عندما شاهد والدي رحمه الله منظر وزير الخارجيه السابق المرحوم أحمد ماهر محمولا ومغمي عليه إثر تعدي بعض الفلسطينيين عليه داخل المسجد الأقصي حزن عليه كثيرا وقال "مهما يكون فيه خلافات المفروض ميحصلش الكلام ده .. ده بيمثل مصر كلها " ولا أنكر أنني كنت عكس والدي تماما حيث تملكتني الشماته في الوزير الراحل . وبعد أن ترك الوزير منصبه وتحرر من ألاعيب السياسه وضغوطاتها الداخلية منها قبل الخارجيه وقرأت له بعض المقالات في بعض الصحف ورأيت الفكر الحقيقي للرجل كان تعليقي علي خبر وفاته علي موقع الصحيفه " رحم الله
الوزير أحمد ماهر ، فهو أول ضحايا سياسة الإنبطاح المصرية " . والملاحظ أن السيد عمرو موسي قد أفلت من تبعات نفس السياسة لأسباب عديدة منها الكاريزما التي يمتلكها أو بسبب الديكور اللفظي الذي أحاط به تلك السياسة فأخفي بجرأة كلامه بدايات ذلك الإنبطاح . وعلينا أن نعترف أن سياسة مصر تحتاج لإعادة ترميم فتراجع دورها واضح للأعمي قبل البصير . ونحن في زمن لم يعد يتحمل الأخ أخاه ولا الإبن أباه وظللنا نقتات علي تاريخ ناصع وراء ظهورنا وبأيدينا رميناه وكررنا مقولتنا عن الزمن الذي جبر " مصر ياما عملت " ، وطالما إستمرينا في مخاصمة دول وإمارات ودويلات
عربية صغيرة لأسباب مخجله وكذلك نقاطع دول يمكن أن تكون سندا وعونا لنا في قضايانا العادلة بدون أن نري أسباب مقنعنة لذلك ، فإن الوزير الراحل أحمد ماهر وإن كان هو أول من دفع وأول ضحايا تراجع سياسة مصر الخارجيه فلن يكون الأخير .
التعليقات (0)