" نرفض لجوء سوريا لخيار القمع ، وعلى الأسد أن يغير سياسته ليقود التغيير في سوريا ، أو يتنحى " .
هذا ما جاء في خطاب أوباما الأخير ، ما يدفعنا الى القول بأن أدارة أوباما لازالت ترى أن بحور الدماء اللتي سالت على يد بشار "الأسد على شعبه" وجرائمه البشعة قابلة للغفران من قبل المجتمع الدولي اللذي تقوده الولايات المتحدة ، أذا ما غير سياسته القمعية الحالية ضد شعبه لتحقيق التغيير في سوريا .
والسؤال هو ، أي تغيير هذا اللذي يتكلم عنه أوباما بعد أنهار الدماء اللتي سالت ، والأطفال اللتي قتلت وسجنت وعذبت ويتمت ، والبيوت اللتي جيست ، والأعراض اللتي هتكت ؟ .
القتل والتعذيب وهتك حرمات البيوت جرائم بشعة ، وقتل نفس واحدة بغير حق كأنه قتل للناس جميعاً فما بالك بالألاف ، ومادامت هذه الجرائم قد أرتكبت بالفعل ، فلقد أصبح القصاص من بشار واجب شرعاً وقانوناً أحقاقاً للحق أولاً ، ولردع أي مجرم يحاول أرتكاب ذات الجرائم في المستقبل ثانياً ، لذا فأن الحديث الأمريكي عن قيادة بشار لتحول سوريا الى الديموقراطية " أذا ما غير سياساته الحالية تجاه شعبه " ما هي ألا محاولة خائبة ومستحيلة للرجوع بالزمن الى الوراء .
أن اي نوع من أنواع الصفقات مع هذا السفاح سيكون تغييراً أمريكياً متعمداً لصفة "جرائم" اللتي تنطبق دون أدنى شك على الأفعال اللتي أرتكبها بشار بحق شعبه ، لصالح أوصاف أخرى لاتستحق العقاب ، لا بل وتستحق الثواب بالبقاء على كرسي القيادة السوري للتحول نحو الديموقراطية والحرية ، وما قاله أوباما بالأمس يعني أن الغرب اليوم يعيد في سوريا ذات الخطأ اللذي أرتكبه حين قامت ثورات مصر وتونس ، خطأ التريث والتربص بأنتظار ما ستؤول اليه الأمور ، فلعلها تستتب للطاغية مرة أخرى بخطوات تسكت الشعب الثائر وتخمد ثورته ، ليستمر في الصفقة المفضلةغربياً وصهيونياً قبل ثورة الياسمين ، حراسة مصلحة الكيان الصهيوني اللتي أكد أوباما بالأمس أنها هي ذاتها مصلحة الولايات المتحدة والغرب ، مقابل ضمانات غربية للبقاء على الكرسي ، وهي لعبة ماعادت تنفع في زمن الربيع العربي .
التعليقات (0)