أولاد آدم

العالم لم يتغير . الحرب ما زالت قائمة تحصد البشر والداعون للحرب ما زالوا بعيدين عن آثارها والآمرون بإشعالها يأكلون شواءها ويطهون عليها الطعام ويصهرون فيها معادن الكره والغضب ويجففون فيها رطوبة الحياة ويجربون فيها سلاح الغدر والجبروت ويحرقون فيها تراث البشرية ويدمرون ما عمرت الأيدي الطيبة ويفسدون الأرض حتى لا ينبت فيها سوى رؤوس الشياطين, ويثيرون الغبار لتصدأ الصدور ويمطرون الأرض بالحمم ويغرقون الناس بالنقم ويرفلون في ثياب من الأشلاء والدم ويزرعون الحقد في الصدور حين تملأ الضحايا القبور وينتظر أهل الأموات فرصة الثأر والانتقام فما في الأرض أقسى من الإنسان الذي بدأ بقتل ابن آدم ولم يزل يقتل أولاد آدم لكن الله أراد ما أقام فيه العباد وله في ذلك حكم.