أول رئيس عربي سابق...بقلمي

قبل خمسة اعوام اعلن رئيس بلد كان سابقاً يُلقب بالسعيد انه لن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة ورغم تشكيك المعارضة فأن اعلانه فاجأ الكثيرين مما دفع الدكتور احمد الربعي الى كتابة مقال مستبشراً بخروج أول رئيس عربي سابق لكن هذا الرئيس تراجع عن قراره مبرراً ذلك بقوله انه يريد ان يكمل المسيرة!.وعاجلت المنية الدكتور احمد الربعي ولم تمهله لعيش هذا اليوم حين اعلن نظيره التونسي انتظروني ثلاث سنوات ولا رئاسة مدى الحياة ولم يمهله التونسيون اكثر من ثلاثة ايام بطريقة دراماتيكية اشعلت حماس الكثيرين ورددوا اذا الشعب يوما اراد الحياة السؤال اين كان هذا الشعب طوال تلك السنين ولماذا لم يرد الحياة ؟والجواب واضح وضوح الشمس وهو انهم ارادوا الحياة لكن النظام الامني القمعي كان له رأي اخر فاين اختفى هذا النظام والم يستطع اسكات الجماهير مهما كانت عنيدة؟ كما فعل نظيره الايراني.لننظر الى تصريحات رئيسنا السابق فهو قال اولاُ أن الاحتجاجات غير مقبولة وتظر بصورة البلاد وان مثيري اعمال الشغب سوف يُعاقبون بشدة واعتبر ان وراء اعمال الشغب مناوئون مأجورون ضمائرهم على كف اطراف التطرف الارهاب التي تسيرها من الخارج ثم وعد بتوفير 300 الف فرصة عمل قبل 2012 ثم قال انه ملتزم بما وعد به عند توليه الحكم أن لا رئاسة مدى الحياة! وأنه ملتزم بشرط في الانتخابات القادمة عام 2014 اذ سيكون سنه حينها 77 عاما بينما الحد الاعلى 75 عاما!.ثم أمر قواته بالتوقف عن استخدام الذخيرة الحية مع المتظاهرين الا في حالات الدفاع عن النفس واعلن "تشكيل لجنة وطنية تترأسها شخصية وطنية لها المصداقية"لمراجعة القوانين ثم قرر"أعطاء الحرية الكاملة للاعلام بكل وسائله والانترنت"وفور هذا الخطاب تمكن مستخدموا الانترنت من الدخول الى الفيسبوك و ايلاف وغيرها من المواقع المحجوبة ووعد بتعميق الحرية والتعددية السياسية وقال أن الكثير من الامور لم تسير كما كان يريد.من يتابع خط التصريحات يلاحظ التغيير المفاجئ لغة الرئيس وهذا يقبل احتمالين الاول ان هناك مؤامرة دُبرت بليل وهذا مستبعد لانه في حالات الانقلاب يبقى المُنقلب عليهم يرددون الشعارات من الاذاعة حتى بعد احتلال القصر والاخر هو ان الرئيس صحا ضميره بعد فوات الاوان فتصريحاته ايامه الاخيرة بمجموعها غير مسبوقة لكنها كانت تدريجية.لم تنفعه تلك الصحوة لكنه قام بعمل_ربما دون ان يعلم_سيكون ذا تأثير كبير يمتد لعشرات السنين في المنطقة والعام بشكل مباشر وغير مباشر رحم الله الدكتور احمد الربعي وتحية الى اول رئيس عربي سابق.بعد كتابة هذا المقال اعلن صاحبنا مرة اخرى انه لن يرشح نفسه في الانتخابات القادمة سنرى اذا كان سيخلف وعده مرة اخرى ولعله لا يستطيع.