أوكرانيا ربيع أثمر

أوكرانيا ربيع أثمر 

إلى أوكرانيا هذه المره ، والعاصمة كييف تحديداً مهد الثورة البرتقالية التي أٌجهضت قبل عشر سنوات , فالفضائيات عادت إلى أوكرانيا من جديد تنقل ربيع أوكرانيا العاصف .

كل المشاهد بدأت شبيهة بمشاهد الربيع العربي فالملايين أفاقت من غيوببتها وأحتلت شوارع وساحات كييف ورفعت الأعلام وصدحت بهتافات الحرية والكرامة قوبلت صيحات باتهامات متعددة فلغة الإتهام واحدة حتى وإن صدرت من ألسنة لا تجيد التحدث بالعربية .

الرئيس الأوكراني عاش حياة باذخة كغيرة كم الزعماء الذين بمنأى عن المحاسبة والرقابة, بذخ وقمع وإستبداد سياسي وفساد إداري ومالي وسياسي وإستئثار بالسلطة .

المضحك في الأمرسيناريو الختام فالرئيس فر بطائرتة الهيليكوبتر وفور فراره صدرت مذكرة إعتقال بتهمة قتل متظاهرين , سيناريو شبيه بسيناريو الخامس والعشرين من يناير وشبيه بسيناريو زين العابدين مع فارق بسيط  ؟

تحرك نخب المعارضة الأوكرانية بمساندة شعبية ليس وليد الصدفة أو محاكاة لما جرى ببلدان الربيع العربي بل نتيجة طبيعية لحراك مدني مستمر فالثورة البرتقالية وما قبلها من حراك شكل قوة دعم للنخب , وأنشأ قاعدة جماهيرية أستندت عليها النخب التي بدأت تستقبل تهاني نظارائها العرب من الثوريين الجدد , ومن العواصم التي أيدت ربيع العرب بإستثناء روسيا القلقة من وصول الربيع إلى أراضيها المثقلة بتركة الشيوعية المتطرفة .

 ربيع أوكرانيا في طريقة لأن يٌزهر بسرعة على الرغم من محاولات وأده من قبل فلول الرئيس الفار وبمساعدة روسية , ربيع أوكرانيا كان هدفه إسقاط النظام , وتحقيق تطلعات الجماهير ومطالبهم الوطنية , ولم يضع ذلك الربيع في إعتباره إعادة زرع الإستبداد بل كان هدفه الصحيح إقتلاع نظام جثم على الصدور طويلاً وإعادة الحياة إلى الشارع المتعطش لأيام تغشاها الحياة والتعددية والتعايش والتداول السلمي للسلطة , ولم يكن بأجندات الثوريين المختلفين في الإنتماءات أوكرنة العالم بل هدفهم بناء أوكرانيا جديدة .

أوكرانيا بدأت في ترميم مدينة يتمنى سكانها أن تكون فاضلة وغيرهم في كل يوم يهدمون مدينة كانت قبل الربيع حالمة وبعدة هالكة , تلك المدن الهالكة ستستيقظ من جديد في يوم ما وسيزهر ربيعها في يوم من الأيام فالأيام دول وعلى ثوارها التمعن في التجربة الأوكرانية فهي دليل ملموس على الهدف والتضحية والطموح ودليل على أن الأرض للجميع بلا إستثناء , ثورة الشعوب وإن اٌختطفت ستعود في يوم من الايام لحضن من أطلق شرارتها فالثورة البرتقالية عادت من جديد وبسرعة لم يكن يتوقعها أحد .