على النخب الأوروبية أن لا تنكر المخاوف من أسلمه مجتمعاتها.
ديمقراطيات تتشدق باحترام التعددية وتحارب الإسلام ،بعد أن أصبح يدخل في تكوين مجتمعاتها بل وصل إلى ابعد من ذلك، حيث بدأت ألمانيا منذ عامين بالسماح للمصارف الاسلاميه من الدخول إلى أسواقها، طمعا بمدخرات الأتراك والألمان المسلمين، وحذت فرنسا حذوها والتي كانت السد المنيع أمام الإسلام الاقتصادي و الاجتماعي والسياسي، كل ذلك جعل من الإسلام سببا وهاجسا للتغيير فأصاب الأوروبيون حمى كراهية الإسلام حيث أجاب السويسريون أمس عن أسئلة تتعلق بوجود الإسلام والمسلمين في بلدهم، في استفتاء أفضى إلى منع بناء المآذن في سويسرا.
هذه التساؤلات تعبر عن دواخل اغلب الأوروبيين تقريبا وقوة التأثير الإسلامي، فالحزب اليميني البلجيكي وحزب الحرية في هولندا أعلنا، تعقيبا على نتائج الاستفتاء السويسري، أنهما يعتزمان تقديم مقترحات لبرلمانات بلديهما لإجراء استفتاءات مماثلة، وتهدف إلى (تحذير المسلمين بأن عليهم التأقلم مع نمط حياتنا وليس العكس)، ولا تخرج نائبة رئيس الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبان عن هذا الخطّ، ففي تهنئتها على نتائج الاستفتاء السويسري، دعت لوبان (النخب إلى التوقف عن إنكار مخاوف الأوروبيين من جماعات الإسلام السياسي الآخذة في الانتشار بوضوح).
يتحدث د.هوفمان وهو السفير الألماني في الجزائر وبأعلان اسلامه أضاف لأهل الإسلام منطقا غربيا بعقيدة إسلاميه صحيحة ،عن التوازن الكامل والدقيق بين المادة والروح في الإسلام فيقول : ما الآخرة إلا جزاء العمل في الدنيا ، ومن هنا جاء الاهتمام في الدنيا ، فالقرآن يلهم المسلم الدعاء للدنيا ، وليس الآخرة فقط ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً )
ويعلل د.هوفمان"الإسلام دين شامل وقادر على المواجهة ، وله تميزه في جعل التعليم فريضة ، والعلم عبادة … وإن صمود الإسلام ورفضه الانسحاب من مسرح الأحداث ، عُدَّ في جانب كثير من الغربيين خروجاً عن سياق الزمن والتاريخ ، بل عدّوه إهانة بالغة للغرب".
كما يزجي د.هوفمان، في كتابه الإسلام كبديل، نصيحة للمسلمين ليعاودوا الإمساك بمقود الحضارة بثقة واعتزاز بهذا الدين ،حيث يقول "إذا ما أراد المسلمون حواراً حقيقياً مع الغرب ، عليهم أن يثبتوا وجودهم وتأثيرهم ، وأن يُحيوا فريضة الاجتهاد ، وأن يكفوا عن الأسلوب الأعتذاري والتبريري عند مخاطبة الغرب ، فالإسلام هو الحل الوحيد للخروج من الهاوية التي تردّى الغرب فيها ، وهو الخيار الوحيد للمجتمعات الغربية في القرن الحادي والعشرين.
الإسلام هو الحياة البديلة بمشروع أبدي لا يبلى ولا تنقضي صلاحيته، وإذا رآه البعض قديماً فهو أيضاً حديث ومستقبليّ لا يحدّه زمان ولا مكان".
الخوف من أسلمه أوروبا يشتد بعد سقوط الاشتراكية وتهاوي الرأسمالية واقتناع بعض الانظمه الغربية بأن الاقتصاد الإسلامي قد يكون الحل بعد أن اظهر النظام الاقتصادي الإسلامي مرونة واحتمال للازمة العالمية الاخيره استدعى تدقيقا من قبل واضعي السياسات ألاقتصاديه العالمية.
وحتى نفهم الرفض علينا قراءة ، تأييد وزير قيادي في رابطة الشمال الايطالية للناخبين السويسريين وقف تشييد المآذن، بقوله "إن المئذنة أمر مختلف تماماً عن المسجد، وهي تمتلك معنى رمزياً قوياً يتجاوز البُعد الديني، ويخرجها عنه ليجعلها تكتسب مفهوماً بعيداً عن الصلاة".
إنهم يستشعرون مدا إسلاميا من الداخل فيهاجمونه خوفا.
التعليقات (0)