أوردوغان حليف الشيطان
في كل مرةِ يُثبت ذلك الشخص أنه مُصاب بعقدة السعودية والحرمين الشريفين ، تلك العُقده تعود لسببِ بسيط ألا وهو رغبته في ضم البقعتين الشريفتين تحت زعامته بصفته كما يُقال عنه وريث الخلافة العثمانية التي حاولت استعمار شبه الجزيرة العربية في قديم الزمان ، أوردوغان شخصية براغماتية منذ أن كان عضواً بحزب الرفاه قبل إلغاءه بتهمة مناهضة العلمانية في العام 1998م ، تدرج أوردوغان في السُلم السياسي بداءً من بلدية اسطنبول التي حقق بها تنمية جعلته حديث العالم الثالث وبطلاً يجب استنساخه بالوطن العربي وصولاً لكرسي الرئاسة بعد أن أمضى فترةً ليست بالقصيرة على كرسي رئاسة الوزراء ، منذ أن صعد نجمه وبرز وهو يتقمص شخصية الحاكم العادل المؤمن المؤتمن نصير الأمة وقضاياها فلا تكاد تمر نازله إلا وتجده يخرج إلى العلن يُصرح ويخطب في جماهير حزبه مُعلناً رفضه واستنكاره وشجبه وداعياً العالم إلى اتخاذ موقف حازمِ وصارم الخ ذلك من العبارات الرنانه التي سبق لرؤساء مثل صدام ومعمر وجمال عبدالناصر أن استخدموها لدغدغة مشاعر الجماهير الحائرة آنذاك ، صدام وجمال ومعمر كانوا يغردون ويروجون لفكرة العروبة مع إختلافاتِ بسيطة في لغة الخطاب لكن مواقفهم كانت استعداء أي بلدِ يقف محايداً أو مضاداً لمشروعهم الجيوسياسي التدميري فماتت مشاريعهم قبل أن تولد والتاريخ شاهد على تلك الحقبة التي كان الشارع العربي يقف مترنحاً بين قوى اليمين وقوى اليسار ، أوردوغان لا يختلف عن جمال وصدام ومعمر في الهدف مع إختلاف في الرداء فرداء أوردوغان إسلامي لا قومي عروبي ، رداء أوردوغان الإسلاموي بمثابة رداء سوبر مان دخل به من كل نافذة وعبر به كل قُطر ونفذ به إلى قلوب السُكارى الذين يحلمون بُمنقذِ ينقذهم من سكرتهم السياسية ، سبب كل ذلك هو إجادة أوردوغان للغة الخطاب ووجود طابور خامس يؤمن بالإسلام السياسي كفكرة سياسية تنهض بالأوطان وتُعيد للأمة أمجادها ، النهوض بالأوطان لا يكون بالإيديولوجيا الدينية المتطرفة وإستعادة أمجاد الأمة لا تكون عبر وسيلة كانت فيما مضى سبباً في تدميرها عبر إستغلال الدين للوصول إلى السُلطة وإن كان الثمن تكفير وقتل نصف المجتمع تحقيقاً لتلك الغاية القذرة .
يظن الطابور الخامس أن أوردوغان سيكون حليفاً لهم فمواقفه تجاه حركات الإسلام السياسي وتجاه منظريها وداعميها وولادته سياسياً من رحم الإسلام السياسي جعلتهم يرون فيه الخليفة المُرتقب لتحقيق حلم الخلافة الإسلامية من المُحيط إلى الخليج ، لا يدرك الطابور الخامس أن رؤيتهم تلك خائبة مثل خيبتهم الفكرية فأوردوغان دكتاتوري صِرف يقمع الأقليات المناديه بحقوقها داخل تركيا ويُطارد بنات جنسها خارج الحدود ويعتقل كل من يشك في ولاءه لشخصه لا لقيم الجمهورية التُركية ، تاريخ أوردوغان مليء بالمُتناقضات ففي خطبه يقف بوجه إسرائيل وفي الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي يفتح تُركيا لذلك الكيان بلا قيدِ أو شرط ، أوردوغان ليس حليفُ لأحد هو يؤمن بالإسلام السياسي ويستثمر ذلك المفهوم للحياة والسياسة لتحقيق غايات دنيوية أهمها السُلطة وقد تحقق له ما آراد بتركيا وبقي له إعادة الخلافة العثمانية من جديد فوجد في الطابور الخامس ضالته فالإيمان بالخلافة عاملُ مشترك بينهما وإن كانت على حساب قيم وتوابث دينية وممتلكاتِ وأرواح بشر وهذا ما لا يُقيم له الإسلام السياسي أي وزن فقاعدته التي لم ولن تتغير "الغاية تُبرر الوسيلة" ومن هنا ولد العُنف على يد جماعة الإخوان التي أعادت إحياء تلك القاعدة من جديد بعدما كانت بطيء الكُتب التي يقول عنها المتعصبون أنها دليلُ على حضارةِ لا يمكن نسيانها حضارةُ عمرها قرون طويلة تمتد من بغداد إلى الأندلس والخليفة هو مشعل تلك الحضارة ونورها الذي يتنقل بين أحضان الجواري صباح مساء ؟
@Riyadzahriny
التعليقات (0)