في رده على سؤال حول الرسالة التي وجهتها الأسبوع الماضي لجنة المتابعة العربية إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في شأن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال فيليب كراولي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إنه ليس متأكدا من وجود رد رسمي من الإدارة الأمريكية في هذا الشأن وأضاف، لقد واصلنا نقاشاتنا مع الأطراف المعنية، ولكني لست متأكدا إن كان هناك رد رسمي حتى الآن. تعلمون أن السيناتور جورج ميتشل سيتوجه إلى المنطقة قريبا وسنواصل الحوار الذي بدأنا فيه من أجل دفع الأطراف للدخول إلى المفاوضات المباشرة، لكني لا أعلم إذا كان
في الوقت نفسه جددت واشنطن رغبتها في أن يبدأ الفلسطينيون والإسرائيليون المفاوضات المباشرة في أقرب وقت ممكن. وقال كراولي نسعى لجعل الطرفين يدخلون في مفاوضات مباشرة في أقرب وقت ممكن. ونأمل في أن يتخذ المسئولون هذا القرار قريبا. وبعدها سنرى إلى أين ستمضي العملية. ونريد أن تدخل الأطراف هذه العملية وأن توافق على ذلك قريبا. وبعدها نتمنى أن تبدأ المفاوضات المباشرة من أجل إحراز التقدم الذي نأمله.
وكانت الإدارة الأمريكية قد ضغطت وطالبت أكثر من مرة، وترى واشنطن أنه يجب أن لا يكون هناك شروط مسبقة للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مؤكدة أنها في حوار مكثف مع بلدان في المنطقة للانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة. لقد قلنا انه يجب أنه لا يكون هناك شروط مسبقة لان القضايا التي في قلب العملية معروفة جدا ويمكن معالجتها ضمن مفاوضات مباشرة وأضاف كراولي أفضل طريقة لمعالجة المستوطنات هي الوصول إلى مفاوضات مباشرة حيث يمكن تبادل اقتراحات ملموسة بين الطرفين بشكل مباشر.
وذكر الباحث الأمريكي ناثان براون الخبير بمؤسسة كارنجي للسلام الدولي بواشنطن والأستاذ بجامعة جورج واشنطن لتقرير واشنطن أن المباحثات غير المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لن تسفر عن أي تقدم ملموس، وقد رأت الإدارة ضرورة التحرك نحو أسلوب جديد، مع محاولة إدارة أوباما أن تعيد العلاقات الجيدة مع الحكومة الإسرائيلية لسابق عهدها بالضغط لبدء محادثات مباشرة.
وأستغرب براون من تجاهل واشنطن للصعوبات الحقيقية والجوهرية فيما يتعلق بعملية السلام، فهناك كما قال قيادة فلسطينية منقسمة، وقيادة إسرائيلية غير ملتزمة بحل الدولتين
دور مصري ضاغط
وعن الدور المصري الذي يمكن أن تقوم به الحكومة المصرية في هذه المرحلة، رد براون يمكن لمصر والسعودية والأردن أن توفر غطاء سياسيا لأبو مازن، ويمكن لمصر أيضا أن تستمر في ضغطها على حماس. إلا أن براون يعتقد أنه لا يمكن حل التقدم في مسار التفاوض المباشر بسبب غياب حماس، والذي رأي أن الإدارة الأمريكية تفضل تأجيل هذه المعضلة.
ورغم هذا التشاؤم، فقد ذكر روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في محاضرة ألقاها مؤخرا، أن هناك أساب للتفاؤل لخصها في عدة نقاط هي:
1 - ما يقوم به رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض من تنفيذ خطة بناء دولة فلسطينية من الألف إلى الياء. فهو لا ينتظر أن تسلم إليه دولة على طبق من فضة، بل إنه يبني مؤسسات الدولة في الوقت الحالي، ونتيجة لجهوده تمتعت الضفة الغربية بواحدة من أسرع معدلات النمو الاقتصادي في العالم في العام الماضي.
2 - تخسر منظمة حماس مع كل يوم يمر، حيث أن نموذج حماس الذي يمثل الرفض والإرهاب والمقاومة والموت، قد أخذ يفقد الدعم.
3 - رغم كون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من حزب لليكود، إلا إنه قد وافق على حل الدولتين ووعد بالتفاوض حول جميع جوانب إقامة دولة فلسطينية. وينبغي على القيادة الفلسطينية أن تدخل في مفاوضات لاختبار ما إذا كان نتانياهو جاداً أم لا.
4 - الخوف من امتلاك إيران لأسلحة نووية يدفع العرب والإسرائيليين للاقتراب من بعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى. فلو استطاع العرب والإسرائيليون إيقاف البرنامج النووي الإيراني -- عن طريق عملهم مع الولايات المتحدة ودول أخرى -- فإن فرص السلام الإسرائيلي الفلسطيني ستزداد بكثرة.
التعليقات (0)