مواضيع اليوم

أوروبا تستغيث من تسونامي الهجرة الغير شرعية ؟!

عبدالسلام كرزيكة

2011-04-10 09:24:56

0

أوروبا تستغيث من تسونامي الهجرة الغير شرعية القادم من السواحل الجنوبية .. من أفريقيا ! .. أفريقيا الشمالية التي تربطها بأوروبا (علاقة التناقضات) ، فتلك متقدمة كثيرا وهذه متخلفة جدا ، وتلك في الجانب المضيء من العالم وهذه في الجانب المظلم الذي يُمد الأوّل بالطاقة !.. وتلك جنانٌ على الأرض يتوق المحرومين من هذه للتمتع بفيافيها ، ويبذلون أرواحهم من أجلها ، ويُقدّمون أنفسهم قرابينا لها ، ووجبات دسمة على الزوارق والعوّامات لقروش البحر !.. فالإستقرار في بطون القروش ، وكذا الإرتطام بصخور شواطئ أوروبا ، والموت برصاص خفر سواحلها ، أهون من التعفن والموت بالتقطير هنا !..

أفريقيا الشمالية ـ وفي مفارقة عجيبة ـ هي صمّام الأمان لأوروبا من الزحف الأفريقي الأسود على أراضيها ، إلى جانب أنها المُصدّرالأول للهجرة الغير شرعية إلى أوروبا ، وهو ما تدُل عليه الأرقام الكبيرة للمغتربين الأفارقة شماليين على الأراضي الأوروبية ، مِن توانسة ومغاربة وجزائريين !.. فبالنسبة لهؤلاء ، السواحل الشمالية لاتعدو كونها إمتدادا طبيعيا ـ بحكم الجغرافيا وأيضا بحكم التاريخ ـ لسواحلهم الجنوبية القفرة حتى من المعاملة الإنسانية !..

ولحظة إنفجار صمّام الأمان ذاتيا ، بثورات شعبية مناهضة للأنظمة الرّاعية للأجندات الغربية  في المنطقة ، أخذت بعض تلك الأنظمة تهدد بفتح الباب على مصراعيه أمام الهجرة الأفريقية الغير شرعية إلى أوروبا !.. ونظرا لما تعرفه أوروبا عن خطورة تلك التهديدات ـ فيما لو كانت جديّة وفيما لونفذّها أصحابها المشهود لهم بالجنون المطلق ـ فإنها ركنت إلى التساهل (الفعلي) مع الطاغية الليبي ، رغم الشدّة (اللفظية والقولية) معه ، ورغم الإعتراف بمشروعية مطالب الشعب الليبي !.. بل وتمادت حتى بمساعدته على قصف المدنيين أحيانا بإسم (الخطأ) !..

القذافي الطاغية كان قد صرّح منذ بداية الثورة ضد نظامه ، بأنه سيُغرق أوروبا بالأفارقة ، مع منح (أعدائه الحلفاء) أفضلية حريّة التصرف فيما يشبه (الجراد الأفريقي) المُسرّب إلى هناك !.. أما أولئك الذين يُبقي عليهم في ليبيا ، فهو يعرف جيدا كيف يستفيد من جوانبهم الوحشية ، ويعرف كيف يعتصر شرور الأدغال من قلوبهم ، ليُحوّلها إلى بنزين يحرق به شعب ليبيا الأشم !..

وبعد أن لعب كل أوراقه المغلوطة والمغشوشة ضد شعبه ، لم يبقى له سوى الضغط على (بناة السّد الهش والوضيع) بلعب ورقة الهجرة الغير شرعية ، بالدفع بأعداد من الأفارقة إلى عرض البحر بإتجاه السواحل الأوروبية الجنوبية ، تجعل رادارات أوروبا تلتقط إشاراتٍ لما يشبه التسونامي ، فتنطلق الإنذارات ويُستنفر الإتحاد الأوروبي عن بكرة أبيه !.. وبين عشيّة وضحاها تُعاد صياغة القرارات ، وتتغير لهجة التصريحات .. وترتخي القبضة حول عنق الطاغية الذي يُحكِم بدوره القبضة على شعبه الأعزل ، ويستمر في حملة إبادته !.. وهذا ما دلّت عليه تصريحات قادة حلف الناتو ، والذين أصبحوا يقولونها صراحة ، بأن الخيار العسكري قد فشل في ليبيا !.. بعد ضربتين لمعاقل كتائب القذافي وثلاث ضربات لمعاقل الثوار !.. فأي خيار عسكري ـ ذاك الذي فشل حتى قبل أن يبدأ ـ يتحدث عنه هؤلاء ؟!..

لعله خيار عسكري لم يُوظف في الأساس في مكانه المناسب .. ففي النهاية ماذا تساوي أرواح آلاف الليبيين الذين يموتون بسلاح السّفاح ؟!.. فنفس السفاح يلعب دورا إستراتيجيا في حماية ملايين الأوروبيين من المد الجرثومي الأفريقي ؟!..

فيا لها من معادلة .. ويا له من تحالف .. ويا لها من نكسة في مواثيق الأمم المتحدة  .. ويا له من إستثمار لاإنساني في الموارد البشرية !.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تاج الديـن | 10 . 04 . 2011

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات