أولويات في طريق الإصلاح والتغيير في القرآن الكريم

إن هذا التوجيه قضية أساسية في المنهج الإصلاحي الذي يتبناه القرآن الكريم ثم يأتي بعد ذلك التأكيد على ضرورة العمل على تزكية النفس وصيانتها حتى تكون محصنة أمام تحديات الواقع ويشير القرآن إلى ذلك بقول ربنا عز وجل:"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" [الشمس : 7، 8، 9، 10].وجاء في حديث لأمير المؤمنين علي "إن النفس لجوهرة ثمينة من صانها رفعها ومن ابتذلها وضعها".وحذر القرآن من خطورة التوجهات النفسية السلبية على واقع الإنسان بقول ربنا عز وجل: "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [يوسف : 53. وفي المناجاة للإمام علي بن الحسين السجاد يقول:"الهي إليك أشكو نفسا بالسوء أمارة والى الخطيئة مبادرة وبمعاصيك مولعة". ولذلك يدعوا أمير المؤمنين علي لتربية النفس أولاً حتى يتمكن الفرد من النجاح في التأثير على الآخرين حيث أن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقال فيقول عليه السلام: الشيخ محمد علي المحفوظ "من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل غيره وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم".واعتبر القرآن الكريم ضبط النفس وصيانتها عن إتباع الأهواء الضالة مفتاحا للوصول إلى الجنة حيث يقول ربنا عز وجل:"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى" [النازعات : 40].وفي حديث جميل للإمام جعفر بن محمد الصادق يبين فيه كيفية التعامل مع النفس: "لا تدع النفس وهواها فإن هواها رداها، وترك النفس وما تهوى أذاها، وكف النفس عما تهوى دواها". ونهى القرآن الكريم عن الاعتداد بالنفس والتفاخر حيث يقول ربنا عز وجل:"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً" [النساء : 49].وفي ذلك يقول أمير المؤمنين علي: "من مدح نفسه

ولمتابعة الموضوع أنقر على الرابط التالي :

beladitoday.com/index.php