علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
كانت حفلة كاظم الساهر التي جرت في دبي قبل نحو اسبوعين فرصة لسقوط عدد من الفتيات المعجبات مغمى عليهن لأنهن لم يصدقن ان يشاهدن الساهر وجها لوجه وعلى خشبة مسرح دبي!
لم تسقط الفتيات على الارض من خشية الله او استحضارا لمصائب آل البيت او حزناً على مصائر العوائل المهجرة قسريا التي وجدت نفسها صفر اليدين والجيوب على قارعة الطريق بانتظار صدقات المحسنين!
أرأيت هذه المفارقة الكبرى بين فتياتنا وفتياتهم وبين احزاننا الحقيقية واحزانهم المزيفة ومعاناتهم المستوردة التي لاتتجاوز التخلص من بضعة كيلو غرامات زائدة عن الجسم بالريجيم وبالتخسيس او معالجة حالات الاكتئاب من عدم الحصول على احدث الازياء بينما فتياتنا يناضلن في الطوابير والدوائر والمعامل والمدارس في معركة الوجود.
اورام الترف مشكلة في المجتمعات التي تسبح على بحار النفط والامان بينما يعاني المواطن العراقي البسيط من سوء التغذية وغياب معنى (مواطنته) وهو يلاحق في كل مكان بمطالبته بالمستمسكات الرسمية وعلى رأسها البطاقة التموينية وهوية الاحوال المدنية- بعد حذف اللقب طبعا- وشهادة الجنسية العراقية -بعد حذف مكان الولادة- وشهادة حسن السلوك والتنظيم.
نعيش في دوامة لاتنتهي ومع ذلك ظل المواطن رافعا رأسه متحسسا اياه لأنه مازال في مكانه وهو يعي ان الحياة في العراق استثنائية بكل معنى الكلمة وان الواقع سحري ولا يمكن تصديق وقائعه حتى في الافلام السينمائية.
ومع كل هذا يجد العراقي نفسه سعيدا وهو يمارس كدحه اليومي من اجل البقاء حياً لأنه انسان استثنائي تكيف مع ظروفه الاستثنائية واستطاع ان يصنع حريته بنفسه ويفتح نافذة لغد اخضر ذي سماء زرقاء!.
التعليقات (0)