن يكون جمال مبارك المرشح القادم للحزب الوطنى الحاكم فى انتخابات رئاسة الجمهورية، وذلك لافتقاد جمال مبارك للكاريزما التى يجب أن يحظى بها رئيس الجمهورية وكذلك للشعبية بين المواطنين المصريين، كما أن فرصة البرادعى فى الفوز بانتخابات رئاسة الجمهورية كبيرة وذلك لأن الملايين من المصريين على استعداد للوقوف خلفه ومساندته وحشد الناس له، ففى حالة وجود انتخابات نزيهة ومراقبة دولية ستكون هناك فرصة كبيرة للتغيير فى مصر والعالم العربى أيضا.
التعليقات (0)