سرعان ما انتهى حُلمي , بَدل كُل شيء , لم أعد أعرفني .
صَوتُّ بَعيد يشي بقترابك , الماضي يصنع خريطة مستقبلنا , يزرع صورتك في كل ردهة , يَسقي السنابلَ شبابك !
كيانك , إنه الماضي يضع أبجديات تاريخنا الآتي.. يجعل من كل اختناق حياة أخرى , يُذيب كل حقد يكونه حُبًا مُجردًا من كل شيء , ها هو الأن يعيد توضيف ألمي ! , يعيد تصنيع حلمي الخردة !
لو علمت أن أحلامي ستعلب في عقول آخرين ما حلمت بها , كل هذه الدنيا كل فكرة فيها فكرت بها مسبقًا ! وكل تلك الأفكار تكسدت شيء ما أنهاها قبل تاريخ صلاحيتها فكانت كأنها صكوك ملكية لكيانات ..و أشخاص أخرين ..
قد لا أبدوا رياضيًا. إن قلت إني أعد كل اللحظات والثواني كيف اجتمع صوتانا و الأن لن يعرفا أن يجتمعا ! لن يكون لنا صوت بعد الأن ..
كيفَ تحولتُ من شمس لقمر ؟ بل كيف أنمو من شجرة لِبذرة ؟
يَهبطُ الليلُ عُريانًا و لا تَحلُ الأعداد مسألتي الرياضية المعقدة, يُخيل لي أن أكثر الأشياء منطقية هيَ أكثرها نعتًا بالنقيض!
النقيض قال أوزان: - ما يعبثُ بتركيبتنا المزجية , بحروفنا , بماضينا حينَ يكتبُ مستقبلنا لا إنفكاك منه, أسمع دبيبَ نملة في رأسي ربما ضلت طريقها
ربما وجدت ثمرةً فيَّ تحملها على ظهرها , ربما كسر ظهرها !
... ربما ظنتني مستعمرتها/ مَلِكتها !
ها أنا أعاود الكتابة بقلمي الرصاص الذي لطالما كتبتُ به الأبجدية في صفوفي الدنيا , صدقوا كنتُ أشيخ حينها والآن يبدو أني أعيش عكسية الزمن في رأسي الذي يأبى التسليم للمناطقة بمنطقهم , يأبى أن يُحدد محددات للحلم !
كيفَ تكون إنسانًا ؟ _ وأنت مصنع يصنع ويصدر الأفكار للأخرين , بينما أفكارك لا تقوى العيش في محيطك تحتضر قبل ولادتها .
هذا الوسط الذي يعبثُ بجسدي لا علاقة لأبريل بكل ما حدث ..
إنه وصولي حَيثُ لَمْ أَصل ... !
و جدوي كصبارٍ على سطح المريخ !! , أو زهرة تعانق النيازك بكل أريحيه !!
أو ساعة تنهش حياة الوقت بكل رضى !
لا شيء يشبهك ..
غابة في احتراقك تشي بأحبابك , قليلاً ثم تمطر ..
ولا أحد يعرفني , إن عرفت كل شيء ..
إن كنت في كل التفاصيل إن حطمت الجسور حين تربط بين جسدي والمكان , بين جسدي والبوصلة !
لأكون جهة خامسة حيثُ لم أكن .. !
أفقدني , تفقدني البوصلة , تُفقد الجهات تُهاجر !
ترضع الألم برهة .. تبدل جلدها ..
تغير جسدها ..
تتشرنق تتحول ..
هي الوقت ..
هي المحيط ..
كيف تشير إلى حلمك كبوصلة , ثم في لحظة ما تفقد عملك !
وَ تطرد بحجة أن حلمك لم يعد لك .. هو الأن ملك لشخص آخر , ربما يراك فكرة , ربما يعرفك يعرف مجدك في رأسه المملوء بالأسئلة , رأسه الذي لن يفكر لحظة أن لك الحق في الحلم كما له !
لن يفكر إلاّّ كيف يحقق ذلك قبل أن يستهلك هو و الزمن ..
قبل أن يمضي كل شيء ولا يبقى أي شيء من الأشياء الماضية , الأشياء التي تمارس الهرب معنا
ستمارسه مع آخرين حتمًا ..
الأن .. أنت تستيقض كل صباح الساعة السابعة تحتسي قهوتك
ترتدي ملابسك و تتجه إلى عملك !
إلى الأن أنت تعيش ماضيك , لم يأتيك الحاضر والمستقبل بعد !
يا ألمك المتفجر في صدرك يأتي كتسونامي يحطم ضلوعك يخترق صدرك و يبعثر المكان يبعثر الصوت التائه في حنجرتك في قلبك الممزق مع كل نبضة !
المعاناة , تتوارث من جيل لآخر !
أقل من يعرف هيَ المعاناة ..
يا رب ...
سامحنا .
التعليقات (0)