أول قرينة من نوعها على وجود صواريخ “دراغون” الأميركية المضادة للدبابات في أيدي المسلحين

مدنيون يبثون شريطا لواحد منه في “تلبيسة” يوم أمس ، وبسبب جهلهم به وباستخدامه يعتقدون أن الإدارة الأميركية زودت النظام السوري به لاستخدامه ضدهم !!؟

وضع مواطنون في منطقة “تلبيسة” بمحافظة حمص يوم أمس شريطا على شبكة “يوتيوب” تضمن مشهدا لصاروخ مضاد للدبابات لم ينفجر . وأغرب ما في الشريط هو أن المتحدث فيه (من”الجيش الحر” أو “التنسيقية”) يتحدث عن الصاروخ على أن النظام أطلقه عليهم في “ساحة الحرية” في بلدة “تلبيسة” شمال مدينة حمص ، وأن الأميركيين أعطوه للنظام السوري لكي يضرب به شعبه !! ، تابع الفيديو هنا ..

مشكلة المسلحين في سوريا ، وغير المسلحين من المتعاطفين معهم ، وهذا ما لمسناه وكشفناه عشرات المرات في هذا الموقع ، أنهم مجموعة من الأغبياء والحمقى في معظمهم .

ولا يشذ عن ذلك حتى الكثير من الضباط المتخرجين منهم في كليات عسكرية ، فقد شاهدنا العديد منهم ، كما يذكر قراء هذا الموقع ، وهم يسيطرون على كتائب “إس 200″ و عربات “أوسا” من صواريخ الدفاع الجوي في ريف دمشق ويقولون عنها “صواريخ مزودة برؤوس كيميائية” (وهو ما كرره حتى صبحي حديدي في إحدى مقالاته بـ”القدس العربي” كما رأينا في حينه) !!

وقبل يومين انتشر شريط يظهر أحد المسلحين عند “المتحلق الجنوبي” في دمشق وهو يصرخ فرحا بأنه دمر “دبابة 82″ ، رغم أنه لا يوجد دبابة بهذه الاسم في أي بلد بالعالم ، باستثناء المدفع الأمريكي المحمول المضاد للدبابات والدروع !

ومنذ أسابيع يتحدث الناس والإعلام عن صواريخ “سكود” التي يستخدمها النظام ضد المدنيين ، لكننا لم نر أيا منها ، علما بأن العثور على بقايا “سكود” ، حيث يسقط ، ليس أسهل منه ، بالنظر لاحتفاظه بأجزاء كبيرة منه ـ بعد انفجار الرأس الحربي ـ في هيئتها الأصلية . وحين عثرنا على قرينة من هذا الـ”سكود” (صاروخ لم ينفجر) ، اكتشفنا أنه لا علاقة بـ”سكود” من قريب أو بعيد ( انظر الصورة التالية) !!

الصاروخ الأميركي الذي نحن بصدده (في “تلبيسه”) هو صاروخ  ينتمي إلى فصيلة “دراغون” المضادة للدبابات . أما موديل هذا الصاروخ بالذات فهو Dragon M47 الذي دخل الخدمة في الجيش الأميركي لأول مرة في العام 1975 وخرج في العام 2001 ليحل محله جيل آخر من السلالة نفسها تحت اسم FGM-148 Javelin .

لكن “دراغون إم 47″ لا يزال في الاستخدام في عدد من الدول الحليفة لواشنطن ، وهي ـ تحديدا ـ إسرائيل والأردن والمغرب وهولندة وإسبانيا  وسويسرا وتايلاند .

والغريب في الأمر هو أن مزودي  المسلحين بهذا الصاروخ ، إذ ربما تكون الولايات المتحدة أو إحدى حلفائها ، لم يطمسوا الرقم الصناعي المتسلسل (رقم المنتج) P/N المطبوع عليه ، وهو اختصار لعبارة Part Number ، وهذا ما يسمح ـ بسهولة ـ  بتتبع مصدره وكيفية وصوله إلى سوريا ومن أين !

يشار أخيرا إلى أن ميزة هذا الصاروخ الأساسية ، وهذا سر تصديره إلى المسلحين ، أن المكان الأفضل لاستخدامه هو الشوارع ، فهو يعمل حتى مسافة دنيا تبلغ 65 مترا ، ومسافة قصوى تبلغ ألف متر ، ولا يبلغ وزنه سوى أقل من 10 كغ بقليل ، ويمكن استخدامه من على الكتف أو من منصة بسيطة يمكن للرامي استخدامها من وضعية الانبطاح .

النظام dragon المضاد للدبابات