مصر في موقعها السياسي و الجغرافي و الأجتماعي تعتبر مركز ثقل دولي و اقليمي لا يستهان به و تعتبر ثمرة التغيير الذي بدأ قي الشرق الأوسط بعد حرب اكتوبر عام 1974 ،حيث كان لابد من نشر التوازن بين السياسات المتوارثة التي تولدت نتيجة رد فعل لصراعات القوى الراسمالية الغربية و المد الشيوعي والأشتراكية، وتمخضت تلك المرحلة في ارساء حجر الأساس لعملية السلام بين دولة اسرائيل و دول المنطقة ومنها تنشأ ارضية لأستقرار المنطقة في الأحتكام لطاولة المفاوضات بدلا من الحروب و العمليات العسكرية التي استنزفت طاقات بشرية و مادية دون جدوى, تلك كانت البداية و الدعم الغربي لمصر جاء لدعم التوجه السلمي لحل ازمة الشرق الأوسط المتمثلة في القضية الفلسطينية و هذا الدعم استغل من القيادات السياسية لتثبيت مواقعهم بشكل عنيف، من خلال قمع الحريات العامة و تحديد التوجهات السياسية للأحزاب ومن ثمة الأنفراد بالسلطة من اجل دعم التوجه للسلام مع دولة اسرائيل و بالطبع الأوضاع الداخلية انذاك كانت تستوجب تلك الحالة و كانت مدعومة من الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية ، اما اليوم او بالأحرى في المراحل الأخيرة استنتج الغرب ان عملية السلام تفتقد لثقافة السلام و ان الأنظمة العربية التي دُعمت في السابق بدلا من أن تنشر ثقافة السلام بين شعوبها ، عملت على تفريق توجهات شعوبها بأتجاهات مختلفة و زادتها من التطرف و ان السلام بقيَّ فقط قي بروتوكولات الدولة و لم يتطور لتطبيع في العلاقات الشعبية ، فشعبا بلا وظائف و جائع و متعطش للحرية و قابع في قعر التخلف لن يخدم التوجهات نحو السلام.
مما تقدم يمكن تتوضح الصورة لمستقبل السلطة الجديدة في مصر، حسني مبارك أُقيل غربيا قبلَ ان يُقَال من قبل الشعب المصري ، المطلوب حكومة لاتبخل في العطاء من اجل نشر ثقافة السلام ، لكن في اطر لا تقهر طموحات الشعب للحرية و رفع المستوى المعيشي و محاربة الفساد الأداري و تحسين الوضع الأقتصادي ، حيث هذه الأمور هي بديهيات طبيعية لدفع الأنسان للأحتكام لمبدا المفاوضات بدلا من السلاح في حل النزاعات ، حيث عملية الحفاظ على المكاسب و ارتقاء المستوى المعاشي و الثقافي ستكون من اولويات الشعوب.
و من هنا جاء بيان البيت الأبيض في دعم مطالب المتظاهرين الشباب ضد الرئيس المصري حسني مبارك و جاءت نصائح المسؤولين الأمريكيين له في التنحي و نقل السلطة بشكلا آمن و هذا مؤشر تحذر فيه الولايات المتحدة الأمريكية حلفاءها العرب بذات مصير الرئيس مبارك و كما ذكر الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت في مقابلتهِ لأحد الملوك العرب حين اكثر هذا الملك في الحديث عن الصداقات المتينة و الوثيقة حينها ظجر روزفلت فقاطعهُ قائلا" ليس هناك صداقات دائمة بل مصالح دائمة" و يا ايها الحكام العرب ... الحليم تكفيه الأشارة ، أم لكم رأيٌّ آخر..!؟
التعليقات (0)