السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية نجحت في وقف المقاومة المسلحة، حيث لم تشهد أراضي الضفة الغربية طوال السنوات الخمس الماضية سوى بعض العمليات المسلحة، ولكن بالمقارنة في الأعوام الخمسة الأولى من انتفاضة الأقصى فإن الفارق كبير، وهذا يدلل على نجاح الدور الوظيفي الأمني للسلطة الفلسطينية، وربما يشكل هذا النجاح أحد أهم الأسباب التي تقف وراء رفض الإدارة الأمريكية للمصالحة الوطنية بين فتح وحماس.
ونعود لجولة باراك أوباما للمنطقة وتحديداً للأراضي الفلسطينية، فما هي أهم أولوياته....؟
البعض ذهب إلى أن باراك أوباما لا يحمل جديداً بخصوص القضية الفلسطينية، واستند في طرحه لما تحدث به مصدر في الخارجية الأميركية لـصحيفة السفير، حيث قال: إن الرئيس باراك أوباما يذهب إلى الشرق الأوسط ولاسيما (إسرائيل) ورام الله ليس حاملا خطة جديدة بحوزته، ولكن سيعمد إلى خلق شيء من التقدم. والبعض الآخر ذهب إلى أن الرئيس أوباما قد يحمل مبادرة سياسية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واستند في تحليله إلى أن جدول أعمال باراك أوباما سيشهد لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثم ينتقل أوباما لرام الله للقاء الرئيس محمود وعباس ويعود ثانية لإسرائيل للقاء نتانياهو مرة أخرى، ومن خلال هذه الجولات المكوكية يرى البعض بأن حراكاً سياسياً سيرافق جولة أوباما المقبلة.
بين هذا الطرح وذاك أرى أن جولة باراك أوباما هي فقط دعم وتأييد لـ(إسرائيل)، ولقائه بالرئيس محمود عباس تأتي من باب رفع العتب فقط، وربما يكون ملف المصالحة الوطنية على رأس أجندة اللقاء مع الرئيس عباس، ولكنها ليست المصالحة الوطنية التي يعرفها الشارع الفلسطيني بين فتح وحماس، وإنما ستكون هذه المرة بين الرئيس محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض، والتي شهدت العلاقة بينهما مؤخراً توتراً على خلفية استقالة وزير المالية نبيل قسيس، وربما الإدارة الأمريكية بدأت تشعر بالقلق نتيجة تآكل شعبية الدكتور فياض، ومنهجه السياسي والإداري والاقتصادي، فالدكتور سلام فياض موظف صندوق النقد الدولي ارتبط اسمه لدى شرائح قطاع الموظفين بالمال والرواتب، وما يخشاه أوباما هو استقالة فياض، وتداعيات ذلك على مستقبل السلطة الفلسطينية في حال أوقفت بعض الدول المانحة مساعداتها مما قد يسبب بانهيارها، وهذا سيعيد الأمور إلى المربع الأول، وستتحمل (إسرائيل) التبعات السياسية والاقتصادية والأمنية المترتبة على ذلك.
إن زيارة باراك أوباما لرام الله لن تقدم الجديد للحق الفلسطيني كونه أصبح غائباً عن الضمير الأمريكي، لأن هذا الضمير لا يفهم ولا يحترم إلا الأقوياء.
التعليقات (0)